هل تعانين من قول "نعم" وإذا كان الإذعان يتركك مجهدة، لقد حان الوقت لتعاقبي نزعة الإيثار الداخلية لديك، وابدئي بوضع اهتماماتك الذاتية أولاً.
أن تقولي" نعم" عندما تعنين "لا" خاصية متأصلة في العديد منا.. ومع قليل من الوقت وكثرة الأعمال لديك لن يكون بوسعك التفكير في أولوياتك ووضعها في المقدمة ولهذا السبب أصبحت صفة الإيثار مقلقة..
فكل منا يعرف ما يتعرض له من ضغوط بسبب كثرة العمل هذا بالإضافة إلي أننا لا نستطيع رفض دعوة صديق لحفل غداء في الوقت الذي تكون فيه جميع قوانا منهكة من العمل.. لكن أما حان الوقت لك لأن تكفي عن ذلك وتقولي "لا" وأن تقلعي عن الإكثار من قول "نعم" وذلك قبل أن يقضي الإذعان علي حياتك.
وأن نتعلم من الآن فصاعدا أن نقول "لا" ليس بالأمر الصعب.. فما تحتاجينه هو قدر ضئيل من القوة الداخلية، والنصيحة الذهبية التي نقدمها لك لنطق هذه الكلمة كثيرا هو القفز فوق قدراتك لكي تقولي فقط ما تعنين وما ترغبين فيه.
"ولذلك السبب لا يعاني المؤثرون في حياتهم الشخصية والمهنية فقط بل إنهم لا يكترثون بأن يصبحوا فاقدين للإحساس بهويتهم الذاتية "
- إيثار الآخرينيقع معظمنا في مأزق بين إيثار الآخرين وقول "لا" ولذا فإن المؤثر هو الشخص الذي يرغب في أن يكون محبوبا من الآخرين أو المتخوف من الرفض أو أن يكون في صراع مع أفكاره الداخلية ".. هذا التعريف أوضحته لنا الدكتورة Melanie Schlatter أخصائية الصحة النفسية بـ Well Woman Clinic في دبي وأضافت أيضا الأخصائية النفسية الشهيرة: "لا نتكلم فقط عن الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا وقورين أو مهذبين لإسعاد الجميع ولكن عن هؤلاء الذين يقولون "نعم" عندما يعنون بها "لا" وبالتالي فهم الذين لا يتمكنون من توصيل ما يعنون".
وتضيف Schlatter: " لكن كيف يستطيعون توصيل هذا المعني وكيف يعرفون أن كلمة قليلة الحروف لها هذا الثقل، لاسيما إذا كانت تتعلق بأمور ذاتية بالنسبة لنا، لذا ننصحهم بأنه ليس من المستغرب أن تقولي " لا " بأدب وهذه هي الحقيقة التي يجب علي جميع المؤثرين أن يواجهوها حتى لا يحملون أنفسهم مشقة هم في غني عنها ".
كما تقول الأخصائية النفسية إن الدرس الأول في أن تقولي "لا" بأدب هو الاتصال بالآخرين وتوصيل المعني، وإذا لم تستطيعي أن تتفوهي بها فلا يمكن للآخرين أن يتولوها بالنيابة عنك مهما كانوا قريبين من نفسك، فيجب أن تكون لديك القوة والثقة الداخليتين اللتين تمكنانك من أن تقولي ما تعنين وما تريدين، فليس من الصعب أو العيب أن تتعلمي تقييم نفسك ووقتك لأنك الشخص الوحيد الذي بوسعه ذلك وليس الآخرون.
أما الدرس الثاني فهو " التوازن "
طالما تعلمت أن تقول الكلمة الخفيفة "لا" وكانت لديك القدرة الكافية علي فعل ذلك فلا تنسي أن تتخلصي من حدة وإحراج هذه الكلمة، فحاولي أن تجعلي التوازن هو الصفة الإيجابية الناتجة عن التفوه بها.
فمثلا عندما تدعيي لعمل إضافي لست في رغبة للقيام به فلا تقولي مثلا "لا" لا أستطيع البتة " فليكن ردك مثلا: " كنت أود ذلك، لكنني مشغولة ولدي التزامات ضرورية أخري ولذا سأقوم بذلك لو تمكنت الأسبوع المقبل"، فالتوازن بين ما هو إيجابي وسلبي يجنبك تبعات مخاطر أن تقعي في موقف دفاع أنت لست في حاجة للإحراج الناتج عنه.
و"غالبا ما يكون الناس راضين عن الحال الذي هم عليه .. عما يريدون وما يؤيدون .. هذا في الوقت الذي لا يكونون فيه قادرين على الاستماع لمكنوناتهم الدخلية"
فإرضاء جميع الناس من البديهي أن يسبب لك المزيد من المتاعب في حياتك بهذه الكلمات تنصحناSusan Merchant -Hayox الأخصائية النفسية بلندن والتي تقول أيضا " أن تحاولي إيثار الآخرين يشعرك في نهاية المطاق بالملل من نفسك " لذلك قد ترين على المدى الطويل أنه يتوجب عليك أن تقلعي عن كلمة " نعم" عندما تريدين أن تقولي " لا" حتى تتجنبي الإجهاد العاطفي والاستياء ومن ثم يتلخص التخلص من كل هذه المعاناة في كلمة واحدة خفيفة على اللسان هي " نعم" ويعرف الكثير من المؤثرين أنهم يشعرون بالتعب في حياتهم المهنية والشخصية ليس هذا فحسب بل تحذر الدكتورة Schlatter من أن تتركي الآخرين يتحكموا في قراراتك الحياتية يجعلك غير قادرة على تحديد هويتك والأمر الذي يبعدك عن سماع صدى صوتك الداخلي.
