لم يمر وقتا طويلا بعد حادث السيارة الذى تعرضت له دانا حتى لاحظت ذلك التغير الشديد الذى حدث لأبنها جوش (5 أعوام). فلم يعد جوش يريد الذهاب الى المدرسة ويتحجج بشعوره بالصداع وتقلصات المعدة، وكان أيضا يتعقبها فى جميع أرجاء المنزل .
وفى يوم من الأيام انتابته حالة من البكاء عندما أرادت دانا الذهاب الى الطبيب وتركته مع جدته.
وبعد ذلك التغير استجابت دانا لجميع مطالب جوش وعملت على اراحته نفسيا، وقامت بتغييبه عن المدرسة بعد حالة الرعب التى استحوذت عليه نتيجة للحادث الذى تعرضت له.ولكن وبعد مرور شهر دون تحسن حالة جوش، أدركت دانا أنها فى حالة ماسة الى المساعدة من أجل ابنها.
كيف يتم التصرف عندما يصل الأمر الى الأطفال الأكبر سنا؟
ان حالة قلق الأنفصال تعتبر حالة أو مرحلة تحدث للأطفال ما بين 10-18 شهرا، ومع مرور الوقت يشعرون بالأمان والأستقرار ويدركون أن آبائهم أو المسئولون عن رعايتهم سوف يعودون اليهم بعد فترة الغياب.
ولكن المشكلة تحدث عندما تصل تلك الحالة الى الأطفال الأكبر سنا، وقد تكون نتيجة لتغيير البيئة أو ربما الاجهاد والصدمات التى تعرض لها الطفل فى حياته.
العومل المسببة لقلق الأنفصال لدى الأطفال الأكبر سنا تشمل:- ذهاب الآباء الى العمل
- ولادة الشقيق
- الأنتقال الى مدرسة جديدة
- طلاق أو انفصال الآباء
- مرضهم الشخصى أو مرض أحد الأبوين
- التغير فى الرعاية
- موت أحد الأقارب أو الحيوان الأليف
متى ينبغى عليك طلب المساعدة؟فبعض حالات قلق الأنفصال تكن طبيعية اذا كان هناك نوع من التوتر والقلق فى حياة
الطفل، وهى تشخص على أنها خلل يصاب به الأطفال. ولكن اذا استمر لأكثر من أربعة أسابيع، فهنا ينبغى عليك طلب المساعدة فورا.
وتلك الحالة يصاب بها 4% من الأطفال فى المرحلة الأبتدائية والأعدادية ولكنها تنخفض بالنسبة للمراهقين، والفتيات والفتيان يصابون بها على قدم المساواة.
بعض أعراض قلق الانفصال التى يجب الانتباه إليها فى طفلك تشمل:
- الشعور بالضيق الشديد، عند الانفصال عن الآباء أو الأشخاص المحببون إليه.
- القلق المستمر، والخوف من إصابة الآباء أو أحد أفراد الأسرة بمكروه.
- بعض عادات النوم السلبية، كالخوف من الذهاب الى الفراش بمفرده، والرغبة فى أن ينام مع أحد الوالدين أوالأشقاء.
- رفض الذهاب الى المدرسة.
- الصداع المتكرر، وآلام المعدة، والغثيان أوالقىء عند حدوث الانفصال، أوالخوف من حدوثه.
- رفضه لأن يبقى وحيدا، حتى فى المنزل.
- التداخل مع الأنشطة الاجتماعية، كرفض الطفل الذهاب الى أعياد الميلاد، أوالرحلات بمفرده، ويفضل قضاء الوقت مع والديه.
- الكوابيس، عن الضرر، والخطر، والموت، أوالانفصال.
- الذعر، عند تأخر أحد الوالدين فى العمل
علاج خلل "قلق الانفصال":إذا لم يتم علاج حالة قلق الانفصال، فسوف يؤدى بطفلك الى الاكتئاب، أو بعض اضطرابات
الخوف المرضي الأخرى، فالعلاج المبكر يكون فعالا للغاية، وعادة ما يؤخذ فى الاعتبار :- عمر الطفل والصحة العامة، والتاريخ الطبى.
- شدة الأعراض وحدتها.
- أساليب الأم والأب فى الرعاية، وأنماط الأسرة المعيشية.
وغالبا ما يشمل علاج قلق الانفصال العلاج السلوكى الادراكى، والذى من خلاله يتعلم الطفل مهارات محددة؛ للسيطرة على هذا القلق، وبعض الأطفال قد تستفيد أيضا من مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، وهذا لمساعدتها علي الشعور بالهدوء والاطمئنان.
ولا ينبغى أن يعطى الدواء أبدا للطفل دون المتابعة الجيدة مع الطبيب، وقد أفادت الدراسات ارتفاع معدل انتكاسة الأطفال الذين تلقوا الدواء دون الحصول على المشورة من قبل الطبيب.