ركبتُ يوماً القطار
وكان فوق رأسي خمار
بدأتُ
أردد الأذكار
ثم رأيتُ منظراً يلفت الأنظار
رأيتُ فتاة قد عملتْ
"استشوار"
ووضعتْ على وجهها "الغبار"
ففتحتُ معها حوار
لاطفتها
وسألتها عن الأخبار
فعبستْ وقالت: تخلف وانحدار
قلت: حبيبتي
اهدئي فكلها أقدار
قالت: لا .. بل أقصد الخمار
قلت: بل هو تقدم
وازدهار
قالت: لمَ التقيد والحصار؟؟
دعينا نعيش حياة الأحرار
فأنا
لا أزال في عمر الأزهار
قلت: ولكن الله قد فرض الخمار
قالت:
أفكر وليَ الاختيار
قلت: وما بال نساء الأنصار؟
حين سمعن "وليضربن.."
أخذن القرار
قالت: بعد أن يأتي الفارس المغوار
أضمنه أولاً وإلا لاذ
بالفرار
قلت: لتعيشي حياة الأطهار
قالت: الإيمان في القلب لا
إظهار
قلت: عجباً .. ألا تخافين النار؟؟!!
ألا تخافين الله
الجبار؟؟!!
قالت: وهل أنا من الكفار؟!
قلت: معاذ الله .. التمسي
لي الأعذار
جعلني الله وإياكِ من الأبرار
إنما أقصد أنه لفتٌ للأنظار
قالت:
عليهم أن يغضوا الأبصار
قلت: الحجاب عفة ووقار
قالت: يجعلني
كالشيوخ الكبار
قلت: يوردك موارد الأخيار
قالت: إن الجو حار
في
الشتاء يكون القرار
قلت: الموت يأتي بلا إنذار
ماذا ستقولين للواحد
القهار؟؟
وكيف ستقابلين رسولنا المختار؟؟
لا الندم سينفعكِ ولا
الاعتذار
سكتتْ ملياً ثم نطقتْ بالقرار
قالت: اليوم أرتدي الخمار
وأنفذ
أمر ربي وأختار
مجاورة النبي وصحبه الأخيار
قلت: بشّرِي قد أصبتِ
الاختيار
فجأة توقف القطار
فنزلتْ وكلها سكينة واستقرار
حينها
حمدتُ الله الستار
وفي رضا وسعادة أكملتُ المسار