انتقد مسؤولو اتحاد الإذاعة والتليفزيون عدم حضور نظرائهم باتحاد الكرة جلسة لجنة الشباب فى مجلس الشعب أمس الأول لمناقشة أزمة البث الفضائى التى تفجرت مؤخرًا بين الطرفين، بشأن إذاعة مباريات الدورى الممتاز بسبب الاختلاف حول النواحى المالية بين الطرفين.
وترفض شركة img الإنجليزية نقل المباريات على قناتى الفضائية المصرية والنيل للرياضة، إلا بعد دفع المقابل المادى أسوة بأى قناة أخرى، وهو ما رفضه اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشدة.
ومن جانبه، أكد المهندس أسامة الشيخ، رئيس القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصرى، أنه لن يقبل التفاوض مطلقًا مع مسؤولى اتحاد الكرة لعدم حضورهم الجلسة التى خصصتها لجنة الشباب بمجلس الشعب لمناقشة القضية، واكتفوا بإرسال صلاح حسنى مندوبًا عنهم للحديث عن المادة ١٨ فقط وتداعياتها. وقال الشيخ إن التليفزيون لم يحصل على المباريات مجانًا، وإنما يدفع مبالغ مالية أكثر من أى قناة فضائية أخرى،
وأضاف: نقوم بدفع ١٠٦ ملايين جنيه مقابل نقل المباريات على ثلاث قنوات بواقع ٥٠ مليونًا ثمن إشارة البث، و٣٠ مليونًا أخرى ثمن صناعة المنتج، حيث إن المباراة الواحدة تكلف التليفزيون مبالغ مالية كبيرة، تمثل مصاريف سيارات الوحدات المجهزة والمهندسين والمخرجين والفنيين أصحاب الأجور العالية،
بالإضافة إلى ٢٦ مليونًا أخرى يدفعها التليفزيون كدعم للأندية بسبب تأثرها بنقل المباريات، وحرمانها من الحضور الجماهيرى، وهو ما لا يطبق على بقية القنوات الأخرى التى لا تدفع سوى ثلاثة ملايين جنيه، وهو ثمن بخث للغاية بالمقارنة بما يدفعه التليفزيون المصرى لاتحاد الكرة.
وأوضح أسامة الشيخ أن التليفزيون سيحدد ثمن إشارة البث بمليون جنيه فى المباراة الواحدة، وعلى اتحاد الكرة أن يشتريها بهذا الثمن إذا أراد تسويق منتجه لباقى القنوات الأخرى.
وقال: سنقوم بعد ذلك بتلبية طلب الشركة الإنجليزية، وشراء مباريات الدورى للقنوات الثلاث الأرضية والفضائية المصرية والنيل للرياضة مثل أى قناة أخرى، وهذا أبسط حقوقنا.
وأشار إلى أن التليفزيون المصرى هو صاحب الفضل فى شهرة صالح سليم، وأبوتريكة، وغيرهما من اللاعبين، وقد حان الوقت ليحصل على كامل حقوقه من الذين يستكثرونها عليه.
وأوضح الشيخ أن اتحاد الكرة لم يقم ببيع الدورى للشركة الإنجليزية كما تردد، ولكن img طلبت من اتحاد الكرة الحصول على موافقة التليفزيون المصرى على الدخول فى الصفقة، خاصة أن الشركة تعلم تمامًا إمكانيات التليفزيون المصرى بمعداته وخبراته الفنية، وبعد ذلك تقوم هى بدورها بتسويق الدورى: وقال: إن التصنيع والإنتاج هما فى الأساس من صميم عمل التليفزيون وبدونهما لن يتمكنوا من بيع أى شىء.
ورفض أسامة الشيخ اتهام رجال الجبلاية مسؤولى التليفزيون بالتعنت والمغالاة فى الطلبات المادية، وتساءل: لماذا يحرمون علينا ما يحللونه لأنفسهم؟! وقال إنهم يفكرون فى رفع قيمة بيع مباريات الدورى من ثلاثة ملايين إلى عشرين مليون جنيه، وينكرون علينا محاولات الاستفادة من منتجنا، وهو «إشارة البث» وما تتكلفه من مبالغ كبيرة.
وطالب الشيخ مسؤولى الجبلاية بأن يعلموا أن هناك منتجًا واحدًا يجرى النزاع عليه، وهو نقل مباريات الدورى المحلى على الهواء مباشرة، وإذا كانوا يمتلكون حق إذاعة منتج مباريات الدورى، فإن التليفزيون يملك منتج الهواء وإشارة البث.
وأضاف: إن التليفزيون يمتلك المنتج الحصرى وهو إشارة البث، وعندما يطالبنا اتحاد الكرة بتوزيعها على القنوات الأخرى، فهذا يؤدى إلى ضياع الملايين على الدولة بسبب ضياع الكثير من الإعلانات التى تذهب للقنوات الأخرى التى تقاسمنا فى الاستفادة من منتجنا، الذى نمتلكه حصريًا والذى ننفق عليه ملايين الجنيهات.
وتهكم الشيخ على ادعاءات ومزاعم اتحاد الكرة ومسؤولى القنوات الفضائية الأخرى بأنهم وفروا العديد من فرص العمل والوظائف للعديد من الشباب، وأنهم ساهموا فى حل أزمة البطالة، وقال الشيخ هذا الكلام عار تمامًا من الصحة، لأن هذه القنوات فرغت التليفزيون من كوادره، ولم تحل أزمة البطالة كما تزعم، لأن معظم من يعملون لديها هم موظفون أصلاً بالتليفزيون المصرى، وتم استقطابهم خلال الفترة الماضية.
وأوضح الشيخ أنه استفسر من المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، عن المذكرة التى أرسلها اتحاد الكرة لرئيس الوزراء فأبلغه بأنه لم يرسل شيئًا إلى الدكتور نظيف، وأكد أنه أعد مذكرة وافية هو ومسؤولو التليفزيون للرد على أى ادعاءات فى حال طلب ذلك.
وعلى الجانب الآخر، تعتزم لجنة البث الفضائى باتحاد الكرة المكونة من رؤساء أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمقاولون وحرس الحدود وإنبى والاتحاد السكندرى،
بالإضافة إلى الدكتور مصطفى عزام، مندوب المجلس القومى للرياضة، مقابلة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، لعرض وجهة النظر فى النزاع القائم بين اتحاد الكرة والتليفزيون حول بيع مباريات الدورى الممتاز للموسم المقبل لشركة img الإنجليزية نظير ١٤٠ مليون جنيه فى الموسم الواحد.