إن مفهوم الأنوثة عندنا غالباً ما يكون له عند البعض توصيف خاص، وبالتالى ننشىء بناتنا على بعض المفاهيم الخاطئة، التى تضعها فى قالب الضعيف المستكين المفعول به غالباً، بدءاً من النظرة إلى الاعتداء السافر بمعناه المعروف حسب حالة الجانى الأخلاقية والمزاجية، حتى الأولاد لم يسلموا من تلك المفاهيم المغلوطة الخاصة بالرجولة مثل «انت راجل والراجل ما يعيطش
وكأن الرجال ليست لهم مشاعر أو عواطف، ويكتم الطفل أحاسيسه داخله، باعتباره يعد نفسه، لأن يكون رجل المستقبل، وبالطبع ينعكس هذا على سلوكه وردود أفعاله فى الحياة تجاه الآخرين، والأمر عند الفتاة لا يقف عند حد الحيرة أو الارتباك إذا صح التعبير، لكنه يؤثر فى رؤية المتحرش لها ورؤية نفسها تجاه المتحرش،
فقد ترسخ فى ذهنها أنها شىء ساكن لا حراك له، باعتبار المفاهيم إياها «البنوتة الحلوة الرقيقة ما تعملش كده البنت ما يصحش تعمل كذا»، «الناس يقولوا عليكى إيه لا انتى كده زى الولاد إلى آخر تلك القائمة الطويلة من المحرمات التى تجعل البنت شيئاً لا حول له ولا قوة،
حيث إن الرقة طبقاً لتلك المفاهيم إياها تأخذ منحى آخر تماماً تجعلها فى نظر المجرم مثل عروسة المولد شيئاً جميلاً رقيقاً -حلو الطعم- لا حراك له، لابد أن ننشىء بناتنا على الجرأة والقوة فى الحق، فالمجرم غالباً ما يلعب على وتر أن البنت تخاف الفضيحة والشوشرة وتؤثر الصمت على أن تشى به،
ولو جال فى خاطره ولو للحظة أنها تعتقد أن الفضيحة فى تركه يهرب بفعلته لراجع نفسه ألف مرة قبل أن يرتكب فحشاً، فكم من أعراض هتكت سراً خوفاً من الفضيحة وهرب الجانى بفعلته ليبحث عن فريسة أخرى للفوز بلذة أكبر، وسيكون فى هذه المرة أكثر جرماً، باعتباره (فاهم الحكاية ماشية إزاى وقديم فى اللعبة)، وللحق أقول إن الإعلام يقوم مؤخراً بدور بارز فى توعية المجتمع فى هذا الصدد، وهى من أولويات أهدافه،
ويجب أن تقوم وزارة التربية والتعليم بدور رئيسى فى هذا الشأن، فمثلاً لماذا لا تخصص بعض حصص التربية الرياضية فى المدارس للدفاع عن النفس للبنات؟ لن يكلف الأمر شيئاً، وبذلك نغرس الثقة فى بناتنا وندربهم على المواجهة، بل النزال إذا لزم الأمر، لابد من عمل شىء إيجابى لتغيير ثقافة سائدة شابها بعض الشوائب، حفظ الله بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا