البابا شنودة: لا ألتفت للشائعات .. والكرسي البابوي لم يخل بعد البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - أ ف ب
11/17/2009 9:44:00 AM
القاهرة -
- نفى قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وجود خلافات داخل الكنيسه بشأن من سيخلفه، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يعير الشائعات أدنى اهتمام ، مشددا على أن الكرسي البابوي لم يخل بعد.
وقال البابا شنودة - في مقابلة مع برنامج "اتكلم" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على القناة الأولى بالتلفزيون المصري الاثنين- "الكرسي البابوى ليس خاليا بعد .. وهناك صحف تحدثت عن شائعة وفاة البابا شنودة، حتى أننى قلت لهم أننى في حاجة لإصدار بيان أقول فيه أننى مازلت حيا حتى يصدق الناس تلك الحقيقة".
واتهم البابا شنودة بعض الصحف بالبحث عن الإثارة من خلال تضخيم الأمور التى تحدث في الكنيسة المصرية وتناولها باعتبارها خلافات قائمة، وقال "كثير من الأخبار المنشورة حول الكنيسة تكون مفبركة".
وأضاف البابا شنودة "لائحة انتخاب البطريرك يمكن ألا يحدث عليها أي تعديل، لكن بعض الناس اخترعوا أفكارا جديدة تشكك في الأمر، مثل مسألة اختيار البطريرك من الرهبان فقط أم يمكن أيضا من الأساقفة .. البعض يبالغ وكثير من الناس الذين يبالغون يكون هدفهم تعيين شخص معين يريدون أن يفصلوا اللائحة عليه أو لمنع غيره".
واستطرد قائلا "حسب اللائحة لا يوجد شخص يرشح نفسه.. هذا يكون في الأمور العلمانية، لكن الشخص يعتبر مرشحا إذا رشحه ستة من أعضاء المجمع المقدس من المطارنة والأساقفة أو رشحه 12 من أعضاء المجلس الملي الحالي أو السابق .. فالناس يرشحونه لكنه لا يرشح نفسه.. فأنا لم أرشح نفسي في يوم من الأيام، لكني رشحت من آخرين بحسب اللائحة".
وأشار إلى أن جميع بطاركة الكنائس الشرقية الممثلة فيالكنيسه القبطيه والسوريانية والأرمينية بنوعيها والإثيوبية والإريترية كانوا أساقفة.
وتطرق قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى ما تردد مؤخرا حول إعادة ترتيب السكرتارية الخاصة بقداسته وتقليص صلاحيات الأنبا يؤنس ، وقال "هو يستطيع أن يرد عن نفسه ويقول إذا كان قد تم تهميش دوره أم لا ؟ .. كما أنه ليس من اختصاص الأنبا يؤنس أن يكون خاتم البطريركية لديه، هناك وظيفة تسمى وكيل البطريركية، وهو أحد القساوسة ويكون لديه خاتم البطريركية من أجل الأمور الإدارية".
وأكد أن للأنبا يؤنس اختصاصات أخرى باعتباره أسقفا للخدمات العامة وليس في هذا الاختصاص خاتم البطريركية.. ومعروف أن الأعمال الإدارية يتولاها القساوسة وليس الأساقفة لأنها ليست أعمال كهنوتية.
وأشار البابا شنودة إلى أنه أجاب ذات مرة على سؤال فى محاضرته بالإسكندرية عن رأيه في الأنبا يؤنس، فقلت لهم إنه "فوق عيني ورأسي".
وردا على سؤال حول الأقرب إليه من بين الأنبا بيشوي والأنبا يؤنس والأنبا أرميا، قال البابا شنودة الثالث "المفروض أن يكون هوى النفس هو الله، وأنا أعطي العاطفة للجميع، وكل من يجلس معي يشعر أني أعطيه عاطفة، وهذا يسري على كل الأساقفة بدون استثناء، حيث أقابلهم جميعا بالمحبة والروح الطيبة"، مضيفا "لم أقم يوما بنهر أحدهم أو تكليف الآخر بما لا يطيق ولم أغضب من أحد".
