أكد حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، مجدداً عبقريته بقيادته بطل أفريقيا لتحقيق إنجاز جديد وفريد، سيسجله التاريخ بكل فخر عندما فاز على المنتخب الإيطالى بطل العالم بهدف للاشىء، متفوقاً عليه مستوى ونتيجة، كأول منتخب أفريقى يهزم «الآزورى» على مدى التاريخ.
قاد شحاتة المنتخب لتحقيق ثورة تغيير فى خريطة الكرة العالمية، وحجز لمصر مكاناً وسط العمالقة، كما استطاع بذكائه تغيير بعض المفاهيم الخططية، بالمرونة التى يتبعها فى أسلوبه أمام القوى الكبرى فى العالم، وحسب المراقبين فإنه تقمص طريقة السامبا أمام البرازيل، ففرض سيطرته وتفوقه وكاد يحقق تعادلاً تاريخياً لكن الحظ خذله فى النهاية بضربة جزاء مثيرة للجدل.
كما لعب أمام بطل العالم بطريقة إيطاليا الدفاعية نفسها، التى تعتمد على غلق المساحات والضغط على المنافس بقوة والمباغتة بالهجمات المرتدة السريعة فكانت لمصر الغلبة، بإنجاز غير مسبوق.
ودافع شوقى غريب، المدرب العام، عن حسن شحاتة تجاه الانتقادات والتساؤلات من الإعلاميين بشأن عدم حضور الأخير للمؤتمرات الصحفية بعد مباراة المنتخب المصرى، وقال غريب إنه يعمل مع شحاتة منذ نحو خمس سنوات، ويدور التنسيق بينهما طبقاً للنظام الذى وضعه شحاتة للعمل داخل الفريق واتفق عليه الجميع.
وأشار غريب إلى أن شحاتة يكن كل التقدير والاحترام للصحافة ووسائل الإعلام العربية والعالمية، لكن العمل فى المنتخب يسير طبقاً للنظام المتفق عليه.
وأوضح أنه منذ بداية العمل بينهما تم الاتفاق على أن يحضر شحاتة جميع المؤتمرات الصحفية التى تقام قبل مباريات الفريق بينما يحضر غريب المؤتمرات الصحفية التى تقام بعد المباريات.
وأضاف أن ذلك النظام كان سارياً أيضاً فى بطولتى كأس الأمم الأفريقية عامى ٢٠٠٦ بمصر و٢٠٠٨ بغانا، اللتين فاز بهما المنتخب المصرى.
ولدى سؤاله عن السر وراء تألق المنتخب المصرى فى البطولات المجمعة بعكس ما هو الحال فى مباريات التصفيات التى تقام بنظام الذهاب والإياب، أكد غريب أن التركيز يكون أكثر فى البطولات المجمعة، حيث يتجمع الفريق لفترة كافية ويستطيع الجهاز الفنى معالجة أى سلبيات من خلال تكثيف الجرعات التدريبية والمحاضرات الفنية والخططية والجلسات النفسية.
وأضاف أن الجهاز الفنى لا يستطيع ذلك فى مباريات التصفيات، حيث يتجمع الفريق لمدة أربعة أو خمسة أيام فقط قبل المباراة، ومن ثم لا يستطيع الجهاز الفنى إخراج اللاعبين من أجواء التفكير فى ارتباطاتهم، مع أنديتهم، سواء المحلية أو الأفريقية وبذلك يكون الإعداد النفسى والبدنى أقل. وقال إن فرص مصر والبرازيل وإيطاليا أصبحت متساوية فى الوصول للمربع الذهبى.
وقال غريب إن انطباعه عن المباراة يجب أن يكون جيداً للغاية، فالجميع يعرفون قوة المنتخب الإيطالى ونجومه، ولذلك فإن الفوز عليه يمثل إنجازاً بكل المقاييس ويجب أن يفتخر به الجميع، حيث نجح المنتخب فى تشريف الكرة المصرية والأفريقية والعربية خلال البطولة الحالية.
وأضاف غريب أن المباراة اتسمت بالطابع الخططى فى كل شىء، وكان تركيز لاعبى مصر فى أعلى درجاته، حيث نجحوا فى تصحيح ومعالجة الأخطاء التى وقعوا فيها خلال مباراتهم الأولى أمام البرازيل، ولعب الفريق أمام إيطاليا طبقاً لسير المباراة ونجح فى تحقيق الفوز.
كما أكد غريب أن هدف المنتخب قبل بداية المباراة هو تقديم عرض جيد وتحقيق نتيجة طيبة وتعويض ما فاته أمام البرازيل، وتخلص تماماً من الرهبة التى حاصرته فى بعض فترات مباراة البرازيل، فلعبت الثقة دورها فى التغلب على بطل العالم.
وأوضح أن الفريق سعى منذ البداية إلى إجبار لاعبى المنتخب الإيطالى على لعب الكرات الطولية بدلاً من الاختراق من العمق والتسديد من خارج المنطقة، وهى الأمور التى يتميز بها المنتخب الإيطالى، وبالفعل لجأ المنافس إلى لعب الكرات الطولية التى نجح الدفاع المصرى بحسن تمركزه فى التصدى لها.
وقال غريب إنه والجهاز الفنى للمنتخب بأكمله يحترمون المنتخب الإيطالى جيداً، وكذلك مديره الفنى مارشيلو ليبى الذى يرتبط معه الجهاز الفنى للفريق بعلاقات قوية وصداقة حميمة.
وأضاف أن الفوز على المنتخب الإيطالى سيدوَّن فى تاريخ الكرة المصرية، لأن التاريخ يعترف دائماً بالنتائج وليس بالعروض القوية، مثل العرض الذى قدمه الفريق أمام البرازيل.
واعترف غريب بأن الفوز على المنتخب الإيطالى لا يعنى الوصول إلى القمة، فمازال الفريق يتعلم ويجب أن يستفيد من تجربة الفوز على إيطاليا ويسعى لتحقيق المزيد فى المستقبل.
وأكد غريب أنه ينزعج عندما يسمع بعض التصريحات التى تسىء إلى أسلوب الأداء المصرى، مشيراً إلى أن الكرة المصرية لها أسلوبها الخاص، وهناك ١١ لاعباً جميعهم يعملون سوياً مثل «التروس»، وإذا طلب الجهاز الفنى عملاً معيناً فيجب على الجميع تنفيذه داخل وخارج الملعب فى منظومة متكاملة ومنسجمة.
وأوضح أن أهم ما يميز المنتخب المصرى هو التزام لاعبيه بتنفيذ التعليمات فى الملعب والتحرك دون كرة والتنظيم الدفاع والهجوم، وانسجام الأداء بين اللاعبين فى معظم المباريات، مشيراً إلى أن الجهاز الفنى عانى كثيراً من اضطراره لتغيير المراكز وأسلوب الأداء بين اللاعبين داخل الملعب على مدار فترات طويلة، حتى استقر على التوليفة الحالية