يقف نادى الزمالك على أعتاب مرحلة حاسمة وفاصلة فى تاريخه، حيث يطوى اليوم «الجمعة» صفحة قديمة ويفتح آفاقه لعهد جديد عندما ينعقد إدارة جديد يقود النادى خلال السنوات الأربع المقبلة فى أشرس معركة انتخابية ويتنافس سبعة مرشحين للفوز بمقعد رئاسة النادى و٢٦ مرشحاً لمنصب العضوية.
وتلقى اليوم الجمعية العمومية كلمتها الحاسمة فى اختيار من يمثلها بعد أن سلبتها الخلافات والصراعات على مدار ثلاث سنوات ونصف السنة حقها فى اختيار من يمثلها وتعاقب على النادى خلال هذه الفترة أكثر من خمسة مجالس إدارات معينة بقرارات من المجلس القومى للرياضة.
ساعات ويضع أعضاء النادى حداً للتجاوزات التى عانى منها النادى على مدار السنوات الماضية، التى شهدت تراجعاً خطيراً للفريق الكروى الأول، وغابت عنه البطولات على مدار خمس سنوات كاملة، ويأمل الأعضاء فى أن يكون اليوم هو بداية لعهد جديد يستعيد الزمالك من خلاله المكانة التى يستحقها كأحد أكبر القلاع الرياضية فى القارة الأفريقية والشرق الأوسط حتى إن البعض أطلق على الانتخابات يوم «الإنقاذ»، خاصة أن سوء الاختيار سيهوى بالنادى إلى مستنقع يصعب الخروج منه.
ويتوقع الكثيرون أن تكون الانتخابات هى الأشرس وأن تشهد حضوراً مكثفاً للجمعية العمومية يتخطى الرقم القياسى لجمعية عام ٢٠٠٥، وذلك من خلال مؤشرات الإقبال الكبير من الأعضاء على حضور ندوات المرشحين والتواجد بكثافة رغم إقامة الانتخابات فى ظروف استثنائية وتزامن توقيتها مع مواعيد امتحانات نهاية العام الدراسى.
ورغم وجود ثلاث قوائم رئيسية برئاسة كمال درويش وممدوح عباس ومرتضى منصور فإن المتابعين للسباق يتوقعون أن يكون المجلس الجديد ائتلافياً نظراً لقوة المنافسة بين الجبهات الثلاث وعدم اتضاح الرؤية، خاصة أن فرص الثلاث متكافئة نسبياً.
وأعلنت الجهة الإدارية حالة الطوارئ لضمان نزاهة الانتخابات، وتسلمت الجهات الأمنية مقر النادى فى الثامنة من مساء أمس لتجهيزه للمعركة الانتخابية.
يأتى هذا وسط توقعات بحدوث مشاحنات فى عملية فرز الأصوات، بسبب رفض معظم المرشحين إجراء عملية الفرز بشكل جماعى، بالإضافة للتظلم من وجود مندوب واحد لكل مرشح للعضوية داخل اللجان، وكان درويش قد اعترض على مكان إقامة مقر التصويت فى المكان المخصص بين سور ملعب حلمى زامورا والمبنى الاجتماعى إلا أن مجلس الإدارة رفض الطلب وتمسك بإقامة الانتخابات فى المكان المحدد مع تخصيص ١٠٠ لجنة لتسجيل العضويات تجنباً لحدوث زحام الأعضاء،
فيما هدد اللواء علاء مقلد مدير عام النادى بتحرير محضر شرطة فورى لأى شخص يثير أحداث شغب داخل النادى، وشدد على منع دخول أى شخص للنادى باستثناء الأعضاء خوفاً من حدوث أعمال بلطجة،
وتعد معركة الرئاسة هى الأشرس فى تاريخ النادى لتنافس سبعة مرشحين لأول مرة بعد انسحاب محمود خالد، بينهم ثلاثة مرشحين أساسيين بقوائم وسبق لهم تولى رئاسة النادى وهم ممدوح عباس وكمال درويش ومرتضى منصور.
يعتمد الدكتور كمال درويش على كتيبة الحرس القديم التى تضم إسماعيل سليم والمندوه الحسينى اللذين ترشحا للانتخابات السابقة على منصب الرئيس ومعهما عزمى مجاهد وأحمد مصطفى وأعلن أمس الأول ضم ثلاثة عناصر جديدة للقائمة تضم خالد جبر ولؤى دعبس ومصطفى عبد الخالق.
