كتب الرياضيات بالصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى لا تسهم فى تنمية مهارات التفكير العليا التى ينبغى تنميتها لدى تلاميذ هذه المرحلة.
هذه المعلومة هى النتيجة الرئيسية لرسالة ماجستير حصل عليها الباحث «معوض حسن إبراهيم» الأستاذ المساعد بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى منذ أيام قليلة عن دراسة بعنوان «دور كتب الرياضيات المدرسية فى تنمية مهارات التفكير العليا لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية».
عينة الدراسة هى كتب الرياضيات والأنشطة المصاحبة لها فى الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى، والتى يدرس منها التلاميذ خلال العام الدراسى الحالى كتب الصفين الخامس والسادس بعد تغير كتاب الصف الرابع الابتدائى هذا العام ضمن خطة تطوير التعليم.
نتائج الدراسة توضح أن هذه الكتب لا تسهم فى تدريب التلاميذ على مهارات التفكير العليا بنسبة تؤدى إلى تنميتها لديهم، مثل مهارات التفسير والاستقراء والاستنتاج والابداع.
فطبقا لما يسمى المنحنى الجرسى للتفوق ينبغى ألا تقل نسبة تركيز التدريبات والأمثلة والتمارين الرياضية بهذه الكتب عن 20% بالنسبة لمهارات التفكير حتى تؤدى إلى تنميتها لدى التلميذ بالقدر الذى يمكنه من اكتسابها.
فهذه الكتب لاتزال تركز على مهارات التذكر والفهم فقط، ولاتزال أكثر التمارين الرياضية بعيدة عن الحياة اليومية للتلميذ، فيمكن للتلميذ أن يقوم بحل مسألة رياضية عن مساحة متوازى المستطيلات مثلا، لكن إذا سألته عن مساحة الغلاف اللازم لتغليف هدية مساحتها كذا لا يعرف الإجابة، لأن طريقة تدريسنا للرياضيات والتمارين الموجودة بالكتب المدرسية لا تربط الرياضيات بحياتنا اليومية.
وتكشف الدراسة عن وجود خلل فى عرض محتوى المنهج، ففى أحد الدروس يمكن أن تجد مثالا واحدا وبعده أكثر من 20 تمرينا، والمفروض أن يراعى التوازن بين الأمثلة والتدريبات.
وإذا كانت الدراسة تشير إلى انخفاض نسبة تنمية مهارات التفكير فى هذه الكتب فإنها لا تنفى دور المعلم الذى يمكن أن تساعد طريقته فى تنمية هذه المهارات، خصوصا إذا استعان بدليل المعلم، لكن الطريف أن هذه الكتب لا تصل إلى كل المعلمين، مما دفع بعض دور النشر إلى تأليف أدلة للمعلم وأخرى لولى الأمر مع الكتاب الخارجى للمادة المخصص للطالب.
وهنا يقترح د. معوض أن يشارك فى إعداد الكتاب المدرسى فريق من المتخصصين فى عدة مجالات وليس مجالا واحدا، بحيث يشارك خبير فى تنمية مهارات التفكير وخبير فى الوسائل التعليمية بالإضافة إلى خبير محتوى المنهج نفسه، ثم يدرب المعلمون على كيفية تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب فى أثناء معالجتهم لمنهج الرياضيات أو أى منهج آخر، ويتحدد ضمن أهداف كل درس المهارة التى ينبغى تنميتها، وأن تعنى الاختبارات بقياس هذه المهارات حتى لا يفاجأ بها التلميذ فى المرحلة الثانوية.
ثم يفترض أن يتم تجربة الكتب الجديدة «المقررات أو المناهج الجديدة» لمدة عامين فى إحدى المدارس كما كان يحدث من قبل فى المدرسة التجريبية للمتفوقين بمدينة نصر، ثم تعمم بعد تعديلها حسب رأى التلاميذ والموجهين والمعلمين، حتى لا يطبع من الكتاب ملايين النسخ ويتعذر تعديله.