بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين , الذي هدانا سبيل الرشد وسيرنا طريق الحق وأنار لنا طريق الإيمان , وأبعد عنا طريق الضلال , الحمد لله الذي انعم علينا بنعم جليلة وعظيمة ,وما أعظمها من نعمة , نعمة العقل التي وهبنا إياها , فلك الحمد ربي على نعمك , لك الحمد والشكر عدد أنفاس البشر, ومقدار قطرات المطر , والصلاة والسلام على خير البشر , معلم البشرية أصول الدين , والذي بحكمته أنار دروب الصالحين , المبعوث رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور , ومن الجهل إلى العلم , ومن الضلال إلى الهداية , سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين أما بعد :-
قد أنعم الله علينا بنعم كثيرة وعظيمة وهبنا إياها سبحانه وتعالى لنسخرها في طاعته , ولتنفيذ أوامره , ولحكمة منه سبحانه خلقنا في هذه الدنيا صانعين للحياة الدنيوية والأخروية , وأنعم علينا بكل هذه النعم فقدرها المؤمن خير تقدير , وأنكرها الكافر شر تنكير , فشتان بين من خلق الله سبحانه وتعالى له عقل ليتأمل في خلقه ويبدع من أجل الخير , وبين من خلق الله له العقل ليسخره في معصية الله و الإبداع بطرق وأساليب معصية الخالق , شتان بين من خلق الله سبحانه وتعالى له البصر فسخره في مرضاته فكانت بصيرة قذفها الله في قلبه , وبين من أنعمه الله بنعمة البصر فسخرها في المنكرات والنظر إلى المحرمات .. وشتان بين من خلق الله له ساقين فسخرهما في طاعة الله فتارة يمشي لطلب العلم وتارة يمشي للجهاد , وبين من خلق الله له ساقيين فمشى بهم إلى كل ما يعصي الله به, وبطش بهما المسلمين , وشتان و شتان وشتان … وشتان بين ذلك وذاك , بين المؤمن والكافر ,, شتان بين من عاش الحياة بهدف وهو المؤمن وبين من عاش الحياة للهو وهو مشرك ,شتان بينهم .
لقد انعم الله علينا بنعمة الإيمان وزينها في قلوبنا فأصبحنا بنعمة وأمسينا بنعمة .
وحرياً بنا نحن المسلمين والمؤمنين خصوصاً , تسخير طاقاتنا جميعا في خدمة ديننا وبالطبع لا يأتي ذلك " كن فيكون" كل ذلك يأتي ضمن خطوات عملية نختطها في حياتنا حتى نصل إلى القمة , وهنا معنى وصولنا إلى القمة أن نكون قادرين على أن نبلغ رسالة ربنا لمن هم أدنى من أهل القمة درجات , ولكي نخطو هذه الخطوات هناك عوامل يجب العمل بها , ولا يوجد خطة نستطيع خطوها دون تخطيط , ولا تخطيط بلا هدف , ولا هدف سامي دون الإيمان بالله , فلذلك يجب علينا البدء في تغير أنفسنا كأول خطوة تخطوها , كيف تغير نفسك , كيف نغير أنفسنا وننتقل بها إلى الأفضل ؟!!
إذا الخطوة الأولى نحو القمة هي تغير نفسك أنت تغير السلبيات إلى ايجابيات , والتغير يأتي بعدة خطوات عملية رئيسية يجب العمل عليها , بالطبع التغير من من صفات وعادات الإنسان الذي اتصف بها واعتاد عليها فترة طويلة ليس بالأمر السهل والهين على المشرك لأنه يفتقد كثير من العوامل التي تجبره على التغير , ولكن على المؤمن والصادق فهو هين بإذن الله .
كثيرا منا تراوده أسئلة كل مؤمن ومُريد للتغير تراوده أسئلة إن لم يكن كل لحظة فكل يوم .