وأطلق درويش على جبهته مسمى «قائمة الإنجازات»، ويراهن درويش على الخبرة والإنجازات التى تحققت فى عهده واعتمد فى دعايته الانتخابية على تحركات القائمة فى المناطق الشعبية فى بولاق والدقى والهرم وإمبابة، وكذلك الندوات داخل النادى فضلا عن التحركات السرية، التى أكد خلالها وحدة الجبهة، نافياً كل ما تردد عن وجود انقسام أو خيانة متوقعة اليوم من بعض أعضاء الجبهة على غرار ما حدث فى الانتخابات الماضية،
واختتم درويش دعايته التى امتدت على مدار ٤٥ يوماً بمؤتمر صحفى وندوة بميت عقبة وإصدار كتاب «خائفون على الزمالك» احتوى على البرنامج الانتخابى للجبهة والرد على كل الشائعات التى ترددت ضدهم من الجبهات الأخرى، فيما يعتمد ممدوح عباس على بعض الإيجابيات التى حققها خلال فترة توليه الرئاسة وأهمها إسهامه فى حل مشاكل النادى المالية من خلال القروض والتبرعات مع تأكيده الدائم على دعمه للنادى فى المرحلة المقبلة،
فضلاً عن اعترافه بأخطائه والعمل على تداركها فى المرحلة المقبلة، ويراهن عباس على عنصر الشباب فى القائمة الذى يمثله حازم إمام بتاريخه الكروى الكبير وشعبيته فى الملاعب وهانى العتال الذى أسهم فى تطوير بعض الملاعب، فيما يمثل الثنائى رؤوف جاسر وأحمد جلال عنصرى الخبرة لما لهما من ثقل انتخابى ومعهم صبرى سراج الذى يعتمد على تاريخه فى كرة السلة.
ويعتمد مرتضى منصور على شعبيته الكبيرة بين الأعضاء باعتباره آخر رئيس شرعى منتخب وهو ما ظهر بوضوح من خلال الإقبال الكبير على ندوته ويحرص مرتضى على التأكيد دائما أنه لم يحصل على فرصته بعد انتخابه رئيساً للنادى، بسبب حل المجلس بعد أربعة أشهر فقط، ووعد الأعضاء باستكمال الثورة الإنشائية التى بدأها خلال فترة توليه رئاسة النادى والتأكيد على أنه تعرض للسجن، وتم استبعاده من الانتخابات بسبب محاربته الفساد
وتضم قائمة مرتضى كلاً من إبراهيم يوسف وخالد لطيف وجورج سعد بتاريخهم الطويل واللواء ضياء عبد الهادى بخدماته للأعضاء إلى جانب أحمد مرتضى، واختتم مرتضى منصور دعايته الانتخابية بعقد عدة ندوات فى الهرم وإمبابة، كما أصدر كتابه «حضرات السادة الطغاة»، فيما يكتفى المرشحون الأربعة الآخرون عبد التواب خلف وخالد القوشى وبهجت فكرى وناصر متولى بشرف المشاركة فى الانتخابات.
ويتنافس على مقاعد العضوية «الستة» ٢٦ مرشحاً تنحصر المنافسة الفعلية بين تسعة فقط، ثلاثة منهم من قائمة درويش هم إسماعيل سليم الذى يعتمد على تاريخه وعطائه للنادى من خلال شغله منصب نائب الرئيس ورئاسته للجنة التعاقدات فى مجلس ٢٠٠١، ودوره فى دعم الفريق الكروى الأول بصفقات مميزة وبنائه الجيل الذهبى الذى نجح فى حصد البطولات والمندوه الحسينى الذى سبق وخاض الانتخابات على منصب الرئاسة فى الانتخابات الملغاة، وشغله منصب أمين الصندوق فى عهد مجلس درويش وعزمى مجاهد الذى سبق وشغل منصب السكرتير العام للنادى خلال عضويته لمجلس الإدارة وتواجده الدائم بين الأعضاء،
ومن جبهة ممدوح عباس حازم إمام بشعبيته الطاغية وعطائه فى الملاعب، حتى إن أغلب الأعضاء يرشحونه لحجز المركز الأول بالحصول على أكثر الأصوات، والمهندس رؤوف جاسر الذى شغل منصب عضو مجلس إدارة ورئيس النادى بالإنابة بما يملكه من فكر علمى للنهوض بالنادى وتطويره، والمستشار أحمد جلال بشعبيته وتحركات والده المستشار جلال إبراهيم رئيس النادى الأسبق وكذلك هانى العتال الذى أسهم فى إعادة بناء وتطوير العديد من الملاعب، ومن جبهة مرتضى منصور إبراهيم يوسف لما يملكه من شعبية كلاعب كرة أسهم فى حصد العديد من البطولات وخالد لطيف الذى سبق وشغل منصب العضوية وينتمى لأسرة عريقة خدمت النادى.
فيما يتمسك باقى المرشحين بالأمل وإحداث المفاجآت، خاصة الثنائى صبرى حسن وإبراهيم عبد الله، اللذين لفتا الأنظار إليهما قبل تفكك الجبهة البيضاء ومعهم مصطفى عبد الخالق الذى فضل الانضمام لقائمة درويش وأحمد مصطفى بتاريخه الكروى الكبير ودوره فى بناء قطاع الناشئين وإمداد الفريق الأول بالعديد من النجوم، وصبرى سراج وما يقدمه من فكر للنهوض بالنادى ولؤى دعبس الذى يستند إلى تاريخه الرياضى فى لعبة الملاكمة وأحمد مرتضى.
ويقاتل كل من أسامة محمد عبد البارى ومحمد صادق وأحمد عبد الغنى وأحمد يوسف وثابت أحمد ثابت وجمال محمود شعلان وفاتن عمر الممثل النسائى الوحيد لحجز مكان فى هذه المعركة الصعبة