حقق برشلونة الإسباني "الثلاثية" ، وتوج بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2008-2009 بعد تغلبه على مانشستر يونايتد الإنجليزي – حامل اللقب – بهدفين في المباراة النهائية التي جرت على الاستاد الأوليمبي في روما مساء الأربعاء في حضور 80 ألف مشاهد ، وأمتعت عشاق كرة القدم الجميلة في مختلف أنحاء العالم.
أحرز هدفي برشلونة النجم الكاميروني صامويل إيتو في الدقيقة العاشرة والأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة 70.
أدار المباراة الحكم الدولي السويسري ماسيمو بوساكا وأشهر البطاقة الصفراء ثلاث مرات : الأولى لجيرارد بيكيه مدافع برشلونة والثانية لبول سكولز لاعب مانشستر يونايتد البديل ، والثالثة لنيمنيا فيديتش.
بهذا الفوز ، يكون برشلونة قد جمع هذا الموسم بين البطولات الثلاث الكبرى : دوري إسبانيا وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا ، والأخيرة هي اللقب الثالث له في تاريخه بعد بطولتي 1992 و2006 ، بينما يفشل مانشستر في الحفاظ على لقبه وفي إضافة اللقب الرابع له هذا الموسم بعد حصوله على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس إنجلترا وبطولة العالم للأندية.
استحق برشلونة الفوز باللقب عن جدارة ، حيث قدم مباراة رائعة من كافة الوجوه ، وتفوق مديره الفني الشاب جوسيب جوارديولا – 48 سنة – على السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد – 67 عاما – في التشكيل والتغييرات وأيضا في إدارة دفة المباراة ، ولكن الأهم هو الفارق في المهارات والمواهب بين الفريقين ، حيث أثبت البارسا بنجومه ميسي وإيتو وتيري آنري وشابي أن الكرة الجميلة يمكن أن تهزم "العضلات".
حضر المباراة عدد كبير من الشخصيات البارزة ، على رأسهم ملك إسبانيا خوان كارلوس ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني ونظيره الإسباني لويس ثاباتيرو السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" ، وسبقت المباراة احتفالية فنية رائعة شملت عروضا غنائية ورقصات تقدمتها فتاة حسناء تحمل كأس دوري الأبطال ، والتي تسلمها نجوم البارسا في النهاية واحتفلوا بها وسط جماهيرهم الغفيرة.
دخل الفريقان المباراة بتشكيلتين متوقعتين إلى حد كبير دون مفاجآت بارزة ، باستثناء إشراك بيسكيتس في منتصف ملعب برشلونة بدلا من سيدو كيتو ، فضلا عن مشاركة ريو فيرديناند مدافع المان يونايتد الصلب بعد أن ترددت أنباء عن عدم جاهزيته ، وكذلك مشاركة أندرسون البرازيلي في صفوف "الشياطين الحمر" من بداية المباراة ومعه بارك جي سونج الكوري الجنوبي.
الشوط الأول
البداية شديدة القوية من مانشستر ، ويوجه كريستيانو رونالدو في الدقائق العشر الأولى ثلاث رسائل تحذيرية شديدة اللهجة إلى فيكتور فالديز حارس برشلونة : الأولى في الدقيقة الثانية من تسديدة هائلة من ركلة حرة تصدى لها فالديز بصعوبة ، والثانية تسديدة أخرى من مسافة 40 مترا تقريبا تذهب خارج القائم ، والثالثة من كرة سددها من داخل منطقة الجزاء مرت أيضا بجوار القائم.
بصفة عامة ركز مانشستر هجماته منذ البداية على الجناحين ، بارك من اليمين وروني من اليسار ، مع تحركات لا تتوقف من رونالدو على الجانبين لخلخلة دفاع البارسا الذي بدا عليه الارتباك قليلا ، وبدا عليه أنه غير قادر على تنظيم هجمات منظمة بسهولة.
ولكن الهجمة الأولى على مرمى مانشستر – والتي كانت في الدقيقة العاشرة – حملت هدفا مباغتا على عكس سير اللعب تماما ، إذ ينطلق ليونيل ميسي في العمق ويمرر كرة جميلة إلى صامويل إيتو الذي يراوغ نيمنيا فيديتش ببراعة ويسدد كرة قوية تأخذ يد الحارس إدوين فان در سار وتدخل المرمى وسط ذهول جماهير مانشستر ، ويتقدم البارسا بهدف!
