من يشاهد ثلاجات المصريين سوف يتأكد أن العالم مُقبل على حروب مياه، فثلاثة أرباع هذه الثلاجات ماء والربع هواء، وبأحب اتنين سوا الميه والهوا، وأنا شخصياً عندى ثلاجة ببابين باب ورا وباب قدام وطول النهار والليل تصرخ، والتوكيل قال لى بتصرخ علشان فاضية ثم نصحنى أن أسهر جنبها وأعمل نفسى إنى بلف حاجات وهحطها فيها علشان تسكت ثم نصحنى أن أبيعها لحد يستفيد منها ويكون عنده لحمة مش لحمية.
فسألته عن الثمن فقال (شوف يا حاج الحكومة باعت شركة المراجل البخارية «٣٢» فدان بالمعدات بثمانين مليون جنيه فقط بينما الثلاجة دى مش «٣٢» فدان حضرتك بتقول إنها أربعة أقدام زى الخروف ومفيش أمل إنها تطول علشان عدت عشرين سنة، وبعدين المراجل البخارية سخنة والثلاجة بتاعتك ساقعة).
ثم طلب أن يعاينها وفى المنزل فتح الرجل باب الثلاجة ثم أغلقه بسرعة وهو يصرخ (يا ساتر يا رب) فهمست لى زوجتى وهى مديرة ائتمان أهلية (يعنى ماسكة جمعيات) أن الرجل يقول «يا ساتر» لسببين الأول ربما ظن أن هناك امرأة تغير ملابسها داخل الثلاجة حتى تسمعه وتدارى نفسها، والثانى أنه ربما شم رائحة قتيل لذلك قالت له معتذرة (على فكرة النور قاطع من ساعة وتقريباً بوظ الميه) لكن الرجل قال بقرف (الثلاجة دى مش هتتفتح غير بأمر النيابة)
فنظرت له زوجتى وهى خبيرة ائتمان أهلية (لأنها دائماً تقبض الجمعية الأول والثانى مثل الجمل والهلال) وقالت له (بدل ما تتشطروا على ثلاجتى اتشطروا على الأجانب اللى مقدمين شكوى فيكم إنكم أخدتم منهم رشوة علشان تدوهم شركة «المراجل» أم مليار بتراب الفلوس) فطلبت منها أن تهدأ لكنها سخنت وتحولت إلى «مرجل» وقالت (دى تلاجة لها بابين الباب الأول بنحط فيه الميه والباب الثانى يتحدث عن النزاهة والشفافية والطهارة).