خبراء يطالبون بتدريس الجنس للطلبة بطرق علمية وتربوية 10/29/2009 6:54:00 PM
محمد رفعت -
- فى الوقت الذى يطالب فيه البعض بتدريس الجنس كمادة أساسية فى المدارس، لا يزال يشكل هذا الموضوع الشغل الشاغل والقاسم المشترك الأعظم فى معظم الحوارات التى تدور بين البنات والشباب على حد سواء.
فقد يظن الرجال أنهم وحدهم المشغولون بهذا الموضوع، أو وحدهم من يتبادلون النكات والقفشات ويحكون المواقف والمغامرات عن خبرتهم الجنسية أو خبرات أصدقائهم، لكن الحقيقة أن السيدات أيضاً فى مجتمعنا مشغولات جداً بالحديث عن هذا الممنوع المرغوب، وخاصة فتيات الثانوي والجامعة.
ومن خلال اي حوار عارض مع إحدى هؤلاء الفتيات ستفاجأ بمفاهيم جنسية خاطئة للغاية تسيطر على عقول البنات وتولد لديهن إحساساً بالرعب والفزع من مسألة الممارسة الجنسية عند الزواج، لدرجة أن كثيرات منهم لا تريد الزواج حتى لا تتعرض للألم والعذاب الذى تعتقد أنه مرتبط بالعملية الجنسية.
وتقول "م.ن" الطالبة بقسم الاجتماع بكلية الآداب بإحدى جامعات الأقاليم إنها مرعوبة من الزواج بسبب الألم الذى تتوقع أن يحدث لها عقب فض غشاء البكارة، ويستمر مع استمرار المعاشرة الجنسية.
وأكدت أنها رفضت أكثر من عريس تقدم لها لهذا السبب، ومشيرة إلى أن كثير من صديقاتها يعتقدن نفس الاعتقاد، ويخشين من التعرض لآلام مبرحة فى ليلة الدخلة.!
وتعترف "س.ف" وهى طالبة بإحدى المدارس الثانوية بالجيزة بأنها شاهدت أكثر من فيلم جنس لدى صديقة لها تقيم معهم فى نفس الحى، وأصيبت بالاشمئزاز حين شاهدت الممارسة الجنسية لأول مرة فى حياتها وشعرت بأنها عملية حيوانية غريزية تختلف تماماً عن المفهوم الرومانسي الذى كانت تعتقد أنه يغلف العلاقة بين الرجل والمرأة.
وأكدت أنها لا تعرف إلا القليل جداً عن الجنس وكيفية حدوث المعاشرة بين الزوج والزوجة، وتقول إنها درست تفاصيل الجهاز التناسلي للرجل والمرأة فى المرحلة الإعدادية، وتدرسها بالمرحلة الثانوية أيضاً، لكن المدرس أعتذر فى المرحلتين عن شرح الدرس، واستبدلوه بمدرسة فى هذه الحصة، فمرت عليه هى الأخرى مرور الكرام، مما أثار ضحكات الطالبات، وهو ما جعل المدرسة تنهى الشرح فجأة، وتأمر بالسكوت تماماً حتى نهاية الحصة.
ومن جانبها قالت د.صفية ناصر أستاذ علم الاجتماع إن هذه الظاهرة موجودة فعلاً بين البنات، بسبب الجهل الكامل بالجنس والعملية الجنسية وأبعادها الفسيولوجية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الأولاد والبنات يحصلون على معلوماتهم حول هذا الموضوع الحيوي من مصادر خاطئة، مثل الأصدقاء والمواقع الإباحية والكتب الجنسية، وكلها مصادر غير موثوق فيها، وتقدم لهم معلومات خاطئة تشوه وتشوش على هذا الموضوع فى أذهانهم.
وتؤكد د.صفية إن الأسرة والأم بالذات مسئولة مسئولية كاملة عن توعية بناتها بالمعلومات الصحيحة عن ما يحدث لجسمها من تطورات.
وتنصح الأمهات بألا يجعلن الخجل من الحديث فى هذا الموضوع الحساس مع بناتهن ، ويمنعهن من توضيح الحقائق لهن، حتى لا يبحثن عن مصادر أخرى للمعرفة، قد تؤدى إلى التشويش على أفكارهن، وملء أدمغتهن بكلام فارغ وغير صحيح، مثل الألم الشديد المصاحب لعملية فض البكارة.
وفى النهاية يدعو د.هانى السبكى أستاذ علم النفس المعروف إلى تدريس مادة الثقافة الجنسية للطلاب والطالبات، وتدريب المدرسين والمدرسات الذين سيقع عليهم الاختيار لتدريس هذه المادة تدريباً نفسياً وعلمياً سليماً، حتى يستطيعون توصيل المعلومات الصحيحة للأولاد والبنات عن موضوع الجنس بطريقة تربوية، وحتى لا تتحول هذه الحصة فى المدارس إلى وقت للضحك أو "المسخرة"، خاصة وأن المجتمع كله غير مهيئ الآن للتعامل بوعى مع مثل هذه الأمور، لكننا يجب أن نبدأ على أيه حال، وأن تكون محطتنا الأولى لتصحيح المفاهيم الخاطئة هى المدارس.