رغم انتشارهم فى شوارع مصر وتأسيسهم عددا من المجموعات على موقع «فيس بوك»، بعضها ينادى بحماية الإيموز من المجتمع بسبب ما يتعرضون له من اضطهاد، إلا أن الوصول لأحد أعضاء الإيموز أصبح صعبا، وينحصر السبب الذى يقولونه غالبا بين «أنا إيموز خجول ولا أستطيع الحديث للإعلام»، أو «أنا كنت إيموز وبطلت»،
حتى شريف حسنى المسمى بالأب الروحى رفض إجراء حوار معه لأنه لم يعد يشغل نفسه بقصة «الإيموز» واتهم المجتمع بالجهل والرجعية لأنهم لا يقبلون أى اختلاف أو أى حركة،
وأننا سنظل «محلك سر»، وبرر ظهوره فى برنامج الحقيقة بأنه أراد من ذلك مساعدة بعض أصدقائه دون رغبته فى الخوض فى الموضوع، وعلق بأنه لم يعد يفكر فى موضوع «الإيموز» بسبب انشغاله الشديد بين دراسته وعمله رغم أن محادثتنا له أيقظته من نومه فى الثانية ظهرا،
وأكد أن الإيموز مرحلة عمرية يمر بها المراهق ويتركها بعد وقت.فريدة حازم مؤسسة جروب «أنقذوا الإيموز فى مصر» فتاة تبلغ من العمر ١٥ عاما، طالبة فى الصف الثانى الإعدادى تعثرت لعامين دراسيين، وكان من المفترض أن تكون فى الثانوية العامة هذا العام، فريدة تعتبر نفسها «إيمو حقيقى»، وتحمست لإجراء حوار معها بعد أن خاطبت عددا من وسائل الإعلام لتوصيل صورة صحيحة عن الإيموز لكنهم رفضوا الاستماع إليها.
■ كيف أصبحت «إيموز»؟
- «الإيموز» ليست جماعة حتى ينضم لها أحد، ولكنها تركيبة نفسية تكتشفها داخلك، والإيموز الحقيقى يكتشف أنه «إيموز»، لكن أكثر من ٩٠% من الإيموز المنتشرين فى مصر، لا يأخذون من الإيموز سوى الشكل الخارجى وطريقة اللبس وقصة الشعر،
وقد اكتشفت أننى إيموز من خلال استماعى إلى نوع موسيقى منتشر يسمع «emocore» وبالبحث أكثر داخل الإنترنت وجدت معلومات عن الإيموز خارج مصر، فوجدت أننى أشبههم والإيموز هو الشخص الذى يغلب عاطفته على عقله وغريزته، فالإنسان لو تحرك بعقله فقط لما وقع فى الإدمان مثلا وغيرها من الأخطاء، ولو تحرك بغريزته لفسدت الدنيا، لذلك نغلب نحن العاطفة على الاثنين، والإيموز اختصار لمصطلح متمرد ذى نفسية حساسة (Emotive Driven Hardcore Punk)، لكن المجتمع تعامل معنا بطريقة سيئة بعد حلقة وائل الابراشى.
■ ما الذى حدث حينها؟
- أصبحنا خائفين من النزول إلى الطريق، خاصة أن الأمن قبض على الكثيرين منا، وأصبح صعبا علينا التعامل مع المجتمع بسبب ما رددوه بأننا شواذ جنسيا أو عبدة شيطان أو نقوم بجرح أنفسنا للتطهر النفسى وهى أشياء لا نقوم بها، ومش عشان فيه كام واحد إيمو شاذ يبقى كلنا كده، ثم إننى متدينة وأصلى منذ ٦ سنوات حتى الآن،
وأكثر ما ضايقنا فى حلقة شريف أنه خرج فى الحلقة الثانية ليعلن توبته من كونه «إيموز»، وكأنه كان كافرا وعاد إلى الدين من جديد، الإيموز ليس معتقدا بقدر ما هو أسلوب حياة، والملابس الخاصة بها ليست شكلا نمطيا بقدر ما أجد أنها تعبر عن شخصيتى فيها.
■ لكن «الإيموز» يلتقون بين الحين والآخر بصورة منظمة؟
- نعم نتقابل فى سيتى ستارز وفى يوم الكوربة وحفلات «sos» لكننا نلتقى كخروجة بين مجموعة أصحاب وليس اجتماعا تنظيميا، فأنا بعد أن أصبحت «إيمو» رفض أصدقائى العاديون التعامل معى أو الخروج معى بملابسى الجديدة، فبدأت أبحث عن إيموز فى مصر يشاركوننى اهتماماتى،
والإيموز منتشرون فى مصر منذ ٥ سنوات وموجودون فى العالم العربى فى دبى والكويت والخليج والأردن ولبنان، وأغلب ملابسى الخاصة بـ«الإيموز» أشتريها من هناك لعدم وجود محال تلائم ستايل الإيموز فى مصر.
■ يتردد أن «الإيموز» مجموعة من الشباب ميسورو الحال لذلك يشغلون أنفسهم بالقضايا العاطفية التى تؤثر على حياتهم بالكامل؟
- بالعكس، فالإيموز من طبقة متوسطة عادية، فمثلا التى شيرت الذى أشتريه ليلائم كونى «إيمو» يتراوح سعره بين ١٥٠ و٢٠٠ جنيه وهو ما أجده طبيعا وفى متناول الأسر المتوسطة.
■ وكيف يتعامل أهلك معك بعد أن أصبحت «إيموز»؟
- والدى ووالدتى توفاهما الله وأعيش مع أختى الكبرى وجدتى، ووجدت اعتراضات منهما فى البداية لكننى أقنعت جدتى أن هذه هى شخصيتى وأنا حرة فيها طالما لم أؤذ المجتمع أو أخالف الدين.
■ وما تفسيرك للرسومات الموجودة فى شارع طلعت حرب والتى أعلن بعض الإيموز مسؤوليتهم عنها؟
- الإيموز مش جماعة عشان تعلن مسؤوليتها عن حاجة، هم مجموعة أشخاص يربطهم تفكير وطريقة حياة مشتركة، ثم إننا لا نملك شعارا ثابتا أو علامة مميزة مثل القوطيين أو عبدة الشيطان، ثم إننا لم نأخذ من الخارج كل أفكار الإيموز وإنما أخذنا ما يناسب مجتمعنا وعاداته وتقاليده، وإن كان البعض تشبث بتلك المظاهر الخاطئة أو بالشكل فقط وهذا ما أسمية «الإيموز غير الحقيقى».