المستقبل.. يبدأ من الحضانة
إن حضارة ورقى الأمم يقاس بنسبة التعليم والثقافة بها.. ونحن والحمد لله ننشر الجهل عبر مؤسساتنا التعليمية.. وآخر انتكاساتنا هو خروج جامعة القاهرة العريقة من التصنيف الدولى لأفضل ٥٠٠ جامعة على مستوى العالم..والمحزن أن القائمة ضمت جامعات إسرائيلية وأفريقية وآسيوية.
لقد جمعنى وبعض الأصدقاء من المثقفين ورجال الأعمال ونسة حلوة ورايقة على شاطئ دهب بسيناء.. وامتد حديث الونسة لحالنا وأحوالنا.. من فساد عام.. واقتصاد ضعيف.. وأمراض قديمة وجديدة.. وغذاء مسموم.. وانتشار الجرائم.. والعنف الأسرى المفزع.. وديمقراطية ناقصة .. وأحزاب أليفة للزينة فقط.. وأقلام للإيجار أو البيع وغياب القدوة..
وكل سلبيات مجتمعنا.. ووصلنا لحقيقة مؤلمة وهى أن الفساد فى مصر يتم توريثه فى الحكومات والمؤسسات المتعاقبة.. فالجيل الفاسد الذى سيرحل.. يسلم راية الفساد لمن يليه.. ولهذا فسادنا مستمر منذ عقود.. وسيستمر إلى ما شاء الله !والأهم أنه حتى الفساد يتطور من سيئ إلى أسوأ... ما هو الحل؟
وتوقفنا عند التعليم.. واتفقنا أنه الأساس.. فإن فسد فسد معه كل شىء.. وهنا جاءنا الحل على يد صديق عزيز وهو رجل أعمال.. ومن أعماله الكثيرة إنشاء مجموعة مدارس خاصة (من الحضانة للثانوى) أكثر من عشرين مدرسة تنتشر فى ربوع مصر.. هذا الرجل لديه حلم يسعى لتحقيقه بحزم وإيمان حقيقى.. ولأن الفساد يورث فقد قرر ومساعدوه بناء جيل جديد لمصر.. يرفع الراية.. ويقود الأمة.. بنظافة ووعى وقدرة على العطاء.. لقد قرر أن يبدأ من مدارسه..
ومن أطفال الحضانة.. فينشئهم التنشئة الصالحة يزرع داخلهم مضادا لفيروسات الفساد.. يربى فيهم القيم والأخلاق التى فقدناها.. يحببهم فى دينهم.. ويعلمهم أن الدين يسر لا عسر فيه.. يزرع فيهم حقوقهم الدستورية ترشيحا وتصويتا.. يؤهلهم لمتطلبات المستقبل والعالم المتمدين.. يعدّهم لقيادة الأمة إلى مستقبل أفضل.. يتطلع إلى مصر بعد ٥٠ عاما وتحدى عبارة الأنانيين (يا سيدى يا مين يعيش؟) وقال إن من سيعيش هم أحفادنا..
وقد آن الأوان أن نعدهم لتولى قيادة هذه الأمة وليكتمل حلمه قرر إنشاء جامعات خاصة.. وهو لا يسعى لمكاسب مادية فلديه العديد من الأعمال التى تدر عليه أرباحا جيدة.. وأنا وصديقى ندعو كل الشرفاء من رجال الأعمال ومسؤولى الدولة والتربويين.. أن يحذوا حذوه.. وأن يزرعوا البذرة الصالحة.. لتنمو وتطرح ثمرا ناضجا.. يا سادة إن مستقبل أمتنا.. يبدأ من حضانة أولادنا وأحفادنا لأن هواء الفساد ودخانه لم يلوثهم بعد.
--------------------------
مقال الى الكاتب
صلاح ادريس