لماذالماذا يقول العديد منا " نعم" في الوقت الذي يريدون فيه أن يصرخوا ويقولوا لا؟ قد تبدو الأسباب كثيرة ومن هذه الأسباب الخوف من التوابع السلبية أو أن يصبح الفرد غير متعاون أو ممقوت من الآخرين، وتضيف الدكتورة Merchant -Hayox قد ينزع المؤثرون لإرضاء الآخرين حتى لا يتسببوا في المشاكل لهم وهذا الأمر قد يعتبر شبه مناسب للنساء بينما تري الدكتورة schlatter بأن الخوف هو أحد الأسباب الأخرى التي يعاني منها المؤثرون لأنهم يخافون من أن يصبحوا مكروهين بسبب كلمة "لا" أما إذا أمعنت النظر ستجدين أنك قد تلجئين لأن تكرهي شخصا ما لأنه لم يسدي لك معروفا.
الأبوان قد يكونان أحد الأسبابهناك عامل آخر يؤرق المؤثرين ألا وهو" الإحساس بالذنب" ويترسخ هذا الاعتقاد أثناء فترة الطفولة الأمر الذي يدفع المؤثرين لأن يكونوا نزاعين لهذه الصفة وتصف الدكتورة schlatterالإيثار بأنه سلوك يتم تعلمه وتتابع "لو كبرت لدي أبوين ينزعان للسيطرة عليك دائما ويشعرانك دائما أنك مذنبة، ولن يتركانك تقولي " لا" سيكون من السهل عليك التعود على كلمة " نعم" ونطقها.
- تجنب الصراع وإيثار الآخرين
تقول السيدة Anada Shakespear 35 عاما : غالبا ما يدفعك تجنب الصراع والمواجهة مع الآخرين لأن تقولي نعم وتكشف لنا أنها كثيرة هي عدد المرات التي تقول فيها " نعم" عندما تشعر أنها ستكون في موقف مواجهة أو صراع وتخبرنا أيضا : "لا أريد أن أكون مضجرة في العمل فضلا عن أنني لا أرغب في أن أكون غير اجتماعية في حياتي الشخصية لذلك وفي كثير من الأوقات أحضر أحداث اجتماعية مملة رغم أنفي لست بحاجة إليها".
يبدو أن الحصار الخانق لأخلاقيات عمل السيدة Anada جعلها السيدة " نعم" كما تقول لنا أنها دائما ما تقول " نعم" لأي أعمال إضافية لأنها طموحة.
وبالنسبة للسيدة Shereen Shabnam Dury 36 عاما فإنها تخاف من أن تفتقد الخبرة والمعرفة بالأشياء بمرور الوقت إذا تفوهت بكلمة " لا" ومن ثم تصبح مذنبة حيث إنها كانت تطمح في الماضي لفعل كل شيء: كرؤية الأصدقاء والأنشطة، والعمل، وبذل أقصي جهد في حياتها بحكم كونها مديرة لتنمية الأعمال التجارية بكبري الشركات.
وتضيف" أصبح متوترة إذا قلت " لا" لأنني أكره أن أجرح الآخرين وأشعر بالسعادة البالغة عندما أجعل الناس سعداء.
ولأنها ترفض أن تقول لأحد " لا" أصبحت ْShereen منهمكة في حياتها وتكمل لنا اعترفاتها قائلة " لم أجد الوقت الكافي الذي أعطيه لعائلتي ولذلك " أوافق الآن على القيام بنشاط اجتماعي واحد لشخص واحد كل أسبوع في محاولة مني لكي أجد وقتا لي " أنا".
وحول ذلك تخبرنا الدكتورة Merchant -Hayox " قول"لا" قد يكون صعبا في البداية، لكن أن تبدئي به فسرعان ما ستعتادين عليه فلا يوجد حاجة للمعاناة المتواصلة والإجهاد النفسي والعقلي من أجل إيثار الآخرين وذلك عندما يكون لنا وقتا إضافيا فمن الأولي أن نخص به أنفسنا.
فأن تقولي لا عندما يتطلب الأمر ذلك يخرج بك من دائرة السيدة " نعم" الأمر الذي ينتج عنه أقل إرهاقا لك وأخيرا أن تقولي "لا" قد يكون صعبا في البداية لكنه سيكون جزءا من سعادتك في النهاية.
الدليل الكامل لقول " لا"- تخيلي السيناريو الأسوأ الذي قد يحث إذا قلت "لا" وبعد ذلك انظري إلى النتيجة ثم ابدئي بالحكم، هل كانت العواقب وخيمة بالفعل؟
- ابدئي بكلمة لا أو أجلي مساعدتك للآخرين لبعض الوقت إذ كان ذلك مناسبًا لأنه أول شيء يقوم بكسر حواجز ما تشعرين به في هذه اللحظة ففي العمل تكون الفرص والخيارات أمامنا ضعيفة لأن نقول "لا" ولكي تهوني علي نفسك اسعي لطلب المساعدة إذا علمت أن الأمر سيأخذ منك وقتا كبيرا.
لأن الحياة بها كثير من الممارسات لذا علمي نفسك أن تقولي "لا" بكل ثقة، فكلما رددت نطقها على لسانك ستجدين من السهل أن تقوليها للآخرين في الوقت المناسب.
- طوري من معرفتك في الموضوعات المتعلقة بالسينما، الممثلين، الثقافة واشحذي أسلحتك عندما تسألين عن هذه الموضوعات لكي تطوري من إحساسك