وتطرق قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى شائعة وفاته وربطها بالأنبا يؤنس، ليسأل البابا شنودة الأنبا يؤنس ـ المتواجد معه خلال تسجيل البرنامج ـ عن علاقتهما وهل حدث أنه في يوم ما تغيرت معاملته له، فأجاب الأنبا يؤنس "لا لا إطلاقا يا سيدنا".
وحول ما يتردد عن أن الأنبا بيشوي الرجل القوي داخل الكنيسة، وأنه تحدث شخصيا عن مؤامرة تحاك ضد الكنيسة وضد البابا شخصيا قال "أنا لا أعرف مؤامرات ضدي، وهم أسموا الأنبا بيشوي الرجل القوي لأنني كونت مجلسا إكليركيا لمحاكمة الأخطاء وهو له فرعان، فرع خاص بالأحوال الشخصية مسئول عنه نيافة الأنبا بولا، وفرع مسئول عن محاكمة الأخطاء خصوصا القساوسة ومن إليهم، فتأتي شكوى يحقق فيها الأنبا بيشوي، فإن وجد الشخص مخطئا فعلا يحكم عليه، وهذا الحكم يعرض علي أولا قبل أن يعلن، ولأن الأنبا بيشوي يناقش ويحقق أولا ثم يعرض علي الأمر للاتفاق على الأحكام قيل عنه إنه الرجل القوي".
وردا على سؤال حول الشعور بالتعب من المسئولية الملقاة على عاتقه، قال البابا شنودة "أثناء رسامة اثنين من الأساقفة قلت لهما أمامنا طريقان في الخدمة لا ثالث لهما، إما أن نتعب ويستريح الناس، وإما أن نستريح ويتعب الناس وأنا قد دعوتكما إلى التعب".
وأضاف البابا شنودة أنه لا يقصد بذلك التعب النفسي لأن الإنسان عندما يتعب من أجل خدمة الآخرين يجد راحة داخلية في القلب والضمير.
وحول تأييد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لترشيح جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى، رئيسا للجمهورية، قال البابا شنودة "إنني بصفتي الشخصية أؤيده، ولكنني لا أوجه الأقباط لترشيح شخص بعينه ولكنهم يثقون بي وفي رأيي".
وأشار إلى أن البعض يحاول وضع الأمر برمته في إطار كلمة "التوريث" وهم لا يعلمون معنى هذه الكلمة ، فمعناها أن هناك ملكا يرثه ولده الذي يلقب بولي العهد ، أي له الولاية على عهد أبيه وبعد وفاة هذا الملك يتولى ابنه تلقائيا الحكم، ولكن عندما تكون هناك انتخابات وترشيحات ومنافسون فهذا يعني أنه ليس هناك ملكية وتوريث".
وأضاف البابا أن هناك فرقا بين إبداء الرأي في السياسة والاشتغال بها فالكنيسة لا تعمل بالسياسة وليس لديها وقتا لذلك، ولكننا نبدي الرأي فقط كمواطنين حتى لا نكون سلبيين".
وردا على سؤال حول تقليله من شأن أن يكون هناك مرشح قبطي لرئاسة الجمهورية ، قال البابا شنودة إن الشخص الذي لا يستطيع أن ينجح في انتخابات مجلس الشعب أو في انتخابات إحدى النقابات فكيف يتسنى له النجاح في انتخابات الرئاسة.
وطالب البابا بالاعتدال في التعاملات اليومية بين أفراد المجتمع كنسيج واحد، لافتا إلى إن التطرف قد يكون في الفكر ولكن الأخطر أن يتحول إلى العنف.
وحول قضية استقالة ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي، قال البابا شنودة "قدم استقالته بالفعل ووضعتها في جيبي وظلت فيه، ولكني لم أقل نعم أو لا حتى الآن، والمجلس الملي لم ينعقد بعد".
المصدر : وكالة انباء الشرق الأوسط