نورالاسلام عضو ماسي
عدد الرسائل : 991 تاريخ التسجيل : 14/06/2009
| موضوع: ما هو مستوانا في كرة القدم؟! الخميس 25 يونيو - 22:41 | |
| بدلا من دراسة أسباب الهزيمة أمام أمريكا.. وهل هذا مستوى المنتخب أم أن الكرة التى لعبها مع البرازيل وإيطاليا تعبر عن مستواه الحقيقى؟
بدلا من ذلك، اندلعت معركة «اتهام فى الشرف وإثبات الشرف».. وتحول الأبطال، وأصحاب الكرة العالمية الذين ذلوا البرازيل وهزموا إيطاليا، إلى لاعبين محليين، وخائبين، وخونة لمصر.. وهذا شكل من أشكال فوضى الآراء والتهريج، حيث باتت ساحة كرة القدم وسيلة يقفز بها أى شخص إلى قلوب وعيون المشاهدين والمتفرجين والمشجعين، ممن لا يعرفون بحق أن الرياضة فوز وهزيمة.. وهؤلاء هم أول من يركبون مركب الفوز وهم أول من يقفزون من المركب عند الهزيمة!
سؤالى الأول: هل انتهت إيطاليا من كرة القدم لهزيمتها بثلاثية من البرازيل؟ هل لم يعد هناك منتخب لإيطاليا بعد الهزيمة أمام مصر؟!
للأسف الشديد هذا الصخب المستمر والتحول الشديد والسريع فى تقييم فريق، بات ظاهرة مضحكة، فنحن نصنع الأبطال بمبالغات، ونقتلهم أيضا بالمبالغات! هناك فروق إرادية وبدنية وثقافية بين لاعبنا واللاعب الأوروبى. وهى فروق دائمة لكنها تتكشف فى المناسبات وفى البطولات وفى التحديات.. فاللاعب المصرى يمكنه أن يتفوق على البرازيل وإيطاليا وهولندا وإنجلترا فى مباراة.
لكنه لن يكرر هذا التفوق مع نفس الفرق فى 10 مباريات.. ولكن دعونا نقف عند مباراة أمريكا، فماذا جرى فيها؟
** أولا: دخل الفريق الأمريكى المباراة مهزوما فى مباراتين، وأمله فى الصعود شبه مستحيل. ودخل المنتخب الوطنى المباراة برصيد ثلاث نقاط وأمله فى الصعود أقرب للقلب من الوريد.. إلا أن الفريق الأمريكى لعب كى يتخطى المستحيل، بينما نحن لعبنا مطمئنين للصعود لأنه قريب..
كان ذلك مفتاح المباراة وكل ما جرى فيها!
** ثانيا: بدنيا أصاب الإجهاد لاعبى المنتخب بعد مباراتى التحدى أمام البرازيل، وإيطاليا، وكما قال أبوتريكة: «لعبنا خلال ستة أيام مع أقوى منتخبين فى العالم، ولم نقدر على حمل أقدامنا أمام أمريكا بسبب المجهود البدنى». وأشرح كلام أبوتريكة وتأثير هذا الإجهاد:
عندما يمتلك لاعب المنتخب الكرة، يبحث عن زميل خال من الرقابة فلا يجد، لأن الزملاء غير قادرين على التحرك بدون كرة. وإزاء الضغط من جانب لاعبى أمريكا، يضطر لاعبنا إلى إرسال كرة طويلة، ترتد بهجمة على المنتخب، بسبب فارق الأطوال وفروق القوة والسرعة واللياقة، وهذا رسم صورة عشوائية لأداء المنتخب!
** ثالثا: تشكيل الفريق ضم مجموعة جديدة من الدماء، فما هو مبرر الحديث عن الإجهاد؟!
كان الجدد هم أحمد المحمدى، وأحمد عبدالغنى، وأحمد سمير فرج، ثم أبوجريشة. وكانت كراتهم جميعا مقطوعة أو موجهة إلى الخصم، نظرا لضغط الاختبار النفسى أمام ملايين المصريين، بجانب الغياب التام عن حساسية المباريات طوال شهر تقريبا.. فبدا الدم الجديد مضغوطا ذهنيا وعاجزا مثل الدم الأساسى المضغوط بدنيا.. وهكذا كان الفريق كله بلا حول وبلا قوة طوال 90 دقيقة!
** رابعا: كان التشكيل الذى لعب به حسن شحاتة هجوميا، ففى الوسط لاعبا ارتكاز لا يستغنى عنهما، شوقى وحسنى، ثم أبوتريكة، وفى المقدمة، أحمد عيد عبدالملك وأحمد عبدالغنى. وكان ظن شحاتة أنه سيحتاج إلى أهداف كى يتأهل، فهو لم يتوقع فوز البرازيل على إيطاليا بثلاثة.. ومن سوء الحظ أن البرازيل فازت 3 / صفر مبكرا، وأن المنتخب خسر تغييرين مبكرين، فلم يكن ممكنا الدفع بمحمد حمص.. تلك وجهة نظر حسن شحاتة، لكن تألق حمص فى مباراة إيطاليا كان يستحق التضحية بأحمد عيد عبدالملك أو أحمد عبدالغنى؟!
