ثورة بين أصحاب المقاهي على قرار حظر الشيشة حملة للحد من ظاهرة تدخين الشيشة بالمقاهى - ا ف ب
11/16/2009 10:26:00 AM
- خاص - شنت الحكومة حملة ضارية على المقاهي والكافيتريات في عدد من المحافظات المصرية للتأكد من قرار حظر تدخين الشيشة خوفا من انتشار مرض انفلونزا الخنازير.
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت تنبيهاتها بأن مباسم الشيشة وسيلة سريعة في نشر المرض وهو ما دفع الحكومة الى اصدار قرارها بفرض حظر جزئي على تدخين الشيشة وخاصة في المناطق السياحية مثل الحسين او في عدد من المحافظات مثل الاسكندرية واسوان.
وقد أعلن أصحاب المقاهي رفضهم القرار واصفين اياه بالقرار التعسفي الذي سينعكس بالسلب علي " لقمة عيشهم" خاصة وأنهم اضطروا الي الاستغناء عن عدد كبير من العمالة من أجل تقليل نفقاتهم خاصة وأن الشيشة تعد المصدر الاول لجذب الزبائن ورواد المقاهي في مصر.
الحملة التي شنتها الشرطة والمرافق والاحياء بالمحافظات المصريه المختلفة بدأت بأسوان حيث قرر اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان إلغاء الشيشة من المقاهي ضمن القرارات الصادرة من اللجنة العليا برئاسة المحافظ لمحاصرة وباء إنفلونزا الخنازير والعمل علي السيطرة عليه.
وقد هدد أصحاب المقاهي بأسوان بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة اعتراضاً علي القرار.
وعلي الرغم من أن قرار إلغاء الشيشة من المقاهي لاقي ارتياحاً بين المواطنين بشكل عام، فإن أصحاب المقاهي اعترضوا بشدة لما ترتب علي هذا القرار من أضرار مباشرة لهم واعتبروا الشيشة من أهم المشروبات التي تجلب لهم الزبائن ومنذ صدور هذا القرار قام عدد من أصحاب المقاهي بتسريح أكثر من نصف العمالة.
وفي الاسكندرية طالبت شعبة المقاهى بغرفة تجارة الإسكندرية برئاسة السيد شعبان متولى، إدارة شئون البيئة بالإسكندرية منح أصحاب المقاهى فترة سماح لمدة شهر حتى يتثنى لهم دفع غرامة تقديم الشيشة لرواد المقاهى والتى وصلت إلى 20 ألف جنيه.
وقال محمد رستم عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية - خلال اجتماع شعبة المقاهى بمقر الغرفة - إن شئون البيئة تعامل أصحاب المقاهى كتجار المخدرات وتقوم بفرض غرامات تعجيزية وبدون سابق إنذار.
وأشار إلى وجود ستة آلاف مقهى بالإسكندرية مهددة بالغلق نظرا لاعتمادها على تقديم الشيشه للرواد، واصفا الطريقة التى يقتحم بها مفتشو البيئة للمقاهى بالمهينة والتى توحى أنهم خارجون عن القانون.
ومن جانبهم، أوضح مسئولو البيئة - خلال الاجتماع - أن لائحة القرار رقم 4 الصادر لسنة 1994 مادة 164 منه جاء فيها ثلاثة اشتراطات للمقاهى حتى لا تكون مخالفة وتتعرض لغرامات أو قضايا ، أولا أن يكون هناك حيز خاص لشرب الشيشة بالمقهى بنسبه ثلث المساحة الكلية مع وجود ستائر هوائية على الأبواب والنوافذ ، ثانيا وجود مدخنة حتى لا يؤثر دخان الشيشة على المناطق السكنية المحيطة ، ثالثا عن تدخين الشيشة خارج المقهى فيلزم أن يكون بعيدا 500 متر من أى مسطح سكنى.
وطالب مسئولو البيئة أعضاء الغرفة التجارية بمساعدتهم فى التوعية لقرارات جهاز شئون البيئة بالقاهرة والذى تم تفيعله مؤخرا لوجود وباء الانفلونزا الأخير والعمل على تطبيق كافة الإجراءات الوقائية بين المواطنين.
وفي القاهرة شنت وزارتا البيئة والصحة حملات تفتيشية ضد المقاهي حيث تم تفتيش 29 مقهى بأحياء البساتين والزيتون ومصر الجديدة وعين شمس ومدينة نصر بالقاهرة، والمعادي بحلوان، والحي الأول والثالث والرابع والخامس بمدينة القاهرة الجديدة.
