القاهرة - تمكن عالم مصري يترأس فريق من الباحثين الأمريكيين، من التعرف علي خصائص فريدة تتميز بها أنواع من الخلايا الجذعية تسمح لها بالنمو والبقاء والانقسام بصورة عادية، وتستخدم كمادة أساسية لعمليات زرع نخاع العظام.
وهي عبارة عن خلايا جذعية موجودة في أنسجة ونخاع البالغين ولديها القدرة علي الانقسام السريع وتكوين كل أنواع خلايا الدم، وقد نشرت هذه الدراسة هذا الشهر في مجلة الخلايا الجذعية، وتداولتها هذا الأسبوع أشهر المواقع العلمية علي شبكة الإنترنت.
وذكر الدكتور هشام صادق أستاذ مساعد أمراض الباطنة والقلب بالمركز الطبي لأمراض القلب بدالاس بالولايات المتحدة ورئيس الفريق أنه وجد بمجرد زرع هذه الخلايا، فإنها في النهاية تتحول إلي دم وأنواع أخري من الخلايا، وتشكل قدرة هذه الخلايا علي تجديد نفسها قبل التحول إلي صور الدم المختلفة أساسا لفائدتها في عمليات زرع نخاع العظام، حيث تقوم الخلايا بتحويل الجلوكوز والسكر إلي طاقة أكثر من مجرد استخدام الأكسجين في إطلاق الطاقة .
وقال العالم المصري "أن هذه الخلايا تلجأ في تلبية الحاجة للطاقة لتفتيت جزيئات الجلوكوز وإطلاق الطاقة بدلا من اللجوء لعملية التمثيل الغذائي التي تتم بالميتوكوندريا والتي تستخدم الطاقة الناتجة عن أكسدة العناصر الغذائية لإنتاج أدينوزين تراي فوسفيت".
وأضاف الدكتور هشام صادق أنهم فهموا كيف تقوم الخلايا المنتجة للدم بتنظيم عملية التمثيل الغذائي لها بالرغم من عدم ملائمة بيئتها، ووجدوا أن الخلايا قد عبرت عن نفسها بجين معين بطريقة مكنتها من أداء وظيفتها بدون استخدام الأكسجين، ويري أن فهم المزيد عن دور ووظيفة الخلايا الجذعية وقدرتها علي تجديد نفسها قد يؤدي للتعرف علي وسائل جديدة لتشجيع الخلايا علي النمو بأعداد كبيرة داخل الجسم.
وعلق الدكتور هشام قائلاً: " فمن الممكن مثلا وضع خلايا نخاع عظمي من متبرع في حضانة وتنميتها بصورة غير محددة لتوفير خلايا جذعية لاستخدامها في عمليات زرع علاجية مختلفة" .
ومن المعروف أنه كان هناك عدد محدود من الدراسات التي تناولت التمثيل الغذائي للخلايا الجذعية، ولذلك سعي الباحثون لاكتشاف كيف تتنفس الخلايا الجذعية وتنقسم بدون وجود بيئة غنية بالأكسوجين المهم والحيوي لكل الأنواع الأخري من الخلايا.
وبجانب استخدامها بنجاح في عمليات زرع النخاع منذ سنوات، فإن الخلايا الجذعية تستخدم الآن في مئات الدراسات البحثية لتجديد عضلة القلب.
وتلقي نتائج هذه الدراسة الضوء علي خصائص جديدة مهمة لخلايا النخاع العظمي الجذعية تجعلها أكثر احتمالا للبقاء في بيئات تفتقر للأكسجين، كالتي توجد عقب النوبات القلبية.
وأكد العالم المصري قائلاً: " من الممكن أيضا الاستفادة بهذه النتائج لإنعاش منشأ خلايا النخاع الذي لديه القدرة علي النمو والانقسام إلي لأي نوع من الخلايا، باختيار الخلايا بناء علي خصائصها من ناحية التمثيل الغذائي وطرق إنتاج الطاقة"، على حد قوله.