مغرم بالمهمشين لأنهم «ملح الحياة» ويرفض المتاجرة بهمومهمنور الشريف: لم يعد لى أصدقاء وأعيش فى عزلة دائمة نور الشريف
◄ لا أجد منتجا أو موزعا يتحمس لفيلم لى عن مصائب الخصخصة
يصور نور الشريف حالياً مسلسلين للتليفزيون: «متخافوش» لعرضه فى رمضان المقبل، ويتناول فيه خوف المصريين من الديمقراطية، كما يتناول العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة وتداعياته على المنطقة العربية، لكنه فى الوقت نفسه يفرق فى عمله الفنى الجديد بحسم بين اليهودية كديانة والصهيونية كعقيدة سياسية عنصرية، فهو كما يقول ليس ضد الأديان. ومسلسل «الرحايا» ويجسد فيه دور رجل صعيدى.
فى «ماتخافوش» يجسد نور دور إعلامى يمتلك قناة فضائية يناقش من خلالها العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، ويستضيف فيها مجموعة من السياسيين والمفكرين. نور الشريف أيضا لديه فيلم ينتقد عيوب الخصخصة وآثارها الاجتماعية السلبية ولكنه للأسف لا يجد منتجا أو موزعا يتحمس له.
ما الهدف الذى ترمى إليه أحداث مسلسل «ما تخافوش»؟
المؤلف أحمد عبدالرحمن صاغ السيناريو ببراعة شديدة، بقصد دفع المواطن العربى إلى المشاركة فى قضاياه السياسية، ومحاربة مشاعر الخوف والرهبة التى باتت تسيطر علينا كعرب.
تجسد فى المسلسل شخصية إعلامى، هل فكرت فى تقديم برنامج تليفزيونى على أى من القنوات الفضائية، خاصة أنك فنان مثقف وله وجهة نظر فى الوضع العربى حاليا؟
عرض على تقديم بعض البرامج التليفزيونية، لكننى وجدتها جميعا تعبر عن وجهة نظر القناة التى تعرض عليها، ولا أريد ذلك، لأننى أبحث عن التعبير عن وجهة نظرى الخاصة، ووجدت أن الأنسب هو تقديم برنامج سياسى أتحمل تكلفة إنتاجه.
ترتدى الجلباب الصعيدى مرة أخرى فى مسلسلك الثانى «الرحايا».. هل اشتياقك للأعمال الصعيدية سر تحمسك لهذا العمل؟
لا أستطيع ان أقول ذلك، ولا أخفى أيضا اشتياقى لتقديم تلك النوعية من الأدوار، وطيلة السنوات الماضية كانت تعرض على أعمال تتحدث عن صعيد مصر، لكنها لم تجذبنى إليها، لتشابهها مع ما سبق أن قدمه بعض النجوم.
وأعود فى هذا المسلسل إلى الدراما الصعيدية بعد غياب طويل منذ أن قدمت مسلسل «مارد الجبل» ولا أستطيع أن أصف سعادتى بهذا المسلسل الذى يعد عملا تراجيديا إنسانيا يتناول قضايا جديدة لم تتناولها الدراما التى تتحدث عن صعيد مصر من قبل، إذ يتناول المسلسل الصراع داخل إحدى الأسر فى صعيد مصر، وأجسد فيه دور «محمد أبودياب» رجل أعمال من إحدى قرى سوهاج يمتلك محجراً.
