سمر سيناتور
عدد الرسائل : 8530 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: ليلة الفزع الجمعة 26 يونيو - 11:30 | |
| 1 ليلة الفزع
لم يسمع رمزي في حياته يمتلئ بمثل هذا الذعر والخوف من قبل.. كلمات صديقه حمدي كانت تصل إليه إلي أذنيه عبر أسلاك الهاتف مرتجفة.. متقطعة.. وكأنه في سباق مميت مع الزمن.. * رمزي..! يجب أن تأتي حالا إلي الفيللا! كان هناك ضجيج ما.. وأصوات غريبة تكاد تطغي علي كلمات حمدي وتجعل سماعها صعبا للغاية.. = حمدي ماذا بك؟! * أرجوك يا رمزي.. إنني أحتاجك بشدة! الوقت متأخر للغاية.. باقي علي الفجر أقل من ساعتين .. ورمزي يجاهد للهروب من حصار النوم و الإرهاق.. = ولكن.. إنها الثالثة صباحا.. ألا.... قاطعه بنفاذ صبر.. * ليس لدي وقت لأضيعه.. إن ما يحدث هنا رهيب للغاية .. إنني لا أستطيع الهرب.. = أريد أن أفهم.. ما.. ولكن قاطعته صرخة هائلة.. جعلت عيناه بعد أن كانتا علي حافة الاستسلام للنوم مرة أخري تتسعان في ذعر ويده تقبض علي سماعة الهاتف في قوة وكأنها ستحطمها.. * لقد جاء يا رمزي .. انه هنا أمامي.. = من الذي جاء .. ما الذي يحدث؟ ولكن لم يكن هناك من يجيب علي تساؤلاته .. لقد سمع ضجيج ما.. ونفس الأصوات الغريبة.. مزيج من الضجيج والصراخ والفحيح..مزيج غريب اقشعر له قلبه , ثم انقطع الخط تماما ولم يعد هناك سوي ذلك الأزيز الإلكتروني المتقطع. لم يكن هناك أي حلول أو بدائل أخري .. قفز رمزي من علي الفراش وارتدي ملابسه بأقصى سرعة يستطيعها ثم التقط مفاتيح سيارته وأخذ يركض نحو الباب . ******************** الفيللا المتوسطة الحجم كانت تربض أمامه هناك علي مبعده.. كتنين أسطوري جاء ليخيفه في تلك الليلة الغامضة.. صوت الرياح بدا كالصراخ أو كأنين شخص ما يتعذب.. بينما نعيق البوم ينتقل من شجرة لأخرى مختلطا بحفيف أوراق الشجر. المنطقة نفسها سوداوية وكئيبة .. ولم يكن يتخيل رمزي أن أي شخص يتمتع بقدر ولو بسيط من الذكاء يختار الحياة في ذلك المكان المنعزل والذي يبعد عن العمران بعشرات الأميال.. ولكن حمدي فعلها واختار هذا المكان بإرادته .. تلك الفيللا التي تقبع وسط دغل غريب الشكل أو ربما تكون حديقة ما تحولت بسبب الإهمال إلي تلك الشبكة المعقدة من الأشجار والنباتات التي لا يفقه في أنواعها أي شيء .. وهذا الاختيار الغريب مناسب لشخصية حمدي غريبة الأطوار التي تجنح دائما للوحدة والانطوائية ..إلا صداقته برمزي.. إنها الشيء الوحيد الذي يربطه بالعالم الخارجي .. الشعرة التي تصله بدفء الآدميين. ولقد صارح رمزي صديقه أكثر من مرة أنه يخشى هذا المكان.. يخشاه بصمته.. بكآبته.. بذلك الانقباض والتوتر الذي يسري في جسده بلا رحمة كلما عبر بوابته. ولكن حمدي سخر منه ولم يتزحزح عن قرار شراء الفيللا وسط اعتراضات رمزي التي ذهبت أدراج الرياح أمام عناد حمدي وإصراره علي الحياة فيها. سيارة رمزي تقترب في سرعة من الفيللا وذكريات ما تتدافع في عقله وتتقافز في مخيلته وأمام عينيه.. ذكريات حدثت منذ فترة قصيرة.. كان هذا منذ ستة أيام بالضبط.. ***************************** بداخل هذه الفيللا المشئومة يلعب الشطرنج في الصالون الضخم مع