لعل ما لفت نظرى فى موضوع مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر التى أقيمت بالسودان وخسرناها بشرف هو أنه أثناء
التغطيات الإعلامية الطويلة، التى استمرت لأكثر من عشرة أيام عقب انتهاء المباراة فى مختلف القنوات والفضائيات عامة
وخاصة محلية وعربية هو ظاهرة «دموع الرجال»!!
فبعد الغناء والرقص والطبل والزمر الذى أعقب المباراة الأولى بين الفريقين، التى جرت فى استاد القاهرة وأهلتنا لمباراة
فاصلة، والتى استمرت على مدار أيام أربعة لا حديث فيها يعلو على حديث المباراة الفاصلة وعن الاستعدادات الهائلة لها بما فيها
شحن الجماهير معنوياً وجسدياً بطريقة تنم عن قصور فى التفكير وانعدام فى الكفاءة ودرجة عالية من الغباء السياسى والخلل فى
المستويات العليا للإعلام المصرى العام والخاص وكذا فى إدارة الدولة ذاتها.
ربما يكون الشحن المعنوى مفهوماً ويتحمل مسؤوليته قادة الإعلام المصرى المغيبة عقولهم والمحصورة فى نقطة واحدة وهى
كيف يستفيدون أكبر استفادة من هذا الوضع الشاذ، الذى جعل الفوز فى مباراة كرة قدم هو أعز وأغلى ما يتمناه المصريون!!
أما الشحن الجسدى فأقصد به هذه الطائرات، التى حملت الآلاف من أعضاء الحزب الوطنى الذين تم جمعهم واختيارهم بأوامر
قيادة الحزب المسيطرة، التى للأسف الشديد لا علاقة لها البتة بالسياسة أو الرياضة وكل علاقتها هى بالحديد منذ أن كان خردة
وحتى أصبح حديد تسليح!!..
ربما كان معظم من تم شحنهم لم يدخلوا ملعب كرة فى حياتهم أو غير مهتمين بها أصلا، ولكنهم وجدوها فرصة لركوب طائرة
والسفر إلى بلد آخر دون أن يدفعوا شيئا.
وأنهم أفهموهم أنهم ذاهبون إلى مهمة قومية هى الأهم فى التاريخ المصرى الحديث.. وكيف لا وقد شبه بعض الجهلاء المسيطرين
على الإعلام المصرى فى هذا الزمان الأغبر هذه المباراة بالموقعة الكبرى التى نكون فيها أو لا نكون!!
المهم أنه كان طبيعياً جداً بعد انتهاء هذه المباراة بالهزيمة –وهو أمر متوقع- أن يبادر جهلاء وغوغاء وأغبياء فى البلد الآخر برد
الصاع صاعين، وأن ينفلت زمامهم بفرحة هدف جاء بتوفيق غير عادى، ضمِن لهم التأهل بدلاً منا إلى كأس العالم القادمة.
لن أعلق كثيرا على رد فعل الإعلام المصرى لهذه الهزيمة، الذى ظهر مباشرة على الفضائيات المختلفة، ولن أستفيض فى وصف
مناظر السادة إعلاميى آخر الزمان، الذين ظهروا على الشاشات فى هيئة وطريقة أداء ذكرتنا
بأيام بيانات حروب الاستنزاف ومقتل الرجال الشجعان على خط النار بل بأيام أخبار هزيمة ٦٧ والنكسة
العسكرية المؤقتة لقواتنا المسلحة.. إلى الدرجة التى اغرورقت فيها عيون بعض من هؤلاء المذيعين وهم ينعون إلى الأمة خبر
ضياع ما يسمونه «حلم التأهل إلى كأس العالم» وإلى الدرجة التى شاهدنا فيها حالات من التشنج والعصبية والانفلات لبعض
الوجوه التى تظهر فى هذه الفضائيات، والتى تقوم بدور «السنيدة» للبطل المذيع.
