هل تشهد مصر عودة العمليات الإرهابية مرة أخرى؟!
أعاد الانفجار الذى شهدته منطقة الحسين مساء اليوم الأحد إلى الأذهان، ذكرى العمليات الإرهابية التى وقعت فى مصر على مدار العقدين الماضيين، بدأ من عام 1992، وحتى الآن. وبالرغم من اختلاف هذه العمليات الإرهابية من حيث أداة التنفيذ أو الجهة التى وراءها، يظل تأثيرها على الأمن القومى المصرى واحداً، ويطرح العديد من التساؤلات حول آليات "الضبط الأمنى" فى البلاد من ناحية، وتأثيرها على قطاع السياحة والاستثمار من ناحية أخرى؟!
الجهاد .. وعمليات العنف المسلح
يؤرخ لسلسلة الهجمات الإرهابية فى مصر فعلياً منذ عام 1992، وذلك بعد صعود جماعات الإسلام السياسى المسلحة، والتى تعتنق الفكر الجهادى والتكفيرى للمجتمع والحاكم. وتركز أداءهم المسلح على هجمات بالأسلحة الخفيفة، وزرع قنابل محلية الصنع، وركزت أهدافها على السائحين وبعض الشخصيات السياسية والأمنية المهمة.
بدأت أولى هذه الهجمات فى 21 أكتوبر 1992، حيث قتل سائح بريطانى قرب ديروط بمحافظة أسيوط، وأعلنت الجماعة الإسلامية مسئوليتها، وتوالت بعد ذلك سلسلة الهجمات، والتى جاءت على النحو التالى:
* 26 فبراير 1993 قتل سائح تركى وآخر سويدى، وشخص ثالث مصرى فى انفجار قنبلة بمقهى فى قلب القاهرة، وجرح 19 شخصا آخرون بما فى ذلك 6 سياح.
* 8 يونيه 1993 تم إلقاء قنبلة على حافلة سياحية قرب الأهرامات، أسفر عن مقتل مصريين وجرح 15 سائحا، من بينهم سائحان بريطانيان.
* 26 أكتوبر 1993، قتل أمريكيان وفرنسى وإيطالى، وجرح سائحان آخران فى هجوم شنه رجل بالسلاح على فندق سميراميس بالقاهرة، وصدر بيان عن الداخلية يشير إلى أن منفذ العملية مختل عقليا، وذلك بعد أن تم اعتقاله وإيداعه مستشفى للأمراض العقلية، لكنه هرب وفجر حافلة قرب المتحف المصرى بالقاهرة.
* 4 مارس 1994، تبنت الجماعة الإسلامية هجوما على عبارة سياحية فى النيل، أسفر عن جرح سائح ألمانى لفظ أنفاسه الأخيرة فيما بعد.
* 26 أغسطس 1994، أطلق مسلحون النار على حافلة سياحية فى بين الأقصر وسوهاج، مما أسفر عن مقتل أسبانى.
* 27 سبتمبر 1994، قتل ألمانيان ومصريان فى منتجع بالبحر الأحمر، وتم القبض على منفذى العملية، وهما عضوان من الجماعة الإسلامية، وتم إعدامهما فى 1995.
* 23 أكتوبر 1994، تبنت الجماعة الإسلامية هجومين فى الصعيد، ما أسفر عن مقتل بريطانى وجرح خمسة أشخاص آخرين.
* 18 أبريل 1996، قتل 18 سائحا يونانيا وأصيب 14 بجروح فى هجوم على واجهة فندق أوروبا قرب أهرام الجيزة، وتبنت الجماعة الإسلامية الهجوم، وقالت إنها استهدفت سياحا إسرائيليين.
* 18 سبتمبر 1997، قتل 9 سائحين ألمان وسائقهم المصرى، بعد أن تم تفجير حافلتهم خارج المتحف المصرى وسط القاهرة.
* 17 نوفمبر 1997، قتل 62 شخصا بما فيهم 58 سائحا فى الأقصر، وتبنت الجماعة الإسلامية الهجوم.
* 22 نوفمبر 2000، قتل 13 شخصا وأصيب 24 آخرون، فى عملية سطو مسلح على مصرفين بسوهاج، واشتبهت الأجهزة الأمنية فى الجماعة الإسلامية.
البدو والفلسطينيون.. متهمون جدد فى تفجيرات مصر
انضمت قبائل البدو وعناصر فلسطينية إلى لائحة اتهامات الأجهزة الأمنية، وذلك على خلفية سلسلة التفجيرات التى هزت شبه جزيرة سيناء، وخاصة فى الأماكن السياحية، والتى جاءت على النحو التالى:
* 7 أكتوبر 2004، لقى 34 شخصا، من بينهم سياح إسرائيليون حتفهم، وجرح 10 آخرين فى ثلاثة انفجارات استهدفت فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين آخرين فى سيناء.
* 23 يوليو 2005، قتل 60 شخصا على الأقل فى سلسلة انفجارات استهدفت منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، وبدأت الانفجارات فى منطقة خليج نعمة، وكانت من خلال ثلاث سيارات مفخخة على الأقل، حيث استهدف الأول فندق غزالة جاردنز، مما أدى لتدمير الفندق بالكامل، واستهدف الثانى منطقة السوق القديمة.
* 24 أبريل 2006، انفجارات أخرى بمنتجع دهب على ساحل البحر الأحمر، أسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين، ووقعت الانفجارت فى وسط المدية فى مطعمى "نيلسون" و"علاء الدين" وفى متجر غزالة.
انفجارات أخرى.. والفاعل مجهول
لم يقتصر الأمر على هذه التفجيرات فقط التى قام بها أعضاء الجماعة الإسلامية، أو تلك التى اتهم فيها قبائل سيناء أو الفلسطينيون، بل شهدت مصر سلسلة تفجيرات، لم يعلن عن الجهة التى نفذتها أو توجهات العناصر التى قامت بها، خاصة أن هناك تفجيرين شهدا تطورا فى أداء العمليات المسلحة لهذه العناصر، تمثل فى اعتماد النهج الانتحارى، وكانت على النحو التالى:
* 7 أبريل 2005، وقع انفجار فى قلب المدينة القديمة بالقاهرة ما أودى بحياة فرنسيين وأمريكى وإصابة 18 آخرون، بالإضافة إلى منفذ الهجوم.
* 30 أبريل 2005، قتل شخص واحد وجرح ثمانية آخرين، فى انفجار بميدان عبد المنعم رياض بالقرب من المتحف المصرى.
وأخيراً، تظل هذه العمليات الإرهابية، بكل ما تحمله من دلالات، تجسيداً لخلل ما فى المجتمع المصرى، ربما يكون ناتجاً على ظروف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. أو جميعها