وقد قامت قوات شرطة تابعة للجان بتكسير "الشيش" في المقاهي، فيما سمحت هذه اللجان لبعض المقاهي باستخدامها بشرط استخدام (خراطيم صحية) للاستعمال الفردي فقط كما قامت لجان طبية وبيئية و مسؤولون بالإدارات المحلية بفحص جميع تراخيص المقاهي بمحافظتي القاهرة والجيزة، خاصة المقاهي التي تقع في الميادين العامة والأماكن المزدحمة تأتي تلك الاجراءات تنفيذا لقرارات اللجنة العليا لمكافحة الانفلونزا برئاسة الوزراء لتنفيذ خطة الحد من ظاهرة تلوث الهواء ومكافحة التدخين" .
وتولت الإدارة العامة للتفتيش البيئي بجهاز شؤون البيئة القيام بعدد من الحملات التفتيشية المفاجئة على المقاهي في محافظات القاهرة وحلوان وجهاز مدينة القاهرة الجديدة، وقررت غرامات مالية ليس فقط على أصحاب المقاهي، ولكن على المواطنين أيضا الذين يدخنون في أماكن مغلقة".
اما بالنسبة للوضع في منطقة الحسين السياحية والتي تعد احد الاماكن المفضلة التي يقبل عليها السياح العرب والاجانب في مصر فقد تضررت المقاهي بها الي حد كبير حيث بدأ أصحابها يبحثون عن وسائل آخري لاغراء الزبائن من السائحين للقدوم الي مقاهيهم بدلا من استخدام الشيشة.
قرار حظر تدخين الشيشة على مقاهى الحسين اثار الكثير من ردود الافعال الغاضبة خاصة من أصحاب المقاهى ليس لان الشيشة تعد واحدة من مظاهر هذه المقاهي المعروفة بهذه المنطقة فقط ولكن إلغائها كان له اثر سلبي شديد على أصحاب المقاهي والعاملين بها للخسارة المادية الكبيرة التى اصابتهم منذ صدور هذا القرار.
أصحاب المقاهي أكدوا على أن خسارتهم كبيرة جدا لأن أغلب الذين يجلسون على مقاهي الحسين يكون هدفهم شرب الشيشة ، وأضاف بعضهم أنه يمكن إيجاد حلول منها تقديم الشيشة ( بلي طبي ) ورقابة دائمة لتضمن وزارة الصحة عدم إنتقال المرض مؤكدين ان نية منع الشيشة بباقي المقاهي سيجعل مدخنىها يبحثون عن أماكن لشربها بعيدا عن رقابة الحكومة ووزارة الصحة.
من جانبهم دعا عدد كبير من المواطنين الى وضع ضوابط صحية للمقاهي والفنادق التي تقدم الشيشة للزبائن ، منها التهوية الجيدة ، وإلزام الزبائن باستخدام " مباسم " خاص بهم ، والتأكد من نظافة تلك الاماكن.
كما حذر عدد كبير من الأطباء من تأثير تدخين الشيشة على نقل وباء بانفلونزا الخنازير خاصة وأنها تصدرت أهم أسباب انتقال الفيروس ، نظرا لانتقالها بين عدد كبير من المدخنين على المقاهي، فضلا عن استقبال تلك المقاهي لاعداد كبيرة من البشر في ظل عدم التهوية الجيدة للمكان.
ويؤكد الأطباء أهمية تجنب تدخين الشيشة " الجماعية" التي يستخدمها اكثر من شخص والتي من الممكن أن تسبب انتقال العدوى عن طريق اللي الخاص بالشيشة.
وقد حرصت عدد من المقاهي على اتخاذ بعض الاجراءات الوقائية ضد المرض مثل التهوية المناسبة بزيادة الشفاطات وفتح ابواب المقهى كل ساعة وتشغيل المراوح لطرد وتجديد الهواء ، فضلا عن دعوة الزبائن لاستخدام "لي" او خرطوم الشيشة خاص بهم ، نظرا لان وضع "المبسم" وحده لا يكفي لتحقيق الوقاية، فيما ظهرت موضة جديدة بين مدخني الشيشة وهي اصطحابهم للشيشة الى المقاهي لضمان سلامتهم ومنع اصابتهم بانفلونزا الخنازير.