بين حياة حافلة بالمجازر الدموية البشعة ونهاية لا تقل في دراميتها عن حياته يرقد آراييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في أحد المراكز الطبية يعاني جسده التعفن، وتسيطر الأوساخ عليه، ليعيش - جثة - عالقة بين الحياة والموت.ترفضها الأرض كما ترفضها السماء، حتي لا يهنأ بالراحة مع المعاناة الجسدية، وكأنه عقاب إلهي لما اقترفه من مجازر بشرية في حق الفلسطينيين.
· الأطباء يطالبون الحكومة الإسرائيلية بنقله إلي مزرعته في صحراء النقب بعد أن امتلأ جسده بالعفن والأوساخ
ومن الأمور التي أثارت استياء المستشفي الذي يتلقي فيه شارون علاجه عدم جدوي بقاء الجسد الميت وأن المستشفي لم يعد لديه ما يقدمه، إضافة إلي أن جلعاد شارون «ابن الجزار» يستغل غرفة الرعاية المركزة لإدارة أعماله من خلالها رغم أن المستشفي في حقيقته مركز خيري، إضافة إلي احتلال قوات الحراسات الخاصة للعديد من غرف المركز الطبي علي مدي 24 ساعة وكذا أبدت إدارة المستشفي استياءها نظرا لكاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان في المستشفي والتي يعتبرونها اعتداء علي خصوصية مرضاهم. كما طالب رئيس جمعية أوميش الخيرية - أريا أفنري - بتوقف إسرائيل عن دعم علاج شارون والذي يكلفهم مليوني شيكل سنويا، أي أنه كلفهم ستة ملايين شيكل علي مدي ثلاث سنوات، وبذلك أصبح شارون مرفوضا من رجال الدين والأطباء - أصحاب الرسالة الإنسانية - ومن المجتمع الإسرائيلي غير مرغوب فيه في الأرض من الناس وغير مرغوب فيه من الرب في السماء. ومما يذكر أن شارون عندما اصابته الجلطة الدماغية والغيبوبة العميقة كان مقدرا له البقاء في المستشفي لمدة ثلاثة أشهر فقط، من قبل الأطباء إلا أن اقامته امتدت إلي ثلاث سنوات أصبح خلالها شخصا ملفوظا من مجتمعه
ورغم ذلك فإن عائلته مازالت متمسكه بالأمل وتزعم أنه لم يغادر الحياة بعد ، وأنه يحس بهم أثناء زيارتهم له ويشعر بمن حوله ويصدر إشارات تنبئ عن احساسه بهم وربما يرجع تمسك شارون بالحياة لطبيعة شخصيته الصلبة القوية التي عرف بها منذ صباه حينما شعر برفض الآخرين له، تلك الحقيقة، وذلك الدرس الذي تعلمه في مقتبل عمره دفعه للاعتماد علي نفسه دون الالتفات إلي الآخرين أو انتظار العون منهم وهو ذات الدرس الذي حرص علي تذكير نفسه به طيلة حياته ولأنه كان يعلم يقينا أنه شخص مكروه بين أقرانه فلم يكن ينتظر الحب من الآخرين، ولعدم إيمانه بالحب تحول شارون إلي وحش كاسر في حياته يحطم من حوله لا يدين لأحد بالولاء وقيل أن بن جوريون - أول رئيس وزراء لإسرائيل - كان يخشاه خصوصا عندما علم بقسوته البالغة التي تعامل بها مع سكان قرية قيبية الأردنية، والتي شهدت أول مذبحة يقودها شارون ضد الشعب الفلسطيني عندما حصدت رصاصاته عشرات الأطفال والنساء والعجائز بقلب بارد، وفيما حاول بن جوريون التنصل أمام الرأي العام العالمي من الجريمة، كان شارون يفخر بجريمته بقوله أنه علي العرب أن يفهموا أن دماء اليهود غالية.. وليذهب العالم كله إلي الجحيم»!!