يسأل نفسه كيف نغير أنفسنا ؟
كيف ننهض من كوبتنا ؟
كيف نستيقظ من غفلنا ؟
كيف نعالج واقعنا الأليم ؟
إلى هؤلاء جميعا أهدي هذه الكلمات :-
البداية
أخي الحبيب يا طالب العلا , يا صاحب النفس المتطلعة إلى التغيير والسمو والارتقاء , إن مجرد تفكيرك بالتغير فهذا بحد ذاته تغير إن مجرد عقد النية للتغيير فهذا بحد ذاته تغير , مقارنة بمن استساغوا مسيرة الضياع , وألفوا حياة الغفلة , وأحبوا طريق الشهوات , إن هؤلاء لا يشعرون بألم البعد عن الله . ولا يشعرون بلذة الإيمان , أكتفوا بلذة شهوات الدنيا ولو علموا شهوات الآخرة لحبو إليها حبواً , هؤلاء الناس لا يتخيلون أنفسهم عظماء إلا بالمعاصي فهؤلاء أموات بصورة أحياء أجساد بلا أرواح , فلا يعرفون معروفاً , ولا ينكرون منكرا , إلا ما أشربوا من هواهم وهذا نتيجة تراكب الذنوب على قلوبهم حتى أسود وانتكس ,كما قال نبيينا الصادق الأمين في حديث حذيفة " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً , فأي قلب أشربها , نكتت فيه نكتة سوداء , أي قلب أنكرها , نكتت فيه نكتة بيضاء , حتى تصير على قلبين , على أبيض مثل الصفا , فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض , الآخر أسود مرباداً , كالكوز مجخياً , ولا يعرف معروفا , ولا ينكر منكراً , إلا من أشرب من هواه "
أما أنت – أخي الحبيب – ما دمت تسأل عن التغير , وما زالت نفسك تتطلع إلى السمو والارتقاء في التغيير إلي الأفضل , فهذا بحد ذاته نعمة انعم الله عليك بها أن انعم عليك بهذا التفكير , ولكن الاكتفاء بالتفكير دون أحداث تغير وأحداث خطوات عملية نحو التغير الحقيقي , يجعل التفكير مجرد أماني باطله لا تنفع صاحبها , بل هي رأس مال المفاليس كما قيل .
فلذلك أخي الحبيب هنا سأضع الخطوات العملية نحو التغير وسأجملها فيما يلي :-
أولا : التأمل في عظم الذنب والجناية ..
التأمل في عظم الذنب والجناية الذي اقترفته , مقارنة بعظمة الخالق وما اقترفته في معصيته نتيجة الغفلة عنه , يشاهد القلب من خلال ذلك التأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقوته وجبروته وانه خالق الكون وانه صاحب الملك كله , وان حياة المذنب بيده فهو يحي ويميت وانه الفعال لما يريد و ويقارن بعد ذلك ضعف نفسه وحقارتها وفقره , ومع ذلك متعد حدود الله عز وجل , فهو بعيداً عنه , سائر في مساخطه , بعيد عن طاعته , والله سبحانه برحمته يستره ويرزقه ويحلم عليه , ويرشده نحو طريق الخير ليسلكه , وطريق الشر ليتجنبه .
هذا التأمل العظيم هو الذي ينتفع به القلب أعظم انتفاع , حيث يؤنب هذا الواقع الذي يعيشه بعيدا عن الله سبحانه وتعالى , ولا يزال يحثه على التغير والسير في طريق الهدى والاستقامة .
هذه الخطوة الأولى التأمل في عظم الذنب وعظمة الجناية , ونأتي إلى الخطوة التالية
وهي العزيمة الصادقة
ثانيا : العزيمة الصادقة..
لكي نبلغ هدف ما في حياتنا لا بد من عزيمة صادقة على بلوغ هذا الهدف فإن لم تتوفر هذه العزيمة يقيناً من المستحيل الوصول إلى الهدف المنشود , وكذلك تغير نفسك تحتاج إلى عزيمة صادقة للتغير , إن لم يكن لديك عزيمة صادقة وقوية تتغلب بها على المعيقات والعقبات التي تقف أمامك لتحول بينك وبين تحقيق الهدف والتغير , فلن تستطيع الوصول , والعزيمة هنا هي العقد الحازم على المسير في طريق الاستقامة , ومقاطعة كل سبب في الإحباط ومفارقة كل قاطع ومعوق , والتمسك بكل معين وموصل , فالعزيمة سبب في استمرار تنبيه القلب وانتباهه ورغبته في التغيير .
· والعزيمة تنقسم إلى قسمين أو نوعين :-
الأول : عزم الإنسان على سلوك الطريق من البدايات وهذا شرط أساسي ويجب أن يتوفر بمن يفكر بالتغير .
الثاني : عقد العزم على الاستمرار على الطاعات بعد الدخول بها , وهو من النهايات , ومتى صدق العبد في عزمه في سلوك هذا الطريق وهذه الطاعة أعانه الله جل في علاه فقذف في قلبه "البصير " وهي نورٌ , يمنحه الله لمن صدق العزم فيقذفه في قلبه فيرى به حقيقة الأشياء , ومحاسن ما جاء به الحبيب المصطفي , وإن صدق العزم ومُنح البصيرة سيتخلص كذلك من الحيرة والشك الذي يقف كثيرا من الأحيان في طريق التغير للأفضل .
