النجاح في علاح مرض الـ adrenoleukodystrophy بواسطة زرع الخلايا الجذعية الحاملة لناقلات جديدة للعلاج جيني يثير أملا كبيرا.
تم بنجاح علاج طفلين يعانون من هذا المرض الفتاك في الدماغ (adrenoleukodystrophy ALD) بواسطة ناقلات جديدة للعلاج الجيني. منذ أكثر من عامين بعد بدء العلاج، توقف تطور المرض ولم تلاحظ له أية آثار جانبية حتى الآن.
نتائج هذه التجارب السريرية أجرتها فرق بحثية فرنسية بالأشتراك مع معهد Inserm، وAssistance Publique Hôpitaux بباريس وجامعة باريس- ديكارت ونشرت نتائج هذه الأبحاث في باريس في مجلة Science بتاريخ 6 نوفمبر 2009.
يحقق هذا النجاح الأول من نوعه الآمال التي وضعت باستخدام اتجاه العلاج بالجينات المستمدة من فيروس نقص المناعة البشرية VIH (lentivirus) من أجل التطبيق العلاجي على البشر.
و ALD هو من الأمراض العصبية النادرة الذي يتطور وراثيا وقد وصفه شيدلر عام 1912 ثم سياميرلينج وكروتزفيلد 1923) وadrenoleukodystrophy هو الاسم الذي أطلقه Blaw في عام 1970 (لأنه يدل على الضرر الذي يصيب الأيضية (الحثل) في المادة البيضاء (leuko) بالجهاز العصبي).
و هو واحد من أكثر الأمراض التنكسية شيوعا في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ و / أو في العمود الفقري) : الإصابة هي 1 / 12000 عند الولادة (ينتقل عن طريق الإناث الحاملات للمرض ويصيب الأولاد).
وتكوينه الأكثر خطورة والأكثر تواترا يسبب تدمير النخاعين في المخ ويؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء. العلاج الذي بدأه باتريك أوبورغ وبيير بوجنار مع كلود جرسيللي (مستشفى نيكر - منظمة الأطفال المرضي) عام 1989 استنادا إلي زرع الأعضاء المختلفة للنخاع العظمي، ولكنه لا يزال محدودا بسبب عدم وجود متبرعين متوافقين فضلا عن خطورة حدوث مضاعفات خطيرة.
- ويرتكز النهج الجديد علي زرع وخلايا الخاصة بالنخاع العظمي للمريض نفسه بعد ممارسة العلاج الجيني دون اللجوء إلي متبرع، وبالتالي تجنب المضاعفات الناجمة عن عملية الزرع. يتم أخذ الخلايا الجذعية من النخاع العظمي، ثم يتم تصحيحها بعد ذلك عن طريق نقل نسخة وظيفية من الجينات المعيبة بمساعدة ناقل للعلاج الجيني مستمد من فيروس نقص المناعة البشرية VIH معدل ومعطل.
ثم يتم من جديد حقن هذه الخلايا المصححة للمرضى كما تتم عملية الزرع التقليدية، هذه الخلايا سوف تكتسب النخاع العظمي ونخاعات أخري، عن طريق آلية طبيعية، سوف تتجه إلى دماغ المريض وتلعب دورها المصحح.
هذه التجربة العلاجية هي تتويج لبحث أجرته ناتالي كارتييه، مديرة الأبحاث في معهد Inserm، وباتريك أوبورغ، أستاذ أمراض الأطفال العصبية في مستشفى سانت فنسنت دي بول بجامعة باريس ديكارت منذ 16 عاما.
تقول ناتالي كارتييه "إن الطفلين المريضين الذين تم علاجهما هما الآن في حالة طيبة: تطور المرض قد توقف بعد بضعة أشهر من عملية الزرع الذاتي".
الطفلين تم نقلهما من قسم الغدد الصماء والأعصاب وأمراض الأطفال لبيار باتريك أوبورغ في مستشفى سانت فنسنت دي بول في مجال الخدمات مارينا كافازانا وألان فيشر إلي مستشفى نيكر للأطفال المرضى لعلاج الخلايا بواسطة ناقل للعلاج الجيني autograft.
ثم تم إجراء التجربة السريرية في قسم الغدد الصماء وأمراض الأطفال والأمراض العصبية في مستشفى سانت فنسنت دي بول.
هذا التحليل المبتكر للأحداث الجينومية في الخلايا المصححة قام به فريق كريستوف فان كاللي هيدلبيرج Deutsches Krebsforschungszentrum (هيدلبيرج ألمانيا )، وتستطرد ناتالي كارتييه: "ولكن حتى إذا كان عيلنا أن نبقى حذرين، هذا التحليل يبين أنه ليس لدينا أي سبب خاص للخوف من تأثير ضار مرتبط بإدخال ناقلات الفيروس الأرتجاعي في جينوم".
وقال باتريك أوبورغ " هذه أول مرة ننجح فيها في علاج مرض حاد في الدماغ بواسطة العلاج الجيني، الذي يعطي دفعة جديدة لعلاج الأمراض البشرية وفقا لهذا النهج".
إن هذا النجاح العلمي، الذي تدعمه شبكة من الشركاء، هذه النتائج توضح أن النجاح في نقل المعرفة من البحوث الأساسية إلى العيادة. هذا وقد أجريت الأبحاث بفضل التعاون المثالي بين INSERM والمساعدة العامة لمستشفيات باريس.
ويري جاي ألبا الرئيس المؤسس للرابطة ووالدي أحد الطفلين المصابين بمرض ال adrenoleukodystrophy : "من خلال تصرفات الأطفال في المدارس وحشد العديد من الجهات المانحة والشركاء، علي رأسهم الفرنسي زين الدين زيدان، ايلا هو الممول الرئيسي لعمليات البحث على ALD وطنيا ودوليا.
دون إهمال وسائل أخرى للبحث، لقد أصبح أيدنا العلاج الجيني لل ALD بين أيدينا وكذلك فريق البروفسور أوبورج. اليوم نحن فخورون بشكل خاص بالنتيجة وهي أن ذلك النهج يفتح آفاقا لعلاج أمراض أخرى أكثر تواترا.
ايلا سيعزز جهوده المالية لكي يستفيد جميع المرضى من هذا الاكتشاف، مع الاستمرار في تقديم الدعم للأسر في الحياة اليومية، كما فعل لمدة 17 عاما. "
بالنسبة للورانس تينو هرمنت، رئيس AFM: " منذ ما يربو علي 20 عاما، و بفضل تبرعات Téléthon عبر التلفزيون، فإننا نؤيد الباحثين بدون كلل، مثل البروفسور باتريك أوبورغ، الذي وضع دواء الغد.
بعد إعلان النتائج الاولى للعلاج الجيني لأوجه القصور المناعي، هذا النجاح الجديد يفتح عقد من النتائج الأخرى للمرضى ولغيرها من الأمراض. الثورة الطبية آخذة في التسارع. لهو دليل على ذلك أننا نستطيع معا أن نكون أقوى من كل شيء! "
تطوير مثل هذه المشاريع ينطوي على العديد من الأطراف الفاعلة. لكل مرحلة من مراحل تصنيع الناقلات حتي التحقق من عدم وجود آثار سامة في الخلايا، تكمن ورائها شبكة من الشراكات العامة والخاصة قد نسجت معا بجهود باتريك أوبورغ، مما يتطلب الحرص في إدارة الممتلكات الفكرية وعقود الشراكة البحثية. كارتييه