تتكون إندونيسيا من جزر مختلفة وكثيرة، ومن هنا فإن لها عادات وتقاليد متنوعة ومختلفة، فإن شعوب جزيرة (جاوه) لهم عادات وتقاليد تختلف عن شعوب (سومطره) وكذلك شعوب ( سولاويسي) و( كاليمانتان)، ولكن بشكل عام هناك أنشطة قريبة في الصورة وإن اختلفت في المسميات.
كيفية استقبال شعب إندونيسيا شهر رمضان رمضان له هيبة خاصة لدى المسلمين في إندونيسيا، وشهر رمضان شهر منتَظر كضيف عزيز، والمسلمون يستقبلونه بصور استقبال مختلفة، ومن ذلك: تزيين الشوارع بشعارات رمضانية ومصابيح خاصة في بعض المناطق
- تنظيف المصالح العامة والمساجد ومجالس العلم للتهيئة بالأنشطة الرمضانية كصلاة التراويح وتدارس القرآن الكريم والتعليم الديني. - إقامة سوق شعبان في بعض المناطق وهو يسمى (دورديران) dorderan والبعض الآخر يسميه (داندانجان) dandangan وغير ذلك من الأسماء في المناطق الأخرى، وهو سوق كبير تعرض فيه حوائج الناس الخاصة برمضان من حاجات منزلية وأطعمة وألعاب وغير ذلك، ويقام هذا السوق غالبًا في الميدان الواسع أمام مبنى المدينة أو في الحديقة العامة
وأما على النشاط الفردي والعائلي فيمكن أن نجد تبادل الهدايا والأطعمة وذلك بإرسال أطعمة خاصة تصنعها العائلة إلى جيرانها والعكس. ومع بداية شهر رمضان تكون هناك إجازة لمدة تتراوح ما بين 3 أيامٍ إلى 5 أيام باختلاف المناطق، ويستغل المسلمون هذه الإجازة للقيام بزيارات إلى الأهل والأقارب والتهنئة بقدوم الشهر.
ومما يميز هذا الشهر أيضًا على مستوى المجتمع أن نسبة الجرائم تنقص، ومظاهر المعاصي تنحصر تمامًا لقداسة هذا الشهر، ومن ذلك أن أصحاب الملاهي والمراقص يغلقون أبوابها خلال الشهر الفضيل، والناس بفطرتهم يقبلون هذه المنحة الغالية وينتهزونها لإصلاح العلاقة بينهم وبين ربهم، وبينهم وبين الناس من حولهم، ومن عادات المسلمين هناك الاستعداد ببرنامج خاص لاستقبال رمضان من خلال المواعظ الدينية والمحاضرات عن شهر رمضان وفضله
ومن عادات رمضان في إندونيسيا أن بعض المدارس تعطي الشهر كله إجازة للتفرغ للعبادة خلال الشهر، والبعض الآخر يقلل عدد الحصص اليومية، وكثير من المعاهد والمدارس الإسلامية تعقد برنامجًا خاصًا في رمضان يسمونه (PESANTREN KILAT ) وهو عبارة عن أنشطة خاصة أثناء رمضان للتلاميذ، يتضمن إفطارات جماعية، وخواطر إيمانية، ومحاضرات ودروس وعبر من أحداث رمضان عبر التاريخ، ودروس خاصة للشباب المراهق وكيف يتعاملون مع الواقع العصري تجاه التحديات الكبرى، وهذا النشاط غالبًا ما يُقام في المدارس الثانوية، وكذلك الجامعات تقيم نشاطًا آخر على شكل مسابقات في الخطابة وكتابة المقال وتلاوة القرآن وحفظه وشرح معانيه والأناشيد الاسلامية وغير ذلك.
وأما العمل اليومي فتقل عدد ساعات العمل ويتأخر الناس في الذهاب ساعة ويعودون مبكرين عن الموعد الأصلي.
وفي مساجد إندونيسيا تُقام الدروس ومدارسة القرآن الكريم بعد صلاة العصر كل يوم، وأما صلاة التراويح فهناك من يصليها 8 ركعات وهناك من يصليها 20 ركعة، وفي أثناء الشهر تقام احتفالات تكريمًا بالقرآن وتوزع فيها الجوائز وتكريم الأشخاص الذين هم أهل القرآن، كما تنشغل الجرائد والصحف والتليفزيون والراديو بالبرامج الرمضانية، ومنها الفكرة الخاصة برمضان والتي تسمى (كويس رمضان) (KUIS).
وينشط المسلمون في رمضان لجمع أموال الزكاة وتوزيعها من خلال المساجد ومن خلال بعض المؤسسات الدينية، وفي العشر الأواخر تشهد إقبالا شديدًا من الناس على قيام ليالي رمضان الباقية، والبعض ينتهز الفرصة الغالية بالاعتكاف في العشر الأواخر.
وللمسلمين في إندونيسيا بعض الأطعمة الخاصة برمضان وهذا يختلف باختلاف المناطق ومن هذه الوجبات وجبة تسمى ( KETUPAT) وهي عبارة عن أرز يُطبخ بطريقة خاصة وبالماء الزائد وبأوراق النرجيل، وهناك وجبات أخرى كثيرة ومنها بعض الوجبات تكون رمزًا للتصالح بين الناس والتسامح والعفو بينهم.
ومن عادات المسلمين في إندونيسيا في يوم العيد أن يخرج الجميع صغارًا وكبارًا رجالاً ونساء إلى الخلاء لأداء صلاة العيد واحتفالاً بالنصر العظيم ورمزًا لهزيمة الشهوات وأنصار الشياطين.
ثم بعد ذلك يتبادلون الزيارات ويخصصون اليومين الأول والثاني للأهل والأقارب والجيران، والأيام بعد ذلك للأصدقاء في العمل أو المدارس، وهناك بعض المناطق تعيِّد عيدًا جديدًا بعد سبعة أيام بعد أن تصوم ستة أيام من شوال فتحتفل بالعيد الجديد.