معظم المطربين الجدد سمعوا عبدالحليم حافظ، وبعد أن درسوه وفحصوه لم يأخذوا منه إلا «البلهارسيا».. بالضبط كما فعلت الحكومة عندما حولت لجنة الانتخابات إلى طائرة فيها صندوق أسود ومضيفون ووجبة غداء لكن دون طيار، بعد استبعاد القاضى واكتفت بصورة رجل عجوز وابنه، تنشر صورة العجوز بعد كل انتخابات وتكتب تحتها أنه كان حريصاً على الإدلاء بصوته رغم وفاته، وتنشر صورة ابنه بعد كل امتحانات وتكتب تحتها إن الامتحان كان فى مستوى الطالب الابله..
وأى باحث مدقق لن يعثر على التركيب الحقيقى لمجلس الشعب فى الدستور بل فى كتب الطهى (١٠ للمعينين، ٦٤ للمرأة، ٥٠% عمال وفلاحين، ٣% زيت زيتون، ١% مواد حافظة ومكسبات طعم)، هذه ليست تركيبة مجلس يأتى بها الشعب بل مكونات كيس شيبسى أو تركيبة «تورتة» يحدد عناصرها الطاهى.. صحيح أن المرأة نصف المجتمع والشباب نصف الحاضر والجرى نصف الجدعنة، لكن اتركوها لإرادة الزبون وليس لمزاج الطاهى..
وبعد حين يهجر الحب دارا والعصافير تهجر الأوكارا، ونكتشف أن الأطفال غير ممثلين فى المجلس فنحول ربعه إلى حضانة تمنح الحصانة.. والمصيبة أن الحكومة لن تأتى بصافيناز كاظم أو فريدة النقاش أو إقبال بركة بل ستأتى بالباتعة الكيكى والسيدة مباحث وياسمين أم المساجين بعد نجاح تجربة «الردح» فى المجلس، والنية ليست خالصة للوطن بل فيها زيت زيتون، فالمراد ليس تكريم سيدات مصر بل سيدات الحزب..
وربما يريد المجلس أن يتحول إلى «خاطبة» توفق بين مقاعد «المرأة» ومقاعد «الفئات»، وهو دور نجح فيه المجلس.. أنا شخصياً فقدت الثقة فى تركيبة المجلس ما عدا الـ٣% زيت زيتون..
فقد رأينا انتشار عمليات «تغيير الصفة» مثل اللواء الذى رشح نفسه كفلاح، والمهندس الذى رشح نفسه كعامل، فهل نشهد فى المرحلة المقبلة انتشار عمليات «تغيير الجنس».. مؤكد