للرجولة مفاهيم ثابتة لا تتغير لدى الفنان محمد هنيدى وعنها يقول: «هى عدة مفاهيم ومعايير ثابتة لا يمكن أن تتغير مهما تغير الزمن فهى الشهامة و(الجدعنة)، والقوة فى وقتها والحنان والعطف فى وقته، هى ما تربينا عليه فى كل بيت مصرى، فعن نفسى ورغم أننى ولد وأخ وحيد على أربع بنات إلا أن والدى، رحمه الله، ربانى على الرجولة وبشكل فى منتهى الصرامة، وكنت أمارس ذلك على شقيقاتى من صغرى حيث أتحكم فيهن وأعترض على ملابسهن وأمنعهن من الخروج، حتى بعد أن ارتبطن كنت لا أتركهن يخرجن مع خطابهن وأصر على الذهاب معهن فقد كنت نموذجاً (للعيل الغلس)».
أما رمز الرجولة فى حياة هنيدى فهو كما يقول: «والدى هو (أرجل رجل فى الدنيا) ورمز الرجولة الحقيقية بكل ما تمثله من معان، ولى معه ذكريات تؤكد هذا، ففى صغرى كنت أخاف الصعود إلى منزلنا ليلا فى الظلام فأستعين بإحدى شقيقاتى لتأخذنى من الشارع إلى الشقة وحدث فى يوم أن سمعنى والدى وأنا أنادى على شقيقتى لهذا الغرض فما كان منه إلا أن منعها من النزول إلىّ وأصر على صعودى بمفردى وقد كان فعلا وتغلبت على خوفى، نفس الأمر فعله وهو يعلمنى السباحة حيث كان يتركنى أنا والموج حتى تغلبت عليه وهو ما أعتقد أنه كان سببا فى تكوين شخصيتى وقد أفادنى أسلوبه كثيرا الآن فى تربية أبنائى،
وعندما أقول إن الرجولة هى أبى فأنا لا أبالغ، فرغم أنه كان عسكريا وكنت أنا وحيده لم يكف عن ضربى وعقابى إذا أخطأت حتى أصبحت فى الصف الأول الإعدادى. والجميل فى هذا الرجل أنه لم يكن قاسيا أو عنيفا بل كان حنونا فحتى عقابه يتلوه مباشرة العطف والحنان الأبوى، ولن أنسى بعد فصلى من كلية الحقوق أنه رغم مخاصمته لى، كنت أسمع صوته ليلا وهو يسأل والدتى عنى وإذا ما كنت أحتاج شيئا».
عن غياب بعض مظاهر الرجولة يضيف هنيدى: «فى الغالب يكون مرد ذلك هو تدليل الابن خصوصا لو كان وحيدا وهو ما أعالجه فى (أمير البحار) حيث لا تصنع بعض الأمهات من وحيدها رجلا إلا على أخواته البنات فقط وتلغى شخصيته بكثرة التدليل،
وعموما أنا لدىّ قناعة بأن بعض المظاهر الدخيلة على الرجولة المصرية التى نراها فى بعض الشباب من (قصات شعر) وطريقة ملابس غريبة، ليست إلا أمراً عرضياً زائلاً، ولن يؤثر علينا أبدا، فتأثر الشباب بهذه الأنماط أمر وارد ويحدث منذ الستينيات والسبعينيات لكن الثوابت موجودة ولن يزحزحها موضة أو أى شىء فنحن (شعب راضع الرجولة