وننتقل هنا إلى الخطوة التالية وهي خطوة رئيسية " التوبة"
ثالثاً : التوبة ..
والتوبة أخي الحبيب من أهم شروط تغيير النفس , فإن لم تتب إلى الله فما فائدة مما سبق ذكره وما سنذكره لاحقاً,
والتوبة هي الرجوع إلى الله والرجوع عما يكرهه الله ظاهرا وباطناً , والتوبة واجبة لقوله سبحانه وتعالى " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " النور
ولتكون التوبة صادقة يجب ان تتضمن ما يلي :-
*أولاً :الإقلاع عن جميع الذنوب في الحال
*ثانياً : الندم على فعلها في الماضي
*ثالثاً : العزم على إلا يعاود الذنب في المستقبل
*رابعاً : العزم على فعل المأمور والتزامه في الحال والمستقبل
وإن لم تتضمن التوبة هذه الشروط الأربعة فهي توبة باطله وغير مكتملة , فالتوبة إذن هي البداية في التغير بشكل سليم , ولا نعني هنا فقط التوبة على ذنب بحد ذاته بل إن التوبة تصاحب الإنسان مراحل حياته , والتوبة أيضا هنا لست فقط للعصاه بل للجميع فانظروا إلى حبيبيكم سيدنا المصطفى ماذا قال ..قال " يا أيها الناس , توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى الله في اليوم مئة مرة " فإن كان هذا نبينا الحبيب رسول الله المعصوم من النار يستغفر الله في اليوم مئة مرة فما بالنا نحن أصحاب الخطايا والذنوب .
والآن بعد تنفيذ الخطوات السابقة نأتي للخطوة التالية وهي أيضا مهمة وكل الخطوات أحبابي مكمله لبعضها الخطوة هذه المسارعة في التغير .
رابعاً : المسارعة ...
ان لم تسير عملية التغير بخطى سريعة سيفتر القلب وسيؤدي على التكاسل عن إتمام تلك العملية , وبالتالي يذهب كل شيء أدراج الرياح , بلا فائدة كالمنسحب من المعركة دون تحقيق الهدف وهو النصر .
وقد أشار علينا ربنا سبحانه وتعالى على ضرورة المسارعة والحزم الفوري فقال " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين "(آل عمران)
ولنا في قصة مسارعة عمير بن الحمام رضي الله عنه إلي نيل الشهادة فإنه لما سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول " قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض "
فقال : يا رسول الله ! جنة عرضها السموات والأرض!!
قال : نعم
فقال : بخ بخ
فقال رسول الله " ما يحملك على قولك بخ بخ ؟"
قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها .
فقال " فأنك من أهلها " , فأخرج عمير تمرات من قرنه , فجعل يأكل منهن
ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتي هذه , إنها لحياة طويــــــــــلة !!
فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل الكفار حتى قتل رضي الله عنه .
هكذا كانت مسارعة الصحابة والصادقين إلى مرضاة الله تعالى , فأين نحن من هؤلاء ؟
المسارعة والفورية أحبتي في التغير من أهم أسباب النجاح والثبات وقد قال الحبيب " التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة " والتؤدة هنا المقصود بها التأني والتريث.
وننتقل الآن إلى الخطوة التالية
خامساً : العلم ...
عملية التغير لا بد أن يرافقها جانب علمي , وهذا الجانب العلمي هو الذي تنضبط به عملية التغير , فتسير في عملية التغير على منهج الوسط الذي ارتضاه الله تعالى لعباده , فعلى مُريد التغير أن يطلب العلم بكل طرقه الشرعية , فيجالس العلماء وطلاب العلم ويُكثر من المطالعة في كتب أهل العلم , ويجب على طالب العلم التقيد بكاتب الله وسمة رسوله حتى لا يضل بعدها , وليحذر كل الحذر من اهل الأهواء والبدع .
وعلى طالب العلم الحذر كذلك من البدع في العبادات وغيرها , لقول رسولنا الحبيب " كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة "
وقال أيضا صلى اله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه , فهو رد" أي مردودٌ على صاحبه لا يقبل , فإن العمل لا يُقبل إلا إذا ابتغينا به وجه الله تعالى , وكان موافقاً لسنة النبي .
الخطوة التالية الجدية
سادساً : الجدية ...
من أهم صفات المسلم الصادق الجدية ولا نعني هنا الجدية بمعنى الغلظة فلا صلة بين الجدية والغلظة , فقد قال الله في منزل التحكيم " خذوا ما آتيناكم بقوة "
وقال الحبيب المصطفى في إرشاده إلى أهمية الجدية في التمسك بالسنة النبوية , فقال عليه السلام " عضوا عليها بالنواجذ .."
