التوحيد مفتاح الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوحيد مفتاح الجنة
قال الله سبحانه وتعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا )) سورة النساء (116
)
والحق هنا يتكلم عن إنسان لم تحدث له توبة عن الشرك فيؤمن ، لأن الإيمان يجب ماقبله أى يقطع ما كان قبله من الكفر والذنوب التى لا تتعلق بحقوق الاّخرين كظلم العباد بعضهم بعضا . ومن عظمة الإيمان أن الإنسان حين يؤمن بالله وتخلص النية بهذا الأيمان، وبعد ذلك جاءه قدرالله بالموت، فقد يعطيه سبحانه نعيما يفوق من عاش مؤمنا لفترة طويلة قد يكون مرتكبا فيها لبعض السيئات فينال عقابها
.
مثال ذلك (( مخيريق)) فحينما خرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى أحد قال مخيريق لليهود : ألا تنصرون محمدا والله إنكم لتعلمون أن نصرته حق عليكم فقالوا : اليوم يوم سبت ، فقال: لا سبت . وأخذ سيفه ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته
الجراحة ( أى لا يستطيع أن يقوم معها ) فلما حضره الموت قال: أموالى إلى محمد يضعها حيث شاء . فلم يصل فى حياته ركعة واحدة ومع ذلك نال مرتبة الشهيد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مخيريق سائق اليهود وسلمان سائق فارس وبلال سائق الحبشة
)
وسبحانه يبلغنا هنا
:
( إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء
)
ولله المثل الأعلى نرى فى حياتنا مجتمعا قد تقوم ثورة وانقلاب
، ونجد قادة الثورة أو الانقلاب يرون واحدا يفعل ماشاء له فلا يقتربون منه إلى أن يتعرض للثورة بالنقد أو يحاول أن يصنع انقلابا ، هنا تتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ، فما بالنا بالذى يخرج عن نطاق الإيمان كلية ويشرك بالله ؟! سبحانه لا يغفر ذلك أبدا، ولكنه يغفر ما دون ذلك ، ومن رحمة الله بالخلق أن احتفظ هو بإرادة الغفران حتى لا يصير الناس إلى ارتكاب المعاصى، ولكن لابد من توبة العبد من الذنب . ونعلم أن العبد لايتم طرده من رحمة الله لمجرد ارتكاب الذنب ، ونعلم أن هناك فرقا بين ما يأتى الذنب ويفعله ويقترفه وهو يعلم أنه مذنب وأن حكم الله صحيح وصادق ، لكن نفسه ضعفت ، والذى يرد الحكم على الله
وقد نجد عبدا يريد أن يكتب الذنب فيلتمس له وجه حل كقول بعضهم : إن الربا ليس حراما ، وهذا هو رد حكم على الله ، أما العبد الذى يقول : إننى أعرف ان الربا حرام ولكن ظروفى قاسية وضروراتى ملحة ، فهو عبد عاص فقط لايرد الحكم على الله ومن يرد الحكم على الله هو- العياذ بالله - كافر
.
إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
).
ولننتبه إلى أن بعض المستشرقين الذين يريدون أن يعيثوا فى الأرض فسادا ، ولكنهم بدون أن يدروا ينشرون فضيلة الإسلام
، وهم كما يقول الشاعر
:-
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
وحين يتكلمون فى مثل هذه الأمور يدفعون أهل الإيمان لتلمس وجه
الإعجازالقراّنى وبلاغته
.
إنهم يقولون : بلغ محمد صلى الله عليه وسلم قومه: ( إن الله لايغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) لكن يبدو أن السهو قد غلبه فقال فى أية أخرى
قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
).
هم يحاولون نسبة القراّن إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا إلى الله ويحاولون إيجاد تضارب بين الاّيتين الكريمتين
.
ونقول ردا عليهم : إن الواحد منكم أمى ويجهل ملكة اللغة ، فلو كانت اللغة عندكم ملكة وسليقة وطبيعة لفهم الواحد منكم قوله الحق
:
( قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
)
وكان الواجب أن يفهم الواحد منكم أن الشرك مسألة اكبر من الذنب ، فالذنب هو أن يعرف الإنسان قضية إيمانية ثم يخالفها ، ولكن المشرك لا يدخل فى هذا الأمر كله، لأنه كافر فى القمة، لذلك فلا تناقض ولا تعارض ولا تخالف بين الاّيتين الكريمتين ، والمستشرقين إنما هم قوم لا يفقهون حقيقة المعانى القراّنية
.
إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا
)
والمشرك مهما أخذ من متع لحياته فحياته محدودة ، فإن بقيت له المتع فلسوف يتركها ، ,وإن لم تبق له المتع فهى تخرج منه، إذن هو إما تارك المتع بالموت ، أو المتع تاركة له بحكم الأغيار ، فهو بين أمرين
:
إما أن يفوتها وإما أن تفوته
.
وهوراجع إلى الله ، فإذا ما ذهب إلى الله فى الأخرة والحساب ، فالأخرة لا زمن لها، ولذلك ما أطول شقاءه بجريمته ، وهذا ضلال بعيد جدا