حمدي ولكن حمدي لم يكن مندمجا في اللعب كعادته .. نظراته كانت زائغة وتلك الارتجافة تداعب ذلك العرق النافر في جبينه وهذا دائما ينبيء بأن هناك شيئا ما .. شيئا ليس سليما علي الإطلاق.. توقف عن اللعبة فجأة.. كان بصدد أن يحرك أحد القطع ولكن يده تراجعت وبدلا من ذلك أزاح الرقعة جانبا:- * أسف يا رمزي لن أستطيع استكمال اللعب.. ذهني مرهق للغاية.. = هناك شيئا ما.. أليس كذلك؟! تنهد حمدي في بطء.. قائلا * نعم .. هناك مشكلة صغيرة. حاول رمزي أن يخمن.. إنه من تلك الشخصيات التي تكره انتظار الإجابات..انه دائما يحاول استباق الأحداث والنتائج.. نفسيته القلقة نافذة الصبر لا تتحمل الانتظار. = أي نوع من المشكلات هل هي مشكلة في العمل؟! هز رأسه نافيا هذا التساؤل مجيبا.. * لا.. ليست متاعب في العمل.. إنها مشكلة تتعلق بتلك الفيللا. = وما هي المشكلات التي ممكن أن تسببها الفيللا لك؟! صمت حمدي لثوان.. وجهه كان يعكس صراعا ما لا يخفي علي صديقه.. كان يريد أن يتكلم ولكن شيئا ما كان يشجعه علي الصمت.. ثم قال فجأة وكأنه يلقي عبئا ثقيلا يضني صدره.. * أعتقد أنها مسكونة. لم تكن مفاجأة قاسية لرمزي كما توقع حمدي.. لقد كان شبه متأكد أن هناك شيئا غريبا في هذه الفيللا.. إن ذلك الانقباض الذي يداهمه كلما أتي إلي هنا لا يأتي من فراغ.. كان هناك بالتأكيد سببا ما لخوفه من هذا المكان غير وحدته وانعزاله.. لقد كان هناك شيئا يحوم في الهواء.. شيئا يمتزج بكل بقعة في هذه الفيللا.. شيء مقيت.. ومخيف. = هل جننت؟! * أيعني هذا الاتهام أنك لا تصدقني؟ نبرة صوت رمزي ترتفع في عصبية:- = الكارثة أنني أصدقك.. لو لم أعرفك جيدا لقلت أنك مجرد مجنون غريب الأطوار أثرت الوحدة على عقله.. ولكننى أعرف متي تكون صادقا أو كاذبا.. ولكن المشكلة انك جالس هنا في منتهي الهدوء وتخبرني أن المكان مسكون وكأنك تلقي نكتة .. ما الذي تتوقعه مني بحق الجحيم.. أن أقع أرضا من فرط الضحك أو أسقط فاقدا للوعي من فرط المفاجأة؟! كلمات رمزي انطلقت سريعة غاضبة.. بينما لم يحاول حمدي أن يرد كانت نظراته تائهة.. غامضة تهرب إلي أي مكان حتى لا تلتقي بعيون رمزي التي تكاد تلتهمه. استطرد رمزي في لهجة أهدأ قليلا. = ألم أحذرك منذ اللحظة الأولي من غرابة الفيللا بل وأحضرت لك عشرات الأماكن غيرها.. أماكن وسط المدينة.. وسط الحياة ولكنك أصررت علي هذا المكان اللعين! | |
|
renaad سيناتور
عدد الرسائل : 2830 تاريخ الميلاد : 08/12/1989 العمر : 34 الموقع : المنصوره تاريخ التسجيل : 15/06/2008
بطاقة الشخصية الشعراء:
| موضوع: رد: ليلة الفزع السبت 27 يونيو - 4:45 | |
| | |
|
نورا عضوه مجلس اداره
عدد الرسائل : 3362 تاريخ التسجيل : 18/06/2008
بطاقة الشخصية الشعراء:
| موضوع: رد: ليلة الفزع السبت 27 يونيو - 5:21 | |
| ها يا سمر وبعدين حمدى ورمزى حصلهم ايه فى الاخر فى انتظار باقى القصه شكرا على مجهودك | |
|
مايا عضو نادي الالف
عدد الرسائل : 1016 تاريخ الميلاد : 01/01/1995 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
بطاقة الشخصية الشعراء:
| موضوع: رد: ليلة الفزع الأحد 28 يونيو - 3:06 | |
| | |
|