المجلس القومي للمرأة يطالب بـ (عقوبات رادعة) للتحرش الجنسي فرخندة حسن
12/13/2009 11:52:00 PM
القاهرة -
أكدت الدكتور فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومى للمرأة أهمية التصدى لظاهرة التحرش الجنسي التى لم نتمكن حتى الآن من تحديد حجمها فى مصر، لكنها واضحة تماما ولا يمكن السكوت عنها أو إخفاؤها خسب تصريحاتها، وأصبحت محل اهتمام الرأى العام فى جميع دول العالم.
جاء ذلك فى كلمتها التى القتها يوم الأحد فى افتتاح المؤتمر الاقليمى حول التحرش الجنسى كعنف اجتماعى وتأثيره على النساء فى الدول العربية.
وأضافت أن الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والمجتمع المدنى يعملون من أجل التصدى لهذه الظاهرة التى اتخذت أشكالا متعددة على كافة المستويات، مشيرة أن التحرش الجنسى يعبر عن أزمة أخلاقية ونظرة دونية للمرأة التى مازالت لها جذور قديمة من ممارسات مشينة وكلمات مخدشة للحياء.
وقالت إن التحرش الجنسى اتخذ أشكالا جديدة فى ظل الامكانيات المتطورة منها الهواتف المحمولة والرسائل الالكترونية، موضحة أن علماء النفس والاجتماع يرون أن الفقر والبطالة والأوضاع الاجتماعية لها ور فى التحرش الجنسى، ولكن الواقع يظهر أن التحرش الجنسى منتشر فى أماكن العمل حتى فى المستويات المرتفعة منه.
وأشارت فرخندة حسن أنه كذلك يرى البعض الاخر أن التحرش الجنسى يأتى نتيجة لتأخر الزواج والكبت ، ولكن الحقيقة تشير إلى أنها تحدث حتى داخل الأسرة من الأقارب والأصدقاء والمقربين فضلا عن تعرض الفتيات للتحرش الجنسى من الكهول وكبار السن وحتى المحجبات والمنتقبات وفى بعض الاحيان من المحارم.
وأوضحت أن سبب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة فى كل مكان وزمان بين كافة شرائح المجتمع هو ضعف الوازع الدينى والأخلاقى، مشيرة أن المجلس القومى للمرأة تقدم بمقترحات لإجراء تعديلات على قانون العقوبات خاصة المادة 17 والمطالبة بتجريم التحرش الجنسى.
وأضافت أن هناك قصورا أمنيا ملحوظا فى الشارع مما يتطلب توفير مناخ أمن للفتيات والنساء وتنفيذ عقوبات رادعة على مرتكبى جرائم التحرش الجنسى، مطالبة بتزويد اقسام الشرطة بخطوط ساخنة لتلقى شكاوى النساء والفتيات لضابطات الشرطة.
وأكدت الأمين العام للمجلس القومى للمرأة أهمية دور منظمات المجتمع المدنى لتغيير الموروثات السلبية نحو المرأة ودور المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية لنشر التوعية السليمة وترسيخ القيم والاخلاق.
بدوره، أكد الدكتور زياد الرفاعى ممثل برنامج الأمم المتحدة للسكان فى القاهرة أهمية هذا المؤتمر الذى يناقش قضية لها تداعيات خطيرة وهى ظاهرة التحرش الجنسى فى جميع الأماكن، مما يتطلب خلق بيئة تشريعية لحماية النساء وذلك للوعى بهذه الظاهرة.
وأضاف أن التحرش الجنسى يعد عملا من أعمال العنف الاجتماعى الذى يؤدى إلى معاناة نفسية وجسدية ضد النساء بسبب غياب العدالة والمساواة بين الجنسين.
وأشار إلى أن الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن قد أدانا ممارسات العنف ضد النساء، مطالبا بوضع الخطط للتصدى لظاهرة التحرش الجنسى.
وأوضح أن ظاهرة التحرش الجنسى منتشرة فى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وهى تقاس بمدى فاعلية التشريعات والإجراءات القانونية الرادعة وزيادة الوعى بهذه المشكلة.
وشدد على الحاجة إلى دعم الشراكة والتحالفات بين منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى إيجاد الحلول العملية ووضع البرامج المختلفة للتصدى لهذه الظاهرة، كما دعا صانعى القرار لتشجيع الشباب على الحوار داخل الأسرة ووضع الاستراتيجيات المختلفة لمكافحة العنف ضد النساء.
من جانبها، قالت مالين شارى سفيرة السويد لدى مصر إن التحرش الجنسى ظاهرة عالمية فى جميع الدول ومنتشر فى أماكن العمل والمنازل وداخل الأسرة الواحدة، موضحة أن هذه الظاهرة تأتى بدافع امتداد تفوق الشعور الذكورى على الإناث.
وأضافت أن مصر أولت اهتماما خاصا بهذه القضية حيث استضافت عدة مؤتمرات مهمة ناقشت ظاهرة التحرش الجنسى والعنف ضد النساء، مؤكدة أن هذا المؤتمر يوفر زخما واضحا للتصدى لهذه الظاهرة التى يجب تحديد تعريف خاص وواضح لها.
وأشارت إلى الدراسة التى أجراها الاتحاد الأوروبى عن مدى انتشار التحرش الجنسى فى الدول الأوروبية والتى أظهرت أن ما بين 30 إلى 50% من النساء تعرضن للتحرش فى أماكن العمل وكان أكثرها فى المؤسسات التعليمية.
وأضافت أن الدراسة كشفت كذلك عن ارتفاع نسبة ظاهرة التحرش الجنسى فى المنازل من الأقارب والأصدقاء، معربة عن أملها فى أن يخرج المؤتمر بتوصيات ومقترحات لتعزيز التشريعات الداعمة للقضاء على ظاهرة التحرش الجنسى فى مصر.
وذكرت أن الوكالة السويدية للتنمية الدولية تولى اهتماما خاصا بهذه الظاهرة وحل المعوقات التى تؤثر على تحقيق الأهداف الانمائية للالفية الثالثة.
من جهتها، أكدت نهاد ابو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذى يأتى فى وقت الاحتفال بالذكرى الـ 61 لصدور الإعلان العالمى لحقوق الانسان وانتهاء الحملة القومية للعنف ضد النساء فى مصر فى الفترة من 25 نوفمبر الى 10 ديسمبر.
وأضافت أن الاحصاءات تشير إلى انتشار هذه الظاهرة فى الولايات المتحدة الامريكية بنسبة 83% للفتيات و 60% للفتيان، بينما تصل النسبة إلى 84% للنساء فى الصين و90% في اليمن و 83% فى مصر، فى حين ترتفع نسبة التحرش الجنسى للاطفال فى السعودية بنسبة 22.7%.
وأشارت إلى أن المؤتمر - الذى يستمر أعماله لمدة يومين - سيناقش ثلاثة محاور مهمة، المحور الأول سيبحث مفهوم العنف الاجتماعى والآليات ، ودور الدولة فى الحد من أو دعم العنف المجتمعى.
وأضافت أن المحور الثانى هو دور القانون والمعاهدات الدولية فى التأثير على القوانين الوطنية حول العنف ضد المرأة، بينما يتمثل المحور الثالث فى دور المجتمع الأهلى فى القضاء على التحرش الجنسى ومساهمة وسائل الإعلام فى الحد من هذه الظاهرة.
وقد تم عرض فيلم كرتونى قصير يتناول ظاهرة التحرش الجنسى.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط،