في سبعينيات القرن الماضي رفضت إسرائيل السماح لمواطنيها بمشاهدة التليفزيون الملون خوفا من حدوث حالة فوضي اجتماعية برغم أن هذه التكنولوجيا كانت منتشرة في العالم منذ سنوات, لكن وجهة نظر المسئولين في ذلك الوقت كانت تري أن الطبقات الفقيرة كثيرة الأطفال وقليلة الثقافة خاصة اليهود الشرقيين لن تستطيع مقاومة سحر التليفزيون الملون وسوف تضطر هذه الفئات أو الطبقات الي التنازل عن شراء أشياء أساسية للأطفال مثل الطعام والكتب من أجل توفير ثمن هذا التليفزيون
هذا ما كشف عنه منذ عدة أيام الدكتور أورين سوفير أستاذ الإعلام بالجامعة المفتوحة, والذي يقول إن السلطات في ذلك الوقت شعرت بالخوف من لجوء الفقراء الي عمليات سلب ونهب للمحال لتحقيق رغباتهم في اقتناء هذه التكنولوجيا المبهرة, خاصة بعد تحذير علماء الاجتماع من أن أول من سيتضرر من الانتقال للألوان هم الطبقات الفقيرة لأنهم أول من سيحرص علي شراء التليفزيون الملون حتي لا يكونوا أقل من جيرانهم, ويضيف الدكتور أورين أن قادة إسرائيل كانت لديهم اقتناع بأن عالم الفقراء من اليهود القادمين من الشرق يتمحور حول التليفزيون وأن انجذابهم لهذا الجهاز الملون لايمكن السيطرة عليه
حتي ان أول رئيس لوزراء إسرائيل ديفيد بن جوريون كان من أشد المعارضين لإدخال التليفزيون الي إسرائيل, لذلك بدأ البث التليفزيوني في اسرائيل عام1968 أي بعد20 عاما من ظهوره في العالم كله وبدأ البث الملون عام1983.