كلمني شكرا) .. اسكتشات فكاهية وتوك شو سينمائي!
بوستر فيلم كلمني ... شكرا
- أفلام خالد يوسف وغيره ممن يطلقون على أنفسهم لقب مخرجى الواقعية الجديدة فى السينما المصرية أصبحت أشبه بصحف المعارضة وبرامج "التوك شو" فى الفضائيات الخاصة.
من كل فيلم أغنية، ومن كل قضية شكوى.. أطفال شوارع على تعاطى مخدرات على فرح شعبى، وزواج عرفى وتطرف دينى وعلاقات خاصة.
وفى الفيلم الجديد كلمني شكرا يضيف خالد يوسف والكاتب سيد فؤاد موضوعات تهريب الدقيق، وإدمان الأطفال للمخدرات وشرب الكحول الردئ، فضلاً عن سرقة وصلات "الدش" وخطوط المحمول وكافيهات الإنترنت التى وصلت إلى الأحياء الشعبية.
كوكتيل من الهموم والقضايا التى شغلت الصحف الخاصة والمعارضة والحكومية والبرامج التليفزيونية في الفترة الأخيرة، ويجسدها أصحاب هذا الفيلم من خلال شخصيات حية ومتحركة، و "لوكيشن" واحد لحارة شعبية عشوائية، لا تختلف كثيرًا عن الحارة فى "حين ميسرة" أو "دكان شحاتة".
لكن البطل هذه المرة هو عمرو عبد الجليل، صاروخ الكوميديا القادم، والبديل الجديد لمحمد سعد وشخصية "اللمبى" مع تفوق واضح فى الأداء التمثيلى وبساطة وعفوية فى التعبير تكشف إمكانات جديدة وهائلة لهذا الممثل الموهوب الذى لا يفتعل الإضحاك أو يتعمد الاستظراف.
لكن الفيلم نفسه الذى كتب له السيناريو والحوار سيد فؤاد عن فكرة للممثل عمرو سعد ليس سوى "سيت كوم" سينمائى، أو مسرحية مصورة، أو مجموعة من الاسكتشات الخفيفة التى يلقيها "عبد الجليل" ببراعة، ويساعده مجموعة من "السنيدة" أو الشخصيات المساعدة.
ومعظم الممثلون تألقوا فى أداء أدوارهم، خاصة الموهوب الجديد "رامى غيط" الذى قدم شخصية صديق البطل إبراهيم توشكى، وخطيب أخته، وكذلك صاحب الفرن واللحية "التايوانى"، الذى يمسك بالمسبحة ويتحدث بالدين، وهو بعيد كل البعد فى سلوكياته عن الالتزام الدينى، وقدم الشخصية ببراعة الممثل المظلوم صبرى فواز، والذى سبق أن قدم أدوارًا مهمة فى أكثر من عمل تليفزيونى، حتى أعطاه خالد يوسف أول فرصة حقيقية له على شاشة السينما من خلال هذا الدور فأثبت جدارته وأحقيته فى الحصول على مساحة أكبر من الشهرة والنجومية.
وفى هذا الفيلم يعيد "يوسف" كذلك اكتشاف الممثلة داليا إبراهيم، التى لعبت دور خطيبة "توشكى"، وإن كانت مساحة الدور لم تعطها فرصة التعبير بشكل كاف عن موهبتها كممثلة قدمها الكوميديان الكبير محمد صبحى لأول مرة للجمهور من خلال مسرحية "بالعربى الفصيح"، ثم انحصرت طويلاً فى الأدوار التليفزيونية.
أما القديرة شويكار والتى تعود للسينما بعد غياب طويل، فقدمت فى كلمني شكرا دور عمرها، وخاصة المشهد الذى تستحث فيه ابنها على أن يصفعها بالقلم من خلال مشهد تمثيلى "مفبرك" فى برنامج تليفزيونى مشبوه.
ويذكرنا هذا المشهد بلقطة أخرى رائعة فى فيلم "حين ميسرة" لنفس المخرج، وهى اللقطة التى ينتزع فيها الممثل عمرو سعد الأساور الذهبية من يدى والدته هالة فاخر، وهى نوعية المشاهد الإنسانية التى يبرع فيها خالد يوسف، ويقدمها بمنتهى العذوبة فتنتزع الدموع من المشاهدين، كما ينتزع ضحكاتهم طوال مدة عرض الفيلم.