جنه المشرفه العامه
عدد الرسائل : 5171 تاريخ الميلاد : 17/01/1977 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| موضوع: أسواق المال تحبس أنفاسهاودبي تترنح الثلاثاء 1 ديسمبر - 19:21 | |
| |
الإمارة العالمية تعجز عن دفع ديونها المتراكمة
دبي تترنح وأسواق المال تحبس أنفاسها
دبي ـ العرب اونلاين ـ حبست الأسواق العالمية من طوكيو الى نيويورك أنفاسها مع اعلان مجموعة دبي العالمية عن تأجيل سداد الديون المستحقة عليها، وهي بمليارات الدولارات، مخيرة بذلك الامهال لستة أشهر عوضا عن بيع أصول بأسعار متدنية للوفاء بالتزاماتها المالية.
وقالت صحيفة الاتحاد الاماراتية الأحد نقلا عن مصدر في مجموعة دبي العالمية "إن المجموعة رفضت على نحو قاطع خلال الأشهر الماضية بيع عدد من الأصول الاستثمارية والعقارية الجيدة بأسعار متدنية".
واضاف المصدر قائلا "عمليات بيع الأصول لابد أن تتم بطريقة تجارية منسقة بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للمجموعة على المدى الطويل بعيدا عن الضغوط الاقتصادية الطارئة".
وكانت حكومة دبي قد أخذت المستثمرين على حين غرة في وقت متأخر الأربعاء عندما أعلنت طلبها من الدائنين تأجيل سداد الديون المترتبة على شركة دبي العالمية ونخيل، التي تعد واحدة من أكبر شركات دبي القابضة وذراعها للتطوير العقاري، لمدة ستة شهور، وذلك ريثما تجري عملية إعادة هيكلة لمجموعة دبي العالمية.
وجددت أزمة دبي المالية المخاوف في البنوك والأسواق المالية العالمية ذلك ان التداعيات العالمية أعادت تذكير الناس بالأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي اثر انهيار القطاع العقاري الامريكي.
وبلغت قيمة الالتزامات على دبي العالمية 59 مليار دولار في أغسطس/ آب وهي تشكل الجانب الأكبر من إجمالي ديون دبي البالغة 80 مليار دولار.
وقد يكون ما يجري يعكس اهمية دبي، ليس فقط لطموحها المثير وشططها فيما اتخذته عمادا لتطورها من عقار وسياحة وتجارة واستثمار وانما لكونها اوضح صورة للنظام المالي العالمي بحسناته وسيئاته.
ويبدو السبب الرئيسي وراء انزعاج الاسواق وقلق قادة دول الغرب ان الشركة الحكومية لم تتلق دعما حكوميا "او سياديا كما يسمى في الاعلام الاقتصادي الغربي".
وكان متوقعا على نطاق واسع، كما جرت العادة، ان تسارع امارة ابوظبي التي تملك الثروة الأكبر في الامارات من عائدات النفط الى انقاذ دبي بتوفير الأموال لتدفع شركاتها فوائد ديونها.
لكن الواضح ان ابوظبي ستنأى بنفسها عن الأزمة هذه المرة ولن تتدخل كما تفعل حكومات خليجية اخرى "تستر" عيوب اقتصادها بالمليارات. وقد أكد مسؤول كبير بحكومة أبوظبي إن عاصمة الإمارات العربية المتحدة وهي أحد أكبر مصدري النفط في العالم "ستحدد وتختار" سبل مساعدة جارتها دبي المثقلة بالديون.
وأبلغ المسؤول وكالة رويترز "سننظر في التزامات دبي ونعالجها كل حالة على حدة. ولا يعني هذا أن أبوظبي ستغطي كل ديونها".
ومن شأن سياسة المساعدة الانتقائية للشركات التي تعاني من نقص السيولة والمرتبطة بحكومة دبي بدلا من تقديم مساعدة شاملة أن يهدم توقعات كثير من المستثمرين الذين افترضوا أن أبوظبي الغنية ستوفر شبكة آمان كاملة لجارتها.
