جاء فى حكم وقصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التى تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك.. فرح الرجل وشرع يقطع الأرض مسرعاً ومهرولاً فى جنون.. سار مسافات طويلة، فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التى قطعها..
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير، ليحصل على المزيد!.. سار مسافات أطول وأطول، وفكر فى أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخرى، وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد.. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً!! فقد ضل طريقه وضاع فى الحياة..
ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد، ولم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية أو (القناعة).. صيحة أطلقها الفيلسوف هوارد ستيفنسون أستاذ وخبير علم النفس يحذر فيها من النجاح الزائف المراوغ الذى يفترس عمر الإنسان، فيظل متعطشاً للمزيد دون أن يشعر بالارتواء..
يقول ستيفنسون : من الحكمة أن نقول لا فى الوقت المناسب، ونقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان فلا سقف للطموحات فى هذه الدنيا.. وعليك أن تختار ما يكفيك منها، ثم تقول أكتفى بهذا القدر.. فالطموح الزائد عن الحد والمعقول.. يمكن أن يتحول إلى مصيدة.. تتصور أنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين