حديث نبوى صحيح لفت نظرى: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة» وأراهن أن هذا الكلام أثار دهشتك! فالدنيا فى نظر نبى الإسلام متعة وحلوة، وأجمل ما فيها «أنثى بنت حلال» بالتعبير الدارج عندنا!
والنظرة الإسلامية للحياة من هذا المنطلق تتعارض تماماً مع العقلية التقليدية للدين ورجاله!
وإزاى واحد متدين بصحيح عايز يستمتع بالدنيا، وتكون هناك امرأة فى حياته! وإسلامنا الجميل قوامه الوسطية، فهو يرفض اعتزال الدنيا بحجة التقرب إلى الله، وفى الوقت ذاته لا يقبل أن يغرق الإنسان فى دنياه بحيث ينسى آخرته، أو أن تكون العلاقات بين الجنسين سداح مداح بلا ضابط ولا رابط!
والتطرف الإسلامى يسىء إلى الإسلام أبلغ إساءة، فهو عكس المطلوب على طول الخط! فالحرام عند هؤلاء المتشددين ينافس «السلام عليكم»! بينما جاء دين محمد عليه الصلاة والسلام ليقول للبشرية «الحلال هو الأصل» ويرفع عنهم القيود والأغلال المفروضة عليهم باسم عبادة ربنا والتقرب إليه!
فمن حق المتدين فى إسلامنا الجميل الجمع بين الحسنيين.. يعنى من حقه أن يستمتع بحياته وفى الوقت ذاته يكون من الفائزين فى الحياة، التى تنتظر الإنسان عقب وفاته، وقبل رسالة الإسلام كانت الفلوس والنساء حراماً على كل من أراد التقرب إلى الله وجاء نبى الإسلام ليحدث ثورة فى كل هذه المفاهيم، والعشرة المبشرون بالجنة من أنصار سيدنا محمد تجد سبعة منهم من المليونيرات والعاملين فى التجارة!
وبعدما كانت المرأة صفراً على الشمال ولا قيمة لها أصبحت لها ذمة مالية خاصة بها، وشخصية مستقلة عن رجلها، فلا تنسب إليه كما نرى فى بلاد الخواجات حتى الآن!
وكلمتها فى الزواج هى الكلمة الحاسمة ـ وإوعى حضرتك تصدق أى كلام غير ذلك! وإجبارها على الارتباط برجل لا تحبه جريمة فى حق الإسلام أولاً، ومن يفعل ذلك من أهلها ينتظره حساب عسير عند رب العالمين! وأعطى إسلامنا الجميل لحواء الحق فى خلع زوجها إذا كانت لا تريده كما أعطاه حق الطلاق إذا استحالت الحياة مع زوجته!
وكل هذه المكاسب العظيمة للإنسانية لم تعرفها البشرية إلا فى وقت متأخر جداً فى النصف الثانى من القرن العشرين الميلادى! لكن الإسلام كان سباقاً ومازال، فالفارق شاسع بين النظرة الإسلامية للطلاق وما يجرى فى بلاد الغرب! وافتراق الزوجين يقتضى فى ديننا أن يأخذ كل ذى حق حقه!
أما عند الخواجات فالطلاق يقصم الظهور ويخرب البيوت وتستولى المرأة على نصف فلوس زوجها! ولذلك لا تتعجب عندما تجد العريس هناك يضع أحياناً شروط الطلاق وهو يتزوج!!
وكل هذه الخواطر خطرت ببالى وأنا أكتب فى حب نبى الإسلام بمناسبة المولد النبوى الشريف! أحبه من قلبى لأن تعاليمه سمحت لى بأن أستمتع بحياتى وأنا مقبل على الله، كما رفع من شأن حواء، وإذا كانت فى حياتك امرأة صالحة فقد حصلت على كنز من كنوز الدنيا بمقتضى الحديث النبوى الشريف!
يا بختك يا عم.