** خامسا: نفهم مبرر اللعب الهجومى والتشكيل المصبوغ بتلك النزعة، فى بداية المباراة.. لكن منتخب البرازيل قدم لنا هدية بثلاثة أهداف مبكرة فى مرمى إيطاليا، فلماذا لم نلجأ للحذر، وإلى دفاع المنطقة لمواجهة طائرات إف ١٦ الأمريكية وغارتها على مرمى الحضرى.. لماذا لم نلجأ إلى تضييق المساحات؟
** سادسا: فروق السرعة واللياقة وراء تلك المساحات الكبيرة التى كانت فى كل أرجاء الملعب.. وهى موجودة لسببين:
منتخب مصر مجهد وغير قادر على الأداء الجماعى أو تقريب المسافات بين خطوطه.
منتخب أمريكا ساذج جدا تكتيكيا، وغير قادر على تضييق المساحات، ولا يعرف كيف يمكن أن تضيق، والواقع أنه لا يريد لها أن تضيق، لأنه يجيد فى المساحات، ويضعف فى ضيقها!
وأخيرا: الذين يعرفون المنتخب جيدا تعلموا منه الحكمة. وأصحاب الخبرة فى التعامل مع الفريق ونتائجه، كانوا يقولون: «لا نعلم، ربما، الله أعلم، ربنا يستر».. تعقيبا على أسئلة الناس الملحة والباحثة عن إجابات قبل أن تبدأ المباريات.. ففى الوقت الذى كنا نخشى فيه أن يكون المنتخب جسرا يعبر فوقه فريقا البرازيل وإيطاليا بسلاسة، سجل المنتخب ثلاثة أهداف فى مرمى البرازيل، وخسر وهو لا يستحق الخسارة. ثم تلاعب بفريق إيطاليا بطل العالم وفاز بهدف نظيف، وعندما انتهينا من الفريقين، وانتشينا، وتفاءلنا بافتراس أضعف فرق المجموعة، لدولة تعرف كل شىء، وتملك كل شىء، وتتفوق فى كل شىء ما عدا كرة القدم، وكتبنا فى خيالاتنا عنواين تتحدث عن فوز مصر على أمريكا، كأننا سنصعد إلى القمر، كانت الخيبة والصدمة، أن المنتخب الأمريكى بدا أن تشكيله مكون من كائنات فضائية تجرى بسرعة ولا تتوقف، وتقفز أعلى ولا تهبط، وتركل الكرة بلا يأس، وتسجل الأهداف ببساطة!
لعبنا أسوأ المباريات، وكنا نتوقع أقواها وأفضلها. كانت هناك مساحات، وكانت بعض جوانب ملعبنا شوارع وميادين أفضل من ميدان الرماية بعد توسعته، ومارس دفاعنا هوايته فى القفز إلى أسفل، وغابت التمريرات القوية والدقيقة. وغاب الأداء الجماعى وطغت الفردية والعشوائية.. كيف يا رب يصبح العالمى محليا فجأة.. هل لأن المحلى أصبح عالميا بنفس المفاجأة؟!
كيف يحدث هذا فى صفحات وبرامج واستديوهات تحليل؟!
مرة أخرى وأخيرة: ما هو مستوانا؟!
هناك فروق فى التدريب ومستوياته العلمية، وفروق فى اللياقة البدنية والصحية والنفسية، ولاعبنا المحترف مازال يحتاج إلى الدوافع كى يجيد ويتألق ويتحمس، واللاعب الآخر فى العالم الآخر لا يحتاج لمن يدفعه إلى التألق والإجادة لأنه بعقلية وثقافة المحترف يعلم جيدا أن عليه أن يعمل بجد ويلعب بجد، لأن تلك مهمته، ولأن هذا واجبه، ولأنه لذلك يتقاضى راتبه!
ومستوانا الحقيقى أذكركم به: فزنا بكأس أفريقيا مرتين على التوالى، بأحسن أداء. ثم تراجعنا فى مباراتين مهمتين فى تصفيات كأس العالم.. ويوما ما هزم الزمالك ويستهام بطل إنجلترا 5 / 1.. ويوما ما هزم الأهلى بنفيكا بطل أوروبا 3/2.. ويوما ما تعادل المنتخب مع هولندا فى كأس العالم 1/ 1.. ولم نسأل ولم يسأل أحد ليه لأننا لم نفهم ليه؟!
هى من غير ليه أفضل.. هددنا البرازيل وهزمنا إيطاليا.. وخسرنا أمام أمريكا وخرجنا من القارات.. «واتوجع قلبنا.. واتهرش مخنا» وبكى بعضنا.. من غير ليه؟!
درجات اللاعبين
** عصام الحضرى (6.5). هانى سعيد (3). وائل جمعة (4). أحمد فتحى (2). أحمد سعيد أوكا (2). أحمد المحمدى (صفر). أحمد سمير فرج (صفر). محمد شوقى (3). حسنى عبدربه (3). أبوتريكة (4). أحمد عيد عبدالملك (صفر). أحمد عبدالغنى (صفر). محسن أبوجريشة (1). أحمد حسن (3).
| |
|
سمر سيناتور
عدد الرسائل : 8530 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: ما هو مستوانا في كرة القدم؟! الجمعة 26 يونيو - 8:23 | |
| | |
|