وسبق أن قدمت أبو ظبي بالفعل 15 مليار دولار دعما غير مباشر إلى دبي عن طريق مصرف الإمارات المركزي وبنكين من القطاع الخاص مقرهما في أبوظبي. لكن حجم أي دعم إضافي قد تقدمه الإمارة لجارتها التي تشتد حاجتها إلى السيولة سيتوقف على الطريقة التي ستوضح بها دبي موقفها في مسائل معلقة.
وقد تبخرت احلام كثيرين في دبي فعلا في الآونة الأخيرة خاصة المغامرين في القطاع العقاري. فكثير من الغربيين كانوا يشترون العقارات الفخمة في دبي على أمل بيعها بعد قليل بضعف الثمن وكسب الملايين في غمضة عين. وساهم كل ذلك في تضخيم فقاعة قيمة الأصول، وتضخمت معها الأحلام ولما انهارت فر هؤلاء من دبي يصرخون بأن "البلد انهار".
واعترف العضو المنتدب لغرف "دي.آي.اتش. كيه" الألمانية للتجارة والصناعة السبت إن شركات ألمانية كثيرة اضطلعت بأدوار أساسية في طفرة البناء التي شهدتها دبي على مدار سنوات ستتأثر سلبا من جراء تعليق سداد الديون الذي أعلنته الامارة.
كما أثارت الأزمة المالية في إمارة دبي موجة من الذعر في بريطانيا وسط تخوف المصارف المدينة من عدم تمكن الإمارة من تسديد ديونها.
وذكرت صحيفة "دايلي مايل" السبت أن المصارف البريطانية تشكل نصف الديون المتراكمة على الإمارة والتي تبلغ 60 مليار دولار، وعلى رأس تلك المصارف، "رويال نك أوف سكوتلند" الذي يخضع لإدارة الدولة. كما تطرح الكثير من الأسئلة حول مصير آلاف الموظفين البريطانيين العاملين في شركات خاضعة لحكومة إمارة دبي.
ويبلغ حجم الاستثمارات الإمارتية في بريطانيا حوالي 9.7 مليارات دولار في حين تملك شركات بريطانية استثمارات بقيمة 7.5 مليارات في الإمارات.
ورجح المحللون أن يكون المقرضون البريطانيون أكثر من يتعرض للخطر، إذ تشير الأرقام الصادرة عن البنك الدولي للتسوية أن المملكة المتحدة منحت الإمارات قروضاً تصل إلى 50 مليار دولار، معظمها ذهب إلى مؤسسات في إمارة دبي.
وفيما يلقي عدد من المحللين باللائمة على وكالات التصنيف لعدم تقييمها بالشكل الموضوعي والشفاف للمعاملات المالية في الامارة فإن الأضواء تسلطت بقوة هذه المرة على الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي وصانع طفرة الامارة في السنوات الأخيرة كونه كثيرا ما قلل من تأثير الأزمة المالية العالمية على دبي مؤكدا باستمرار انه لن يتم ايقاف العمل بالمشاريع المعلنة بل فقط تأخير بعضها.
واكد الشيخ محمد الذي يشغل مناصب نائب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة، في تشرين الثاني/ نوفمبر ان "الأزمة العالمية على الرغم من تأثيراتها الآنية، لن تثني دبي عن طموحها التنموي ولن تزيحها عن موقعها الريادي ولن تبعدها عن دورها الفاعل في ساحة الاقتصاد العالمي".
ولكن بعد اسبوعين فقط من ذلك، اعلنت امارة دبي نيتها طلب تأجيل سداد ديون شركتها العملاقة "دبي العالمية" المتوجب دفعها في كانون الأول/ديسمبر، لمدة ستة أشهر على الأقل.
|
|
|