اسمحوا لى اليوم أن أستفز غضبكم، لأننا للأسف أصبحنا أمة لا تغضب، وإن غضبت فيا أبسط ما تغضب عليه.. أحبتى أهل مصر مسلمين وأقباطًا، شيوخًا وشبابًا، نساء ورجالاً، القدس تنتهك والأقصى يضيع، ونحن نكتفى بمشاهدة المسلسلات التى أضاع عليها التليفزيون المصرى فلوس البلد!! متى نتحد ونغضب لله؟
متى نغضب لأقصى أسير تنتهك حرمته على شاشات الفضائيات، ولا يجد من يدافع عنه سوى قلة مؤمنة من أهل فلسطين؟..
أريد من أى عالم دين أن يفتينا الآن هل أصبح الدفاع عن الأقصى فرض عين على الثلة المؤمنة من أهل الرباط فقط، بينما باقى الأمة تتفرج وتتابع عبر الشاشات ما يحدث، وربما تتساقط قطرات من الدمع أو ربما تتذكرهم بالدعاء، هل هذا آخر ما نستطيعه؟! يا أئمة العرب أين أنتم مما يحدث؟.. أين الإخوة الأقباط مما يحدث فى القدس؟..
إذا قبلنا الاعتداء اليوم على الأقصى، وقابلناه بهذا الصمت، فلابد أن ندرك أننا نواجه عدوًا غاشمًا لا يفرق بين أقصى وقيامة.. أين نحن جميعًا من هذا الاستهزاء بالمقدسات؟..
ومتى تغضب الأمة إن لم تغضب الآن؟.. وما دور الصحافة والإعلام والمثقفين والعلماء إلا الأخذ بيد الأمة فى النكبات؟.. وهل هناك نكبة أسوأ مما نحن فيها؟!..
أنا أدعو الأمة بل أدعو جميع المسؤولين إلى الغضب.. فمن لم يغضب لما نراه من انتهاك سيسأل أمام الله إن لم يسأل أمام نفسه وأمام أولاده قبل ذلك.. اغضبوا ودعوا الناس تعبر عن غضبها طالما يتم ذلك بشكل حضارى ومنظم يا من تحكمون هذا البلد قودوا بأنفسكم الغضب واسمحوا للناس بأن تعبر عن غضبها لما يحدث فذلك فى مصلحتكم، فأنتم شئنا أم أبينا جزء من هذا الوطن.. فبالله لا تكونوا ملكيين أكثر من الملوك.. بالله لماذا يمنع الناس يوم الجمعة الماضى من التعبير عن غضبهم بالأزهر؟!
يا سادة اليوم ليس يوم التناحر والتنابذ وتشتيت الجهود ليس اليوم يوم التفرق إلى وطنى وإخوان ومسلم ومسيحى وغنى وفقير.. اليوم يوم غضبنا جميعًا لله، لما ينتهك من مقدسات كلنا جميعًا علينا أن نتذكر شيئًا واحدًا نتمسك به ونجعله أمامنا إننا جميعًا مصريون موحدون ضد هذا الإجرام المتدنى، والاستضعاف المجرم لثلة من المرابطين أوكلت لهم الأمة كلها أمر الدفاع عن الأقصى، وهو حمل عليهم ثقيل.. نسأل الله لهم الثبات، وأن يرزقنا الغضب لله ولمقدساته.. اللهم آمين.