فى هذه الأيام من كل عام تستعد الأمة بقطبيها (المسلمين والمسيحيين) لاستقبال شهر رمضان المبارك لنرسم جميعا وبتلقائية تامة وعفوية طبيعية لوحة فنية من إبداعات الوحدة الوطنية ..وإذا كان المسلمون يستعدون لاستقبال هذا الشهر الكريم بتدريب النفس على الطاعة، وانتظار شهر المغفرة لأداء أكبر قدر من الطاعات، للتقرب من المولى عز وجل للحصول على جوائزه الثلاث التى وعد بها عباده المتقين فمنهم من يظفر بالرحمة ومنهم من يظفر بالمغفرة ومنهم من يظفر بالعتق من النار ..
فكذلك يستعد المسيحيون الذين يجدون فى هذا الشهر الكريم فرصة سانحة للتعبير عن مودتهم لإخوانهم الصائمين فيمتنعون عن الطعام والشراب أثناء تواجدهم خارج منازلهم كنوع من التضامن مع المسلمين الذين يغمرهم الشعور بالامتنان جراء هذه التصرفات التضامنية النبيلة، والتى إن دلت على شىء فإنما تدل على أن الوحدة الوطنية ليست سمة سائدة فى مجتمعنا فحسب وإنما هى - فضلا عن ذلك وقبله - هى عقيدة راسخة ترعرع فى كنفها أفراد هذا الشعب، حتى غدت داءه الذى لا يرجى شفاؤه و ديدنه الذى لا يبرحه .فهنيئا للأخوة الأقباط بصفاء قلوبهم ونقاء نواياهم ومشاعرهم النبيلة ..
وهنيئا للمسلمين بشهر رمضان المبارك الذى ثبت أن فضله لا يقتصر على ثواب الآخرة فقط وإنما شمل بكرمه وجوده فى حياتنا الدنيا .. وكل عام والجميع بخير .