ردود أفعال متباينة في الكويت حول منع نصر حامد أبوزيد من دخول البلاد نصر حامد أبوزيد
12/17/2009 2:40:00 AM
- أكد المفكر الدكتور نصر حامد أبوزيد ان لا يدري الأسباب الحقيقية وراء قرار الحكومة الكويتية منعه من دخول البلاد، مؤكدا أن الحكومة الكويتية أصدرت له تأشيرة لدخول الكويت، وكانت بانتظاره لدى وصوله، واصفا القرار بـ"السخيف".
يذكر أن أبوزيد سافر إلى الكويت بدعوة من مركز الحوار للثقافة "تنوير" بالتعاون مع الجمعية الثقافية الاجتماعية لعقد ندوتين، وما أن وصل مطار الكويت حتى بادرت فوجئ بمن يمنعه من الدخول، رغم حصوله على موافقة من الجهات الحكومية المختصة لدخول البلاد عبر تأشيرة دخول صالحة.
وربطت تقارير إعلامية بين تصريحات عدد من النواب الإسلاميين الثلاثاء تشير إلى رفض دخول أبو زيد الكويت، وبين منعه فعلاً من ذلك.
وعن رأيه في ضغوطات النواب الإسلاميين في الكويت لمنعه من دخول البلاد، قال أبو زيد: "تلك القوى لا تستطيع مواجهة الفكر بالفكر"، متسائلاً: "إلى أين تتجه أوطاننا؟ ومن يمتلكها" بحسب صحيفة الجريدة الكويتية.
وقد تباينت مواقف نواب مجلس الامه الكويتي من قرار منع نصر أبو زيد من دخول الكويت، ففي حين أشاد الإسلاميون بقرار المنع واعتبروه "حماية للقيم الكويتية من الأفكار التي يحملها نصر أبو زيد"، اعتبر النواب الليبراليون القرار "إساءة لحرية الفكر والتعبير".
وأكد النائب علي العمير ان الكويت "بلد الإيمان والعقيدة لا تقبل بأمثال أبو زيد الذي تنكر للقرآن والسنة متقدما بالشكر للأجهزة الأمنية التي منعته من الدخول"، أما النائب وليد الطبطبائي فاعتبر حضور أبو زيد إلى الكويت "استفزازًا متعمدًا للمجتمع الكويتي المسلم"، وأضاف: "لفظته مصر الكريمة، ورفضت كفرياته، فلجأ إلى هولندا وإلى أحضان المستشرقين الذي هو على منهجهم وطريقتهم في الطعن في الإسلام وإثارة الشبهات"، مثنيا على منعه من "تلويث أرض الكويت بكفره".
ومن جانبه وصف النائب خالد السلطان أبوزيد بـ "الزنديق"، و استنكر النائب ضيف الله بورمية دعوة أبو زيد إلى البلاد، وقال: "لن نسمح له بنشر فكره الإلحادي"، متسائلاً عن الفائدة المرجوة من محاضرات لشخص "لا يعترف بقدسية القرآن الكريم".
من جانبه أصدر التحالف الوطني الديمقراطي بيانا ذكر فيه أن "منع دخول أبو زيد محاولة حكومية مكشوفة لضمان أصوات بعض النواب قبل جلستي عدم التعاون وطرح الثقة"، مشيرا أن هذا القرار "انتكاسة جديدة للحريات في الكويت"، وبدوره استنكر المنبر الديمقراطي قرار المنع، واصفا إياه في بيان بأنه "يمثل خضوع السلطة لقوى التطرف والإمعان في استرضائها، على حساب حقوق وحريات المواطنين، التي كفلها الدستور".
ومن جهتها، اعتبرت أمين عام الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا المنع "إرهابا فكريا تمارسه الأحزاب الدينية"، مشيرة أن "الحكومة الكويتية أعطته سمة الدخول إلى البلاد، ولم يحاول الدخول بطريقة غير شرعية، كما أنه غير مدان في أي قضايا، لا في بلده مصر أو في الكويت أو في أي بلد آخر".
واستغربت الملا حدوث ذلك مع شخص "مفكر ومستنير، وتستضيفه جمعية مستنيرة تؤمن بلغة العقل والثقافة والحوار وليس بلغة الإرهاب"، مضيفة أن "منع أبوزيد يعد خطوة غير حضارية، وهو إرهاب فكري نتعرض له في الكويت بين الحين والآخر، من الأحزاب المتعصبة دينيًا".
ومن جانبه، اعتبر عضو مؤسس في مركز الحوار للثقافة وأحد دعاة أبوزيد إلى الكويت، طالب المولي، أن "عدم دخول أبو زيد الكويت يمثل سبة للكويت وللكويتيين"، مشددا على أن "الكويت التي طالما احتضنت الفلاسفة والعلماء والمفكرين العرب من أمثال فؤاد زكريا وعبد الرحمن بدوي وغيرهما نراها اليوم ترفض دخول أبوزيد بسبب التيار الوصولي المتخلف"، مشيرا أن "الكويت تنحدر من السيئ إلى الأسوأ والضحية هو الشعب".