يا أحبتي المسلمين في كل مكان إذا رأيت راية الجهاد قد ذبلت وأعناق الحكام قد خضعت وألسنة العلماء قد صمتت والقلب قد كمد وتفتت فلا تركن إلى كل ذلك ولا تترك أخوانك وانصرهم بما تستطيع لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها وقال صلى الله عليه وسلم ( من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ) وتكليفه نفسه بما لايطيق ليس مما يعنيه وأقدم لك صورا من النصرة التي إن شاء الله تستطيع فعلها وسط هذا الذل والخزي الذي لخفه تراجعنا في الدين وهزال الحكام الذي الحق بنا ذلك :
1- القنوت والدعاء على اليهود شرقا وغربا واسرائيل ومن عاونهم فقد قال تعالى ( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله أولئك سيرحمهم الله ) وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى فيشرع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وغيرها من الصلوات، وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصارى بدعائه الذي فيه اللهم العن كفرة أهل الكتاب والقنوت مسنون عند النوازل وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين ويكون القنوت في النوازل في الركعة الأخيرة و أن محله بعد الرفع من الركوع ويقتصر في القنوت بالدعاء على النازلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ويقنت في الصلوات الخمس وفي الوتر في النصف الاخير من الليل .
2- إعانتهم بالمال قدر المستطاع فإن لم يامن أن يصل إليهم يتصدق على نية أهل غزة ويقول اللهم هذه عن أهل غزة ارجو بها رفع البلاء عنهم .
3- متابعة أحداث هذا العدوان والتأثر والإكثار من ذكره في المجالس وتوعية المسلمين بأهمية نصرة أخوتنا في غزة ومشاركتهم بلائهم بالصوم والدعاء والصدقة وترك كل لهو وعبث والإلتفات لهذا الدين ونصرة أهله المستضعفين في كل مكان وتحديث النفس بالجهاد .
وهذه البلايا والمصائب يمحص الله بها أهل الإيمان والنفاق ويرفع بها درجات أهل غزة في الدنيا والىخرة فقد قال تعالى ( إِن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأَيام نداوِلها بين النّاس وليعلم اللـه الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء واللّه لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة ويدال عليهم أخرى لكن تكون لهم العاقبة فإنه لو انتصر المسلمون دائماً لدخل معهم المنافقون وغير الصادقين في الإسلام ولم يميز الصادق من غيره ولو هزم المسلمون دائماً لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة فيضيع الدين فاقتضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين أحياناً ينتصرون وأحياناً تكون الأخرى ليتميز من يتبعهم ويطيعهم على الحق وما جاءوا به ممن يتبعهم على الظهور والغلبة خاصة ممن يعبدون الله على حرف .