لماذا توقفت عن الإنتاج السينمائى؟
صحيح أننى أمتلك ثلاثة سيناريوهات أحلم بتقديم أى منها، ولكن لا أرغب فى تقديمها كمنتج فنى، ولكن أن يكتب عليها اسمى كمبدع فقط، وفى نفس الوقت لا أقوى على إنتاج أى فيلم من الثلاثة دون وجود موزع لكى أستطيع تسويق الفيلم، لذلك أتمنى عودة الموزع الذى يشارك المنتج فى إنتاج الفيلم، نتحمل فيه سوياً مغامرة المكسب والخسارة، وإذا افترضت إمكانية أن أستطيع إنتاج الفيلم على نفقتى، فلن أتمكن من عرضه، لأن شركات الإنتاج الكبرى تعطى الأولوية لعرض أفلامها، وهو ما أكده صديق لى من المنتجين الكبار، عندما ذهبت إليه بفيلم وأخبرته أنه «ضد الخصخصة»، ففاجأنى بأنه مع الخصخصة، فقلت له: «لماذا لا نأخذ من أمريكا كل شىء»، فسألنى: «ماذا أعنى»، فأخبرته أن شركات الإنتاج الأمريكية الكبرى تسمح بإنتاج أفلام مخالفة لرأيها، فقاطعنى: «هم أحرار».
لماذا يعاتبك البعض على آرائك السياسية؟
هذا صحيح، لأن وجهة نظرى تتلخص فى أن حرب أكتوبر1973 كانت نقطة تحول فى العالم، تم من بعدها وضع سيناريو محكم على يد «كيسنجر» وآخرين، ظهر فى بدايته سياسياً ولكنه أصبح فيما بعد اقتصاديا واجتماعيا للسيطرة على العالم، فأنا أول من هاجم «العولمة» لأنها مصطلح اقتصادى «صرف»، يهدف إلى هدم الحضارات القديمة، والترويج لحضارة واحدة، صاحب السطوة فيها التكنولوجيا الحديثة.
وما رأيك فى الخلافات العربية التى تتناولها فى مسلسلك الجديد «ماتخافوش»؟
خلاصة هذه الخلافات أن أمريكا فى كانت فى البداية تركز على زيادة الصراعات بين الأقليات فى الدول العربية حتى جاء اجتياح العراق للكويت والذى أدى إلى أن البلد العربى أصبح لا يثق فى جاره العربى مما استدعى دخول أمريكا، التى قررت من وقتها عدم الخروج من الوطن العربى إلا عندما تسطو على كل قطرة بترول، وهى أمريكا أيضا التى تحمل مواطنوها فى نفس الوقت 700 مليار دولار لإصلاح ماأفسدته الإدارة البنكية. ولو كنت مواطنا أمريكيا لرفعت دعوى قضائية ضد بوش أتساءل فيها بأى حق يتحمل شعب سياسات نظام وحكومة فاشلين، أين الرقابة الإدارية فى أمريكا والتى تركها بوش فيما بعد لـ«أوباما» عبئا عليه، لأنه لا توجد رقابة تتابع مسار الاقتصاد الجديد، وهو ما تسبب فى كارثة لأهم كيان اقتصادى فى العالم وهو «الاقتصاد الأمريكى». لكن المحير كان تأثير الإعلام الذى صور ذعر أوروبا من التأثر بانهيار الاقتصاد الأمريكى، بسبب توحيد العملة «اليورو» إلا ألمانيا، فهى البلد الوحيد الذى نادى بالتخلص من العملة الموحدة، لأن أى بلد يسقط فى أى نظام اقتصادى ينعكس مباشرة على العملة.
نور الشريف مع ابنتيه مى و سارة فى حفل تخرج مى
كيف نواجه كل هذا؟
أنا كـ«نور الشريف» مع الاتحاد والتقارب ضد أمريكا لخلق التوازن الذى اختفى من وقت انهيار الاتحاد السوفيتى، وتسبب فى الإخلال بالتوازن الدولى وأثر بالسلب على الدول النامية «اللى هى إحنا».
معروف عنك اهتمامك بحياة الفقراء والمهمشين؟
أنا مغرم بالفقراء لأنهم ملح الحياة و«لو مفيش ملح، مفيش أكل»، وحياة الفقراء بها سحر حب الحياة، فضحكاتهم وجوعهم حقيقيان، وهذا لا يعنى أننى أروج للفقر، ولكن أتمنى أن يحصل الفقراء على حق تغيير حياة أبنائهم، وتعليمهم وتقلدهم لأى منصب دون النظر إلى مستواهم الاقتصادى.