والجدية هنا تشكل كل الأمور الحياتية لمُريد التغير ..
· الجدية في المظهر فلا بد أن يكون المسلم جاد في مظهره غير مائل للترف والترفيه ولا يمنع أن يكون نظيف الثياب حسن الهندام فهذا ضروري للشاب المسلم لأنه يعكس مدى تفتحه ومدى اهتمام الإسلام بالمظهر اللائق الجميل للمسلم .
· الجدية في التعامل مع الآخرين
· الجدية في الحديث في مجالس العلم , فمجالس العلم ليس مجالس لهو ولعب وغيبة ونميمة وسخرية واستهزاء , وإنما مجالس علم ومعرفة وثقافة وكلمات نافعة وحوارات بناءة , وليس معنى ذلك أن يخلى المجلس من بعض الطرائف والتي لا تُخرج المجلس عن حدود الوقار والأدب .
وننتقل الآن إلى الخطوة التالية " تبديل الاهتمامات "
سابعاً : تبديل الاهتمامات ...
فعلى طالب التغيير تبديل اهتماماته وفقا لمنهج الإسلام الذي ارتضاه , فيترك كل الاهتمامات السابقة في حياته الباطلة منها ويجعل مكانها اهتمامات نافعة.
مثال على ذلك :- يترك المنكرات ويترك السماع للغناء ومشاهدة سموم القنوات ويستبدلها بطاعة الله بالقراءة والمطالعة بفعل الخير المفيد الذي له اثر ايجابي في بناء الشخصية المسلمة, ويلجئ إلى الصلاة والمحافظة عليها , والى حضور مجالس العلماء وغير ذلك مما يفيد الإنسان المسلم من الأمور الجادة التي تدل على صدق المرء في توجهه نحو التغير الصحيح .
وننتقل الآن إلى الخطوة التالية وهي تغير الصحبة
ثامناً : تغير الصحبة...
فقد قال رسول الله " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
وقال سبحانه وتعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين "
ويقول أيضا سبحانه " يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا* يا ويلتي ليتني اتخذت فلاً خليلاً "
إذا يجب تغيير الصحبة الفاسدة ويقاطعهم لأنه إن استمر معهم لن يكن صادقا في توجهه نحو التغيير , وحتى إن لم يشاركهم في منكرهم سيكون لهم التأثير السلبي ولو بعد حين للضلال عن التغير وسيشاركهم الإثم بالجلوس معهم , وكم من شاب انتكس بسبب حنينه إلى صحبته القديمة , فعليك استبدال هذه الصحبة الفاسدة بصحبة صالحة تكون لك ناصحاً ومعيناً .
والآن ننتقل إلى الخطوة التالية خطوة ترتيب الأولويات..
تاسعاً : ترتيب الأولويات ..
على المسلم تقديم المهمات حسب الأهمية والأولوية , فيقدم الفرائض مثلاً على النوافل , والواجبات على المستحبات , ويعطي كل شيء قدر حقه من العناية , ويهتم بتنظيم وقته حتى لا يضيع الوقت هدرا .
الخطوة التالية وهي الأهم " الاستعانة بالله عز وجل "
عاشراً : الاستعانة بالله عز وجل...
فالاستعانة بالله تعنى طلب الحول والقوة والمعونة من الله تعالى , ونشيد هنا لأهمية الاستعانة بقول الله عز وجل وأمره لعباده أن يقولوا في كل ركعة من ركعات الصلاة " إياك نعبد وإياك نستعين " ومن الاستعانة بالله أن بكثير مُريد التغير دعاء الله بالتوفيق والثبات على الطريق .
وننتقل الآن إلى الخطوة النهائية والمهمة للتغير وهي الصبر والمجاهدة
الحادي عشر : الصبر والمجاهدة ...
عملية التغير ليس بالأمر اليسير , فالتغير يعني ميلاد جديد وحياة بعد موت , فلذلك كي نستطيع التغير نحتاج إلى عامل رئيسي وهو الصبر والمجاهدة للنفس , وفي هذه المرحلة يبين الصادق من الكاذب , فالصادق يصبر ويجاهد نفسه على طاعة الله ويستمر في ذلك حتى تألف نفسه الطاعة , وتنفي العصيان , وأما الكاذب فيسقط من أول الطريق وفي أول محنة تلاقيه و وقال الله سبحانه وتعالى " والذي جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " صدق الله العظيم
والى هنا انهي درسي الأول في أنطلق نحو القمة بإذن الله تعالى
فالتعقد النية أخي الحبيب على سلوك طريق القمة بعزيمة وإصرار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته