هاتفته وطلبت منه أن تقابلة في نفس المكان حيث تصارحا فيه بما يحمل قلبهما من حبا وشغفا وعشقا.
جلس وقلبه لا تكاد تتوقف دقاته من السعادة.
لم يكن يعرف فيما تريده؟
هل تحمل له مفاجأة؟...أم خبرا سارا؟.... هل وافق والدها علي تقديم موعد الزفاف كما أرادا؟...أم هو شعرا أخر غزلته له بكلماتها المشتاقة؟
لم تنظر فى عيناه الهائمتان ولو للحظة....خلعت من أصابعها خاتم الخطوبة ووضعته علي الطاولة أمامه.
لم يدرك ما تفعل...لعله الخاتم قد أتسع عليها....فلقد قل وزنها بشدة في الفترة الأخيرة.
نظرت لعينه لوهلة...ثم أدارت وجهها بعيدا تجاه تلك المياه الساكنة التي استراحت علي ضفاف ذلك النهر الذى طالما كان شاهدا أمينا علي لحظات حبهما.
قالت له فى ثبات وجمود بأنها لم تعد تحبه.
لم يعد يملأ عينيها.
لقدعرفت غيره منذ فترة وتناست معه كل ما يحملان من ذكريات.
وأنها تريده ان يتركها فى سلام.
وأن يخبر أسرتها بأنه من تركها وليست هي.
لم يدرك ما يسمع...نظر إليها في إحتقار والدموع تنهمر من مقلتيه الداهشتان.
لم يعرف ماذا يفعل.
هل يستحلفها أن تبقى له لأنه لن يستطيع العيش بدونها.
أم يقسى عليها بكل ما تحمله معني كلمة قسوة.
تأملها للمرة الأخيرة وهي شامخة متعالية متجبرة .
هم من علي مقعدة تاركا المكان دون حتى أن يدفع ثمن المشروبات كعادته.
ورحل بلا عودة.
إنفجرت فى البكاء...أختنقت أنفاسها وكأنها جبالا تستقر فوق صدرها....أرادت ان تصرخ بأعلي صوتها ولكن ما من صراخ.
إسودت الدنيا فى عينها...إنتابتها تلك النوبة التى إنتابتها الأسبوع الماضى... وأغشى عليها.
نعم إنه المرض الذى اكتشفته في مراحله المتأخرة بعد قيامها بتحاليلها السرية التى أخفتها عن الجميع.
لن تصمد إلا قليلا.
أختارها المرض رغما عنها...فأختارت الفراق بإرادتها.
فهو أكثر من أحبت...هو حياتها وفرحتها وبسمتها.
لن تسمح بأن يتعذب لعذابها...ولن تسمح له بأن يراها وهي تموت بين ذراعيه.
تيت تيت تيت تيت تيت تيت ....توقف جهاز نبضات القلب.
فارقت روحها الحياه.
لقد ماتت الأن.
ولكنها ماتت بين ذراعيه كما تمنت داخلها دوما.