سيطرت الخلافات على اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، الذى عقد أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، لمناقشة الأوضاع المأساوية فى قطاع غزة، والعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، حيث شهد الاجتماع «انقساماً» حول عقد قمة طارئة، وهو الاقتراح الذى تقدمت به سوريا وقطر وأيدته عشر دول، بينما تحفظت عليه أو رفضته باقى الدول العربية.
وتقدمت مصر خلال الاجتماع بـ«ورقة لحل الأزمة»، تركز - حسب مصادر - على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى، والاستجابة لجهود المصالحة الفلسطينية، إضافة إلى اعتراف حماس بالرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن».
وفى كلمته، انتقد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، الخلافات العربية - العربية، والفلسطينية - الفلسطينية، مؤكداً أن ما تشهده غزة حالياً «هو نتاج لهذه الخلافات».
وقال موسى: «إن عملنا يجب أن ينصب فى الوقت الراهن على الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى»، وطلب انعقاداً فورياً لمجلس الأمن، وأضاف: «إن ضياع الدور العربى وتناثره، وانقسام الصف الفلسطينى وتبعثره، جميعها عوامل أدت إلى سياسة إسرائيلية اجترأت على العرب، هذه السياسة تقوم على الاستخفاف والاستغفال، وتعمل وفق المثل الشعبى القائل: (اللى تعرف ديته اقتله)، ويبدو أن إسرائيل عرفت دية العرب، ومن ثم راحت تمضى فيهم وفى أراضيهم احتلالاً، ثم قتلاً وتدميراً»، داعياً القادة العرب إلى الامتناع عن «صب الزيت على النار».
وتابع: «إن الخلافات العربية وتصاعد اتهامات الخيانة لها دور كبير فى تسميم الجو العربى، وتسببت فى خلافات، وربما نزاعات لا نزال نعانى من آثارها، مطالباً العرب بـ(الكف) عن تبادل الاتهامات بالخيانة».
وشهدت كواليس الاجتماع تحركاً غير عادى، مصرياً من جهة، وسورياً من جهة أخرى، لحشد وزراء الخارجية العرب لكل منهما، ففى الوقت الذى التقى فيه أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، بنظرائه الفلسطينى والأردنى والمغربى والبحرينى واليمنى والإماراتى، لشرح رؤية القاهرة تجاه ما يجرى فى غزة، التى تقوم على تحقيق وقف فورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية، والتهدئة بين حماس وإسرائيل،
كان هناك تحرك مماثل من جانب وزير الخارجية السورى لمحاولة إقناع وزراء الخارجية العرب بالرؤية السورية المتعلقة بعقد قمة عربية طارئة لمناقشة «مجزرة غزة».
وعلى صعيد الوضع فى غزة، ارتفعت حصيلة شهداء عملية «الرصاص المتدفق» إلى ٣٩١ ونحو ٢٠٠٠ جريح فلسطينى.