وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 22 اذار/مارس في واشنطن
واشنطن (ا ف ب) - اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد عشية الاحتفالات بالذكرى ال62 لاعلان قيام دولة اسرائيل ان دعم الولايات المتحدة للدولة العبرية "لن يضعف".
وشددت كلينتون في بيان على ان "الولايات المتحدة ستظل الى جانبكم تشاطركم مخاطركم وتساعدكم على حمل اعبائكم، بينما نواجه المستقبل معا"، وذلك على الرغم من التوترات الراهنة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
واضافت الوزيرة الاميركية "لدي التزام شخصي عميق تجاه اسرائيل. وكذلك الرئيس اوباما. امتنا لن تضعف ابدا في عزمها على حماية امن اسرائيل وتعزيز مستقبل اسرائيل". واشارت الى ان "اسرائيل تواجه اليوم احد اكبر التحديات في تاريخها، الا ان آمالاها وامكاناتها لم تكن يوما اكبر مما هي عليه اليوم".
وتعتبر اسرائيل ايران عدوتها اللدود، وقد دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرارا الى شطب الدولة العبرية عن الخارطة. وفي هذا السياق قال احمدي نجاد الاحد ان "النظام الصهيوني سلك الطريق المؤدية الى سقوطه ودول المنطقة بعد نحو ستين عاما (على وجود اسرائيل) تريد استئصال هذه الجرثومة الفاسدة التي هي السبب الرئيسي لاختلال الامن في المنطقة".
واشارت اسرائيل مرارا الى احتمال شن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية في ايران، في وقت يتهم فيه الغربيون طهران بالسعي لاقتناء القنبلة الذرية وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية.
واعتبرت كلينتون ان ذكرى قيام الدولة العبرية تمثل "فرصة للاحتفال بكل ما حققته اسرائيل ولاعادة التأكيد على الروابط التي توحد امتينا، الا وهي شراكتنا الاستراتيجية والقيم التي نتشاطرها وتطلعاتنا المشتركة". ويحيي الاسرائيليون ذكرى اعلان قيام دولة اسرائيل في 14 ايار/مايو 1948 وفقا للتقويم العبري، والذي يصادف هذه السنة في 19 نيسان/ابريل.
وقالت كلينتون ان الامر لم يستغرق من الرئيس الاميركي هاري ترومان سوى 11 دقيقة للاعتراف بدولة اسرائيل في 1948. واضافت "ومنذ ذلك الحين والولايات المتحدة تقف الى جانبكم وتؤازركم".
واكدت ان ادارة اوباما "تعتقد انه من الممكن لا بل من الضروري التوصل الى سلام شامل في الشرق الاوسط يضمن للاسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة الامن والازدهار".
الا ان التحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل شهد ازمة منذ زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل في اذار/مارس والتي اعلنت اسرائيل خلالها بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المقبلة. واعتبرت هيلاري كلينتون يومها الخطوة الاسرائيلية "اهانة".
وقبل ايام دعت كلينتون نتانياهو الى اثبات التزامه لجهة قيام دولة فلسطينية، محذرة من ان استمرار النزاع من شأنه تعزيز المتطرفين.
وكان نتانياهو اعلن مطلع نيسان/ابريل وفي اللحظة الاخيرة انه لن يشارك في مؤتمر واشنطن الدولي حول الامن النووي الذي استضافه الرئيس باراك اوباما وشاركت فيه 46 دولة، وذلك لتجنب ان تتم اثارة البرنامج النووي الاسرائيلي. ولا تعترف اسرائيل رسميا بامتلاك السلاح النووي لكن خبراء عسكريين اجانب يعتقدون ان الدولة العبرية تملك ترسانة تتراوح بين 100 و300 راس نووي.
وقبل هذا ببضعة اسابيع عقد نتانياهو واوباما لقاء ثنائيا في البيت الابيض عاد على اثره رئيس الوزراء الاسرائيلي الى بلاده من دون ان يتمكن من التوصل الى اتفاق مع الرئيس الاميركي بشأن مسألة وقف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة وترفضه اسرائيل.
وكان الرئيس اوباما اكد الاسبوع الماضي ان السلام في الشرق الاوسط هو قضية امن قومي بالنسبة للولايات المتحدة.