متى تختار العزلة؟
أنا أعيش فى عزلة دائمة، لم يعد لى أصدقاء، وكل ما تبقى لى مجرد علاقات تليفونية بصلاح السعدنى، محمود سلطان، شريف الفضالى، وأسعد الشريف.
ما طبيعة علاقتك حالياً بطليقتك الفنانة بوسى؟
تجمعنا علاقة صداقة قوية، كما سيجمعنا قريباً عمل فنى، لكننى لن أتحدث عن أى تفاصيل الآن، إلا بعد البدء فى التنفيذ.
وماذا عن علاقتك بابنتيك «مى وسارة»؟
أنا أب ديمقراطى، لم أتعب أنا وبوسى فى تربية البنات، وفضلنا أن نكون بالنسبة لهما أصدقاء، وتركنا مهام التربية «الرذلة» لوالدة بوسى بعد إصرارى على تواجدها معنا فى البيت.
ماذا تتذكر من طفولتك؟
طفولتى كانت خاصة جدا، وأذكر أننى لم أعش يوماً فى منزل لا تمتلكه العائلة، فبيتنا الأول كان فى 7 حارة الصايغ، قسم الخليفة، وكان مكونا من طابقين، الدور الأرضى كان فيه مخزن، وأماكن مؤجرة لآخرين، أما الدور العلوى فنعيش فيه بشقة مكونة من 7 غرف وصالة كبيرة كنت أهوى لعب كرة القدم فيها، وكنت أحب النزول إلى المخزن لعشقى لرائحة الجبنة الرومى التى كان يخزنها عمى، وكنت أحب الذهاب إلى إحدى سينمات الدرجة الثالثة «التى اختفت الآن» لمشاهدة الأفلام، ومتابعة المسلسلات الأجنبية التى كانت تعرض هناك.
مى: بابا ديمقراطى
زمان وأنا صغيرة، كنت أجلس بجواره نشاهد التليفزيون معا، ووقتها سمعت لأول مرة فى التليفزيون كلمة ديمقراطية، ووقتها سألت بابا «هو انت ديمقراطى.. ضحك وقالى آه يا حبيبتى».. وهذا حقيقى فقد اعتدت على التعامل معه باعتباره أقرب صديق لى. عودنى أنا وسارة على أنه ليس كل ما نريده ممكن تحقيقه فى نفس اللحظة، وأنا صغيرة كنت أقف وراء الباب أنتظره عندما يأتى من التصوير، وأطلب منه فلوس لكى اشترى الشيكولاته، وفى إحدى المرات امتنع عن إعطائى الفلوس، وقال لى: «الفلوس اللى موجودة فى البيت، يا دوب تكفى الاحتياجات الأساسية، منقدرش لا نجيب شيكولاته ولا نخرج نتفسح»، وهرولت وقتها باكية إلى ماما، وسمعتها تلومه على ما فعله معى، لكنه أجابها أنى لازم أتعود على أنه ليس كل ما أطلبه يجب أن أحصل عليه فى نفس اللحظة».
سارة: ماحبش حد يضايق بابا
عندما شاهدت مى أختى فى الدالى وهى تجسد دور «نشوى»، وترفع صوتها على بابا سعد الدالى، لم أستطع أن أفصل بين أنه تمثيل أو واقع، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا ألوم مى على ما فعلته معه، فأنا «ماحبش حد يضايق بابا» حتى ولو كان مجرد تمثيل، فما بالك أنها مى، وانفعلت جدا لدرجة أنهما لم يتمكنا من التوقف عن الضحك، لعدم قدرتى على الفصل بين الحقيقة والتمثيل.
وعلى مستوى العمل ،أفخر بعملى كمساعد مخرج فى معظم أعمال والدى، تحديدا المسرحية، لأنه بعيدا عن كونه والدى، فهو فنان مثقف، وملم بكل تقنيات التمثيل والإخراج