المعروف، الإحسان، الفضل، الجميل كلمات مترادفة، يحمل جميعها معنى واحداً، وقد اختلفت الرؤى عند البعض فيمن يستحق المعروف.. فريق منهم يحمل الوعد وفريق آخر ينذر بالوعيد.. فعلى سبيل المثال حذر أحد الشعراء بشدة كل من يفعل معروفاً فيمن لا يستحق، وتوعده بسوء العاقبة عندما قال: (ومن يفعل المعروف فى غير أهله يجاز كما جوزى مجير أم عامر)، وأم عامر اسم من أسماء أنثى الأسد - وقد قتلت الأعرابى الذى أجارها وأنقذها من الموت فى إحدى ليالى الشتاء العاصفة الممطرة، بعد أن نقلها إلى خيمته وأحاطها بالرعاية والدفء..
ويقول المثل الشعبى (اتق شر من أحسنت إليه)، وهو بذلك يحمل تحذيراً ونذيراً لفاعلى الخير فى غير موضعه، فى حين أن هناك فريقاً آخر له رؤية مخالفة لما ذهب إليه الفريق الأول.. فعلى سبيل المثال قال أحدهم: (ازرع جميلاً ولو فى غير موضعه، فلن يضيع جميل أينما زرع.. إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذى زرع) ويقول المثل الشعبى الذى يحمل معنى يخالف المثل الأول.. (اعمل المعروف وارميه البحر)، ومعبراً عن روح العامة من الناس فى حب الخير..
وقد جاء القول الفصل فى هذه القضية على لسان سيد الخلق رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، عندما قال: (اصنع المعروف فى أهله وفى غير أهله، فإن صادف أهله فهو أهله، وإن لم يصادف أهله فأنت أهله)، فهل هناك أجمل قولاً من هذا الذى يشيع روح المحبة والتكافل بين الناس؟!.. يا إخوانى اسمعوا واعوا!!