الفتيات يبحثن عن الحب المثالي - صورة من أ ف ب
كنت أنظر إلى صوري وأنا طفلة ولم أفاجأ حقًا عندما رأيتني مرتدية فستان "الأميرات"؛ تعرفن ذلك الفستان الوردي المنتفخ الذي أُجبرنا جميعًا على ارتدائه أثناء الأفراح أو المناسبات الراقية.
وكالعادة سرح عقلي: هل كانوا يُغذون عقولنا بالمعلومات الخاطئة منذ طفولتنا؟ أخبرتني أمي أنني كلما كنت أُسأل عما أُريد أن أكونه عندما أكبر، كنت دائمًا ما أرد: "باربي".
كانت باربي هي مثلي الأعلى: الأنثى فارغة العقل بشعرها الأشقر وسيارتها الرياضية الرائعة وزوجها الوسيم وملابسها المثيرة! كبرت على مر الأعوام ولكنني لم أحقق أيًا من تلك المعايير.
راقبت العديد من الفتيات من حولي ولاحظت أنهن جميعًا يتشاركن الاهتمامات نفسها تقريبًا: أمير طويل وأسمر ووسيم (ويا حبذا لوكان غنيًا أيضًا)، على حصان أبيض (يُستبدل حاليًا بسيارة جاجوار بيضاء)، وينحدر نسله من الملوك والملكات (يُستبدلون حاليًا بالأطباء).
هل تسببت مشاهدة الكثير من الكارتونات في إفساد توقعاتنا؟ هل نتوقع أن نلتقي بالرجل المناسب في الحفلة (أو في قول آخر في أفراح صديقاتنا المقربات)؟
هل إذا ما فقدت فردة حذائي أو قبلت ضفدعًا سيحدث ذلك؟ ماذا عن خلفيتنا الشرق أوسطية التي غالبًا ما تمنعنا من الذهاب إلى الحفلة أصلًا أو على الأقل تُجبرنا على الرحيل مبكرًا لأننا "مش عاوزين الناس تتكلم"؟
وإذا فرضنا جدلاً أننا ذهبنا وبقينا لما بعد الساعة 12، هل سنسعد عندما نفقد فردة الحذاء أم سنندم لأنها كلفتنا 200 جنيه؟ وهل تعرفن مقولة "يجب أن تُقبلي الكثير من الضفادع حتى تجدي الأمير الوسيم"؟ ماذا إذا لم يوجد أي أمراء وكان كل ما هنالك هو الضفادع وحسب؟
ماذا إذا لم يأت الرجل المناسب إلى الحفل لأنه اضطُر للعمل؟ أو ماذا إذا جاء ولكنه نسي أن يحلق ذقنه أو يمشط شعره؟ هل ستنتظرين فرصة أفضل أم أنك سترضين به أو بما سيكونه؟ هل نحن مهووسات بالنهايات السعيدة وبفساتين الأميرات والقصور وفارس الأحلام إلى الدرجة التي لا يمكننا معها تقبل الحقيقة؟
هل الحب من أول نظرة ممكن أصلاً؟ تطارد البعض منا أحبائهن لسنوات بدون أن يحدث أي نوع من الحب! هل ستتزوج سنووايت من أميرها دائمًا؟
حسنًا؛ بالطبع لن يحدث ذلك إذا ما كان مرتبطًا بالفعل أو إذا كان لديه فوبيا الارتباط. كيف لم تقع سنووايت في حب أحد الأقزام؛ أولئك الملائكة الذين فتحوا لها بيتهم ووفروا لها الغذاء والمأوى؟!
من الذي قال إن الحب المثالي يستلزم أميرًا وسيمًا من عائلة ملكية أو أميرة نحيفة رائعة الجمال تعيش في قصر أبيض؟
لماذا نقع دائمًا في غرام الرجل الخطأ ونرفض أن نرى ما هو موجود أمام أعيننا؟
هل لأن ديزني أعطتنا كل تلك التوقعات غير الواقعية وصورة خاطئة لما ينبغي للأمور أن تكون عليه؟
ولماذا لم يُحذرنا أحد قبلًا؟! على الأقل عندما تجذب لعبة ما انتباه الطفل الذكر تكون في العادة شيئًا حقيقيًا وموجودًا بالفعل مثل سيارة أو صندوق أدوات. ربما يجب على صناعة الألعاب ان تقوم قريبًا بتصنيع نُسخ صغيرة من السيشوارات والملاقط وكريمات حب الشباب!
وبينما تبقى تلك الأسئلة بدون إجابة، لا أستطيع سوى أن أتسائل عن متى توقفنا عن تقدير ما نملكه بالفعل وبدأنا في الإعجاب بما ليس في حوزتنا؟
ببساطة لم يعد بإمكاننا الاستمتاع باللفتات البسيطة لأنها لا شيء مقارنة بما رأيناه على شاشة التليفزيون. لا يمكننا دائمًا توقع أن يصل كل شيء إلى درجة الكمال لأن ذلك لا يحدث في الواقع، على أحسن الظروف يكون أفضل ما بإمكاننا الوصول إليه هو أقرب الدرجات للكمال.
لذا لا تتوقعي أن ترفرف العصافير والفراشات من حولكما في موعدكما الأول. استيقظي من أحلامك واستوعبي أن ذلك هو أفضل ما ستحصلين عليه، لذا تمسكي به وافعلي أفضل ما يمكنك فعله!