ويحصل جيرارد بيكيه مدافع برشلونة على أول إنذار في المباراة في الدقيقة 16 لإعاقته رونالدو وهو في طريقه للانفراد بالمرمى بمجهود فردي رائع ، ويحتسب الحكم ركلة حرة يسددها جون أوشيه عاليا ، ويرد ميسي بقذيفة بقدمه اليسرى تمر كالصاروخ فوق العارضة.
يسيطر برشلونة على منتصف الملعب بعد مرور نصف هذا الشوط تقريبا ، ويبدأ ميسي يتحرك بحرية ويستخدم مهاراته في المراوغة بنجاح ، ويسدد شابي في الدقيقة 26 كرة قوية من ركلة حرة تمر بجوار قائم مرمى فان در سار.
وتقل فرص الفريقين على المرمى كثيرا في النصف الثاني من هذا الشوط بسبب الصراع التكتيكي بين الفريقين للسيطرة على وسط الملعب بالعدد والتحركات ، ولكن يبقى برشلونة الفريق الأفضل بصفة عامة ، وتندر هجمات مانشستر على مرمى فالديز.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني ، يدفع السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر بنجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز بهدف اللعب بجناحين ثابتين مستغلا ثقل حركة بويول وسيلفينيو النسبي من جانب برشلونة – من وجهة نظره – ولكن بويول سيكون له رأي آخر في هذا الشوط ، كما كان من المفترض أن يقدم تيفيز مساندة في العمق لروني ورونالدو ، غير أن تيفيز كان يفكر على ما يبدو في النادي الذي سيرحل إليه بعد نهاية الموسم ، فلم يقدم أي شيء خلال هذا الشوط!
وكانت الفرصة الأولى في هذا الشوط لتيري آنري عندما انفرد بمرمى مانشستر من الجهة اليسرى وراوغ ريو فيرديناند ببراعة وسدد الكرة ولكن فان در سار أنقذها ببراعة أيضا!
في الدقيقة 50 ، يطالب ميسي بركلة جزاء عندما تعرض لجذب واضح من القميص وهو في طريقه لاستقبال تمريرة رائعة من إيتو ، ولكن الحكم بوساكا يشير إلى "لاشيء"!
وفي الدقيقة 53 ، ينقذ القائم الأيسر هدفا أكيدا من ركلة حرة مباشرة على حافة منطقة الجزاء سددها شابي باقتدار.
و"يقلش" يايا توريه أمام المرمى في كرة عرضية ولكن الكرة تمر من فوق رأس بارك جي سونج أقل لاعبي المان يونايتد في اللقاء بصفة عامة.
ويجري فيرجسون تغييره الثاني في الدقيقة 66 بنزول ديميتار برباتوف بدلا من بارك جي سونج.
وفي الدقيقة 70 يأتي هدف الاطمئنان لبرشلونة ، حيث يقود بويول هجمة عنترية ويمرر الكرة إلى شابي الذي يرسل كرة عرضية متقنة إلى ميسي في مواجهة المرمى ، و"يركنها" برأسه بمهارة فائقة على يسار فان در سار ، ويتقدم البارسا بهدفين نظيفين وتزداد مهمة مانشستر صعوبة.
ويجري جوارديولا تغييره الأول بنزول سيدو كيتا بدلا من آنري الذي بدا عليه الإجهاد والتأثر من إصابته.
ويواصل بويول تألقه ويقود هجمة أخرى من الجهة اليمنى ، ويصل الأمر إلى درجةأنه يراوغ رونالدو "شخصيا" بمهارة عالية فيضطر رونالدو إلى عرقلته! ويسدد بويول كرة أخرى برأسه ويجدها فان در سار بين يديه ، ويؤكد جدارته بلقب نجم المباراة الأول!
في الدقيقة 75 يدفع فيرجسون بآخر أوراقه بول سكولز بدلا من ريان جيجز الذي ما كان له أن يشارك منذ بداية المباراة لثقل حركته ، وبدا وكأنه يلعب بإسمه فقط!
ويحصل بول سكولز على إنذار لخشونته المتعمدة مع بيكيتس ، وكان من الأفضل إشهار البطاقة الحمراء في وجه "الفتوة" سكولز لأن اللعبة كانت شديدة القسوة بالفعل!
وتمر الدقائق الأخيرة سريعا بعد أن أصيب لاعبو مانشستر باليأس من تحقيق التعادل ، ويطلق الحكم السويسري بوساكا صفارة النهاية معلنا فوزا مستحقا لبرشلونة على مانشستر بهدفين .. وتحتفل جماهير البارسا وعشاقه في كل أنحاء العالم بانتصار الكرة الجميلة