فى العاشر من ديسمبر عام ٢٠٠٦م صدرت «الأهرام» وهى تنعى للأمة الإسلامية على صفحتها الأولى العالم الجليل الشيخ عطية صقر عضو «مجمع البحوث الإسلامية»، و«المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية»، ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
ونستعين بما كتبه الداعية مرسى بسيونى فى وصف منهج الشيخ وشخصه حيث كتب يقول: «هو العالم الفقيه، صاحب النظرة الوسطية التى لا تفريط فيها ولا إفراط، والداعية الذى يدرك متى يشدد، ومتى يرخص، لكنه لا يقبل انحرافا عن شريعة الله، ولا تجاوزا لحدوده، يظهر وجه الإسلام الجميل بعيدا عن تعصب فريق نصّب نفسه بغير حق متحدثا باسمه، فيخرج أمثاله ليجلوا الحقيقة وليعلنوا أن الإسلام أرحب وأوسع من تلك النظرات الضيقة،
وأن الفقه الإسلامى فيه من المرونة والسعة ما يسمح بتجاوز تلك الخلافات الضيقة، كما كان يحترم شتى المدارس الفقهية ولهذا ما كان فضيلته يتعرض لبيان أى حكم شرعى إلا ويبدأ ببيان آراء فقهاء الأمة فى موضوع السؤال، ثم يرجح ما يطمئن إليه قلبه، وما يقوده إليه الدليل».
ومن موسوعة الهيئة العامة للاستعلامات نعرف أن الشيخ عطية صقر مولود فى ٢٢ نوفمبر ١٩١٤م بقرية بهنا باى مركز الزقازيق. وقد حفظ الشيخ القرآن الكريم قبل أن يتم العاشرة ثم حصل على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد من كلية أصول الدين بالأزهر عام ١٩٤٣، وعُين خطيبا بالأوقاف ١٩٤٣م، وواعظا بالأزهر ١٩٤٥م، ثم مفتشا للوعظ ومراقبا عاما للوعظ حتى أحيل إلى المعاش فى عام ١٩٧٩م، ثم مستشارا لوزير الأوقاف.
وتدرج فى العديد من المناصب الحيوية حتى وصل إلى منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وهو من أشهر من تولوا رئاسة اللجنة، فقد أصدر موسوعة كبيرة لفتاواه وصلت إلى أكثر من ثلاثين جزءا، وكل جزء يحوى عدة أبواب تجمع الفتاوى فى قضية أو مجال معين، وقد اختير عضوا بمجلس الشورى، وكان عضوا بمجمع البحوث الإسلامية، وعضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوا بلجنة الفتوى بالأزهر.
وقد ترك الشيخ خلفه نحو ٣١ كتابا، وعقد العديد من الندوات الدينية فى دور التعليم والجمعيات والمؤسسات المختلفة. وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، إلى أن لقى ربه فى مثل هذا اليوم (٩ ديسمبر ٢٠٠٦) عن عمر يناهز ٩٢ عاما.