هل يجوز بناء منزل فوق المسجد الذى اقوم بانشائه؟
يجيب على هذه الفتوى الدكتور عبد الله سمك : لا يجوز على الصحيح ، وللفقهاء في هذه المسألة أقوال :
1-أجاز المالكيّة اتّخاذ منزل للسّكن فيه تحت المسجد ولم يجيزوا اتّخاذه فوقه ،ولم يجيزوا الدّفن فيه لأنّه يؤدّي لنبشه إلّا لمصلحة تعود على الميّت .
2-وقال الحنابلة - كما نقل ابن مفلح عن المستوعب - إن جعل أسفل بيته مسجداً لم ينتفع بسطحه , وإن جعل سطحه مسجداً انتفع بأسفله , نصّ عليه , وقال أحمد : لأنّ السّطح لا يحتاج إلى أسفل ، وحرّموا الدّفن بالمساجد وكذا بناء المساجد على القبر لقول ابن عبّاس رضي اللّه عنهما : «لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زائرات القبور والمتّخذين عليها المساجد والسرج » .
3-ويقول الحنفيّة : إذا جعل السفل مسجداً وعلى ظهره مسكن فهو مسجد لأنّ المسجد ممّا يتأبّد وذلك يتحقّق في السفل دون العلو ، وعن محمّد على عكس هذا لأنّ المسجد معظّم , وإذا كان فوقه مسكن أو مستغل يتعذّر تعظيمه ، وعن أبي يوسف أنّه جوّز في الوجهين حين قدم بغداد ورأى ضيق المنازل فكأنّه اعتبر الضّرورة , وعن محمّد أنّه حين دخل الرّيّ أجاز ذلك كلّه .
وروي عن أبي حنيفة أنّه إذا جعل السفل مسجداً دون العلو جاز لأنّه يتأبّد بخلاف العلو . قال ابن عابدين : لو جعل تحته سرداباً لمصالحه جاز .
4- ونقل الزّركشي عن مالكٍ أنّه كره أن يبني مسجداً ويتّخذ فوقه مسكناً يسكن فيه بأهله , قال الزّركشي : وفي فتاوى البغويّ ما يقتضي منع مكث الجنب فيه لأنّه جعل ذلك هواء المسجد وهواء المسجد حكمه حكم المسجد .