ووصل ببعضهم الأمر أن أخذ يدعو المصريين للخروج إلى الشوارع وقتل كل جزائرى يقيم على أرض مصر!! والله الذى لا إله
إلا هو لو حدث هذا الانفلات على الهواء مباشرة من إعلامى أياً كان فى بلد محترم ولديه قيادة حكيمة واعية فعلا، لصدر الأمر
فوراً بمنع عمله فى أى جهة إعلامية ونقله إلى وظيفة إدارية فوراً. الشىء المثير للضحك– ولكنه ضحك كالبكاء- أن يظهر
العديد من المذيعين وضيوفهم وهم لا يستطيعون التحكم فى مشاعرهم من فرط الانفعال فتفيض عيونهم بالدموع!!
ربما يكون ذلك معقولاً أو مبرراً بالنسبة للنساء خاصة اللاتى تعرضن لاعتداءات الغوغاء الجزائريين، لكن غير المعقول أو
المبرر أن تدمع عيون من يفترض أنهم رجال فى مثل هذا الموقف. سواء منهم لاعب الكرة الذى يؤدى دور مذيع فشاهدناه يذرف
دموعاً أثناء حديث نجل الرئيس إليه.
أعتقد أنها كانت دموع فرح، لأنه تصور أنه باتصال نجل الرئيس به سيجنى نقاطاً فى صالحه أمام من يهاجمونه أو يطالبونه
بالتعقل. وبالتالى كان يفكر فى وضعه الشخصى.. أو دموع رجال آخرين ممثلين ورجال أعمال وإعلان وهم يدعون أن تلك
الدموع إنما هى فى حب مصر!!
لقد فاضت الدموع من عينى أيضاً فى هذه الفترة المظلمه من تاريخ الإعلام المصرى. ولكن كان ذلك لسبب آخر بعيد عن تفكير
قادة الإعلام والرأى العام فى هذا البلد المنكوب.. ففى أثناء هذه الهوجة نشرت صحيفة «الأهرام» أن تصنيفاً عالمياً وضع
إسرائيل فى المرتبة الرابعة على العالم بالنسبة للبحوث العلمية.
وهو تصنيف يعتمد على عدد البحوث العلمية المنشورة فى أهم الدوريات العلمية بالنسبة لعدد السكان، وهى تسبق فى ذلك دولاً
كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا.. طبعاً لم تصنف أى دولة عربية فى هذا التصنيف العلمى العالمى!!
بالله عليكم هل احد منا اعضاء المنتدى او ابناء هذا الوطن مهتم بتلك الاخبار والمعلومات
كثير من الاخبار ينقلها الينا الاخوة والاخوات المسؤلين عن قسم الاخبار داخل المنتديات ولكن هل تقرا وان قرات هل تفهم
المصود بقسم الاخبار فى كل منتدى قراءه الخبر وتشريحه والاستفاده منه وماوراء الخبر
وهنا اشكر الاخت جنه على المتابعه ونقل الخبر
هذا ما جعل الدموع تترقرق فى عينى وأنا أقرأ هذا وأقلب صفحات الصحف
صحيفة صحيفه فلا أجد فيها موضوعاً يشغل البلد بمن فيه قياداتها العليا سوى مباراة كرة القدم، التى جرحت كرامة المصريين
وكبرياءهم!! بالله عليكم.. أليس حالنا هذا هو الذى يستحق بكاء الرجال؟!
اعضاء منتدانا الحبيب لابد من اعاده التفكير فى بناء مستقبلنا ولابد من اعاده الوحده بيننا كاابنا ء هذا الوطن
ولابد من اعاده بناء جسور المحبه بين الاشقاء
حتى لانترك الساحه الى العدو الصهيونى يتقدم ويتقدم ويستغل الانشقاق بيننا وبين الاشقاء
يا الله.. كم نحن تافهون وعن وعينا غائبون؟
اللهم ارحمنا برحمتك
ووحد كلمتنا ووحد صفوفنا فى وجهه اعدائك اعداء الدين
ومن يتاجرون ينا من اجل مصالحهم الشخصيه