سقط المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم فى أول اختبار، وأفلت بطل القارة الأفريقية من فضيحة محققة أمام نظيره الزامبى، الملقب بـ«الرصاصات النحاسية» بالتعادل ١/١ فى المباراة التى جمعتهما على أرض ملعب استاد القاهرة مساء أمس الأول ضمن الجولة الافتتاحية من تصفيات المرحلة الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا.
قدم المنتخب أسوأ عروضه منذ فوزه ببطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، وأخطأ حسن شحاتة، المدير الفنى، فى التعامل مع اللقاء عندما تعمد إرضاء النجوم على حساب سمعة المنتخب،
حيث أشرك محمد بركات جهة اليسار والاعتماد على طريقة ٤/٤/٢ للدفع بأكبر عدد من النجوم، فلعب أحمد فتحى كليبرو مقلوب أمام وائل جمعة وهانى سعيد للتغطية خلف بركات ولعب أحمد حسن فى مركز الوسط المدافع ولم يقدم شيئاً وقام محمد زيدان بدور صانع الألعاب رغم ابتعاده لفترة طويلة عن الفريق مما منح المنافس الفرصة لفرض سيطرته من البداية وتهديد مرمى عصام الحضرى طوال شوطى المباراة خصوصاً مع استمرار الأداء الباهت من جانب المنتخب وضعف خط الوسط ليهدد منتخب التماسيح الزامبى حلم الفريق فى الصعود بسهولة عن تلك المجموعة إلى مونديال جنوب أفريقيا.
بدأ اللقاء هادئاً وشاب الحذر أداء الفريقين حيث فاجأ مولينجا يعقوبى، لاعب زامبيا، دفاع المنتخب باختراق سهل وراوغ الحضرى وكاد يتقدم لفريقه لولا يقظة أحمد فتحى فى التغطية الدفاعية وسيطر الثلاثى فيليكس وكريس كاتونجو وسكومبى على منطقة المناورات فدانت الخطورة لزامبيا، خصوصاً مع البطء الشديد وغياب الانسجام بين الثلاثى عماد متعب وعمرو زكى ومحمد زيدان،
ولم تحرك السيطرة الزامبية ساكناً لدى الجهاز الفنى واللاعبين فانكشف عواجيز المنتخب أمام صغار زامبيا وغابت الخطورة المصرية باستثناء الدقائق الأخيرة التى تحسن خلالها الأداء قليلاً حيث أهدى ميدو إلى أبوتريكة رأسية انفرد على إثرها بالمرمى لكنه فشل فى التسديد، وعاد ميدو فتسلم كرة زكى على حدود المنطقة وسدد فارتدت من يد ميبولا ليطالب لاعبو المنتخب بضربة جزاء.
وشهدت الدقائق الأخيرة إهدار أبوتريكة فرصتين ثمينتين عندما أودع عرضية ميدو فوق العارضة رغم مواجهته لمرمى زامبيا، بعدها رفض هدية عمرو زكى الذى راوغ داخل منطقة الجزاء ولعب الكرة فى يد كيندى لينتهى اللقاء بالتعادل وخسارة المنتخب الأول نقطتين فى صراع الصعود إلى كأس العالم.
ووضح من اللقاء أن الجهاز الفنى لم يدرس المنتخب الزامبى كما يجب، ولم يقدر خطورته ولا ارتفاع لياقة لاعبيه، كما لعب بتشكيل غريب. وارتكب شحاتة خطأ كبيراً عندما قام بتغيير مراكز بعض اللاعبين فأفقد الفريق توازنه وانسجامه وخطورته المعهودة.
ولم تتوقف خسائر المنتخب عند النقاط، حيث تعرض الثنائى أحمد حسن للإصابة بتمزق فى أربطة القدم تأكد معه غيابه عن لقاء الأهلى مع يانج أفريكانز وعمرو زكى بشد فى العضلة الخلفية يغيب بسببه عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، فيما رفض ميدو العودة إلى فندق الإقامة بأتوبيس اللاعبين ودخل مع الجماهير فى مشادات كلامية.
وخيم الحزن على أعضاء الجهاز الفنى واللاعبين رغم تماسك حسن شحاتة وتأكيده أن فرص الفريق فى الصعود مازالت قوية ورفض نغمة التشاؤم السائدة حول تبدد حلم الصعود.
وقال: كنت أتمنى الفوز لإسعاد الجماهير وتصدر المجموعة من البداية لكن الأداء لم يؤهلنا لذلك. وأضاف: الكل يتحمل المسؤولية وعلينا أن نواجه الموقف بشجاعة.
ورفض شحاتة التعليق على مستوى أى لاعب. مشدداً على أن النتيجة وسوء الأداء مسؤولية الجميع، ورفض المدير الفنى الانتقادات بسبب التشكيل، قائلاً إنه أمر يخصنى ولن أسمح لأحد بالتدخل فى عملى ولو حققنا الفوز بهذا التشكيل لكنت أمام الجميع عبقرياً.
فيما أكد هيرفى رينارد، المدير الفنى لزامبيا، أنه درس المنتخب المصرى فى مبارياته الأخيرة جيداً وتأكد أن الضغط من وسط الملعب يمثل عبئاً على لاعبيه وهو ما نفذناه وحققنا معه الهدف المطلوب
وقال إن فريقه استحق الفوز. وأضاع فرصاً أكثر خطورة من أصحاب الأرض، ولكن النتيجة مرضية وتمثل لنا دفعاً قوياً قبل مواجهة رواندا بملعبنا فى الجولة المقبلة وتزيد من آمالنا فى الفوز بتذكرة الذهاب إلى جنوب افريقيا