- قالت مارجريت مونرلين ميتشل مؤلفة "ذهب مع الريح" يومًا: "لم أكن أبدًا واحدة من الشخصيات التي تلتقط الأجزاء المتكسرة وتلصقها ثم تخبر نفسها أن هذا الشيء الملصوق لا يختلف عن ما كانه من قبل.. ما انكسر قد انكسر وانتهى الأمر، وأنا أُفضل أن أتذكره بأجمل شكل كان عليه على أن أصلحه وتظل شروخه أمامي طالما حييت".
جعلتني هذه الكلمات أتساءل عما إذا كانت العلاقات الإنسانية مماثلة لما كانت ميتشل تتحدث عنه: ما إن تنكسر حتى يستحيل إصلاحها.
بدأت في سؤال صديقاتي عما إذا لمحن شرخًا على جانب أجمل زهرية رأوها في حياتهن، هل سيشترينها بالرغم من ذلك مع محاولة إخفاء الشرخ أم أنهن سيبحثن عن واحدة أخرى بدون شروخ؟
قالت معظمهن إنه من الصعب التعايش مع شيء مكسور، لأنه بالرغم من أن الشقوق مختفية، فإننا نعلم أنها ما تزال موجودة، ولكننا في بعض الأحيان لا نريد "الكمال"، ونعرف أن هذا الشيء المكسور هو بالضبط ما نريده؛ وعندها سنشتري هذه الزهرية المكسورة. فلننظر على سبيل المثال إلى "الارتباطات المكسورة".
توجد حاليًا العديد من الأسباب للانفصال عن شريكتك، وتتراوح ما بين خيانته لكِ مع أقرب صديقاتك وإساءة معاملتك أو ببساطة إختفائه عندما كنتِ في أشد الحاجة إليه.
متى ستتوقفين عن تسمية ذلك بـ"الارتباط"، وتتقبلين فكرة أنه ليس سوى شكل بشع ومشوه من أشكال "المعارف السطحية"؟ هل ستواجهينه وتخبرينه بما يضايقك وتحاولين أن تتوصلي إلى حل لمشاكلكما معًا، أم أنك ستنفجرين في وجهه، وربما تضربيه ثم تتجاهلي كل ما حدث لأنه لا يستحق الوقت ولا الجهد ولا النقاش؟
أتساءل عما إذا كان مثل هذا النوع من الأشياء قابل للإصلاح.
متى تزيد محاولتنا للصق القطع المكسورة عن حدها اللائق؟ إلى أي مدى ينبغي علينا تحمل إخفاء العيوب؟ لماذا لا نقوم بإلقاء هذه الزهرية بعيدًا فحسب ونجد الأفضل منها؟
بعد متابعتي للعديد من العلاقات من حولي، لاحظت أننا جميعًا لدينا شروخ نحاول إخفائها؛ قد يكون شريكك من النوع العصبي ذا الصوت العالي الذي يصرخ في وجهك أمام أصدقائك، أو من النوع شديد الغيرة الذي يجن جنونه عندما ترتدين ملابس ضيقة، أو من النوع اللامبالي الهادئ الذي لا يرى أهمية للاتصال بكِ كل يوم للاطمئنان عليكِ.
يمكن للسخرية والفكاهة أن تلعبا دورًا في مثل هذه المواقف المحرجة حيث يمكنهما تغطية الشرخ حتى تصلا للبيت وتصلحاه.
أرى العديد من الفتيات اللاتي يكرهن فكرة كون شركائهن عصبيين أو متزمتين أو لا مباليين، ولكنهن يستكملن العلاقة متظاهرات بأن كل شيء على ما يرام، وذلك - في رأيي - هو أكبر خطأ يمكن لأحد أن يرتكبه.
إذا ما كانت شخصيته بهذا الشكل الآن، فهو لن يتغير مستقبلاً، بل على الأغلب سيزداد سوءًا، لذا لا تحاولي لصق المكسور متصورة أن الموضوع سيحل نفسه بنفسه، تقبلي بدلًا عن ذلك فكرة أن تلك هي شخصيته، أو أخرِجي نفسك من العلاقة (كلما بكرتي بفعل ذلك كلما كانت الأمور أفضل).
لا تنكري حقيقة كراهيتك لعيب ما في شخصيته، أو فكرة أنك لن تستطيعي تغيير نفسك من أجله، وتوقفي عن التصرف وكأن كل شيء على ما يرام بينما هو في الحقيقة ليس كذلك.
في وقت من الأوقات كان لدينا جميعًا زهرية مكسورة، ولبعض الناس الآخرين كنا نحن أنفسنا نفس تلك الزهرية، ولكن من نجا منا رمى بها بعيدًا قبل أن تجرحنا.
وكما بدأت باستشهادي بكلمات شخصية معروفة، أود أن أختم بنفس الطريقة: "تخدير الألم لفترة سيجعله أشد إيلامًا عندما تشعر به في آخر الأمر"، ج. ك. رولينج.