بعد ٤ سنوات من الإفراج عنه فى إطار صفقة بين القاهرة وتل أبيب، كشف الجاسوس عزام عزام، أمس، فى حوار مع صحيفة «يسرائيل هيوم» عن بعض تفاصيل كتابه الجديد الذى صدر مؤخراً: «هل أنت عميل للموساد؟».
يروى الكتاب قصة اعتقال عزام عزام فى مصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، والسنوات الثمانى التى قضاها وراء القضبان، بعد الحكم عليه بالسجن ١٥ عاماً مع الأشغال الشاقة المؤبدة كما يروى تفاصيل الجهود السياسية والاستخباراتية الإسرائيلية التى بذلت للإفراج عنه.
الكتاب الجديد يكشف عن معلومات جديدة فى القضية لم تنشر من قبل، ولا يمكن التثبت من صحتها، ربما أهمها الزعم بأن المخابرات المصرية حاولت تجنيد عزام أثناء وجوده فى السجن وزعمه أيضاً أن وحدة خاصة مكونة من ضباط النخبة بالجيش الإسرائيلى وعملاء من الموساد تدربوا على تنفيذ عملية عسكرية لتهريب عزام من ليمان طرة!.
وأسند عزام مهمة تحرير الكتاب للأديب الإسرائيلى «دودو أورن» الذى قسمه لعدة فصول متفاوتة الحجم، ويزعم فى الفصل الأول أن الجاسوس الإسرائيلى تعرض للتعذيب داخل السجن، وحاول الانتحار من فرط التضييق عليه سواء من المسؤولين أو من السجناء المصريين داخل الليمان.
وخصص فصلاً كبيراً للجهود التى بذلتها إسرائيل للإفراج عنه، وقال إن ثلاثة رؤساء وزراء إسرائيليين، هم نتنياهو وباراك وشارون طالبوا بالإفراج عنه مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وفى فصل آخر، يروى عزام، محافظاً على أدق التفاصيل، أن مجموعة من ضباط قوات النخبة بالجيش الإسرائيلى والموساد توجهوا لرجل الأعمال الإسرائيلى «بلاطو شارون» بطلب رسمى لكى يمول عملية عسكرية جريئة لتهريب عزام من سجن طرة، غير أن العملية لم تخرج إلى النور بسبب عدم حصول الفريق على إذن بالتنفيذ!.
ويحكى عزام عزام فى الفصل الأخير من الكتاب عما يسميه بالمعاناة التى عاشها منذ عودته إلى إسرائيل، فعلى الرغم من أنه رفع علم إسرائيل، وغنى «نشيدها الوطني» فور وصوله إلى قريته فى الشمال، إلا أنه اضطر للتغلب فيما بعد على مشكلة التقرب من ابنه الذى تركه وعمره لم يتجاوز ١٢ شهراً، كما تجاهله الجميع، وعانى غياب فرصة عمل لشهور طويلة حتى شعر بالخذلان.
ويبقى أن السؤال الذى شغل بال الرأى العام الإسرائيلى طوال فترة سجنه، هل عزام عزام عميل للموساد؟ لم يجد إجابة صريحة داخل الكتاب، وتعمد الجاسوس الإسرائيلى ترك النهاية مفتوحة أمام القارئ على كل الاحتمالات.