أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن استعداد حكومته لقبول مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح بشرط اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية. وذلك في خطاب ألقاه يوم الأحد 14 يونيو/حزيران حدد فيه استراتيجية حكومته حول السلام في الشرق الأوسط ودعا فيه الفلسطينين الى البدء بمفاوضات سلام فورية ومن دون شروط مسبقة.
وأكد أن القدس الموحدة ستبقى عاصمة َاسرائيل مطالبا بحل قضية اللاجئين خارج حدود اسرائيل كما اكد العمل في توسيع المستوطنات اليهودية. وقال نتانياهو إنه يشارك رغبة الرئيس باراك اوباما في تحقيق السلام الشامل في المنطقة معربا عن استعداده للقاء القادة العرب في دمشق او بيروت أو الرياض وحتى في القدس.
وفيما يلي مقتطفات من خطاب نتانياهو، حيث بدأ خطابه بالقول :" إن السلام كان دائماً رغبة شعبنا. وقد اقسمت في الكنيست كرئيس لحكومة أسرائيل وتعهدت بأن أقيم حكوم وحدة وطنية وهذا ما فعلته"، ومضى في حديثه قائلا : "نحن أمام 3 تحديات وهي التهديدات الإيرانية والأزمة الاقتصادية والتقدم نحو السلام.
فالتهديد الإيراني ما زال قائماً أمامنا وهو ما اتضح يوم أمس بكل قوته. الخطر الكبير على إسرائيل والشرق الأوسط ولاإنسانية جمعاء يكمن في أن يلتقي الاسلام المتطرف والسلاح النووي. لقد تحدثت بهذا الصدد مع الرئيس الامريكي أوباما خلال زيارتي لواشنطن وسأتحدث مع القادة الاوربيين في الاسبوع المقبل.وسأسعى في السنوات التي اعمل فيها دون هوادة الى بناء جبهة دولية ضد حصول ايران على أسلحة نووية.
أما ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية فقد عملنا كل شئ من أجل الاستقرار في البلاد وسوف نقوم بتمرير ميزانية لعامين في الكنيست.
ولكن التحدي الثالث والأكثر أهمية والذي يقف أمامنا اليوم هو التقدم في صنع السلام وعن هذا الموضوع ايضاً تحدثت مع الرئيس أوباما وأنا أؤيد جداً فكرة السلام الاقليمي التي ينتهجها.
أنا اشارك رغبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بجلب عهد جديد من المصالحة في منطقتنا ومن أجل هذا الغرض التقيت الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبدالله الثاني، وذلك كي أستعين بهاتين القيادتين من أجل قيامي بعملية الاختراق في جهود عملية السلام.
وأنا اتوجه اليوم من هنا الى قادة الدول العربية وأقول تعالوا لنلتقي وتعالوا لنتحدث عن السلام وتعالوا لنصنع السلام. وأنا مستعد للقاء بكم في أي مكان وزمان في دمشق ، في الرياض، في بيروت ، وفي القدس ايصاً.
انني أدعو قادة الدول العربية للتعاون مع الفلسطينيين ومعنا من أجل التقدم في صنع السلام الاقتصادي، وهو ليس بديلاً للسلام السياسي بل هو ركن أساسي في تحقيقه . وهكذا نستطيع أن نتقدم بمشاريع نتغلب بها على النقص والعجز في مطقتنا مثل تحلية المياه أو استغلال الطاقة الشمسية في منطقتنا أو استغلال موقعنا الجغرافي من أجل مد أنابيب النفط والغاز التي تربط ما بين اصقاع العالم، آسيا بأفريقيا وأفريقيا بأوروبا. نحن نستطيع سويةأن نحقق انجازات ومبادرات ذات طابع عال والتي تجري في الخليج العربي وأنا أقول للمبادرين والمستثمرين في الدول العربية أن يأتوا ويستثمروا هنا لمساعدتنا ومساعدة الفلسطينيين في تعزيز الاقتصاد. وسوية نستطيع أن نطور الكثير في المجال الصناعي المشترك الذي يستطيع تشغيل الآلاف، وفي المجال السياحي واستثمار المناطق التاريخية مثلما جرى في الناصرة وبيت لحم واريحا وعلى ساحل البحر الميت وايضاً في منطقة المغطس على نهر الاردن. فهناك طاقة هائلة جداً في مجال السياحة بالإمكان تطويرها والاستفادة منها.
وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي دعوته الى الفلسطينيين الى اجراء مفاوضات السلام بدون شروط مسبقة وأكد ان اسرائيل تلتزم بالاتفاقيات الدولية وتتوقع من الاطراف الاخرى الالتزام بها ايضا. وقال انه يكره الحرب فهو يعرفها جيدا حين شارك في المعارك وفقد الاصدقاء الاعزاء وفقد شقيقه.. وقال ان النزاع يتواصل على مدى 60 عاما ويجب بغية وضع حد له الرجوع الى جذر النزاع الذي نشأ حين رفض العرب قرار التقسيم في اقامة دولتين يهودية وعربية في فلسطين وقيام الدولة اليهودية .. وعلى مدى 50 عاما لم تطأ قدم جندي اسرائيل ارض اليهودية والسامرة التي هي ارض الشعب اليهودي حسب زعمه حتى وقعت حرب الايام الستة .
واعرب نتانياهو عن سعادته لخروج مصر والاردن من دائرة العداء وقال ان اتفاقيات السلام معهما انهت مطالب هاتين الدولتين من اسرائيل وانهت النزاع ورسخت السلام. لكن الوضع مختلف للأسف مع الفلسطينيين .. انهم يطرحون مطالب لا تتفق مع الجهود لأنهاء النزاع بالرغم من ان اسرائيل عرضت الانسحاب الشامل لأنهاء النزاع. لكنها قوبلت بالرفض. وقد انسحبت اسرائيل من قطاع غزة لكنها تلقت وابلا من الصواريخ على مدنها وبلداتها . ودعا القيادة الفلسطينية الى التحلي بالجرأة والاستقامة مثله بالاعتراف باسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي.
اما بصدد قضية اللاجئين فدعا نتانياهو الى حلها خارج حدود دولة اسرائيل لأن مطلب توطينهم في اسرائيل يتناقض مع استمرار وجود دولة اسرائيل .. القليلة الموارد والمساحة ، واشار الى ان اسرائيل تقبلت مئات الاف اليهود من الدول العربية ووفرت سبل الحياة لهم . وهذه تجربة يمكن الاستفادة منها في توطين اللاجئين الفلسطينيين لكن خارج اسرائيل .و قال انني اؤمن بوجود رغبة جدية واستثمار دولي لحل هذه المأساة الانسانية الى الابد.
محلل سياسي: خطاب نتانياهو كان أسوء من توقعات كل المراقبين
وادلى المحلل السياسي زياد حموري بحديث لقناة "روسيا اليوم" من القدس حول موضوع خطاب نتانياهو، قال فيه :" اعتقد ان الخطاب كان اسوء مما توقعه كل المراقبين، حتى ان الحلفاء الأمريكيين كانوا يتوقعون هناك بعض النقاط الايجابية التي يمكن أن يطرح نتانياهو. ولكن من الواضح جداً أن طل الشروط التي وضعها نتانياهو هي شروط غير مقبولة اطلاقاً لا بالنسبة للفلسطينيين ولا بالنسبة للعالم العربي. حتى أن العالم العربي المتمسك بالمبادرة العربية لن يقبل يهودية الدولة الاسرائيلية. اعتقد ان نتانياهو كان واضحاً جداً اليوم في المسائل المتعلقة بقضية اللاجئين وبقضية القدس وانه لن يكون هناك تنازلاً عن القدس...".