اليوم قلبي اشتكى .. وبكى .. فقد امتلأ كدرا وغيظا على ما يحدث .. فأبى ان يخرج ما بين جدرانه .. الا على لسان حبيبه .. الذي يكاد ان ينفطر لالمه ..
كاي يوم يمر علي .. حفريات في الارجاء تكاد تشل اقدامي لانهار كتلة واحدة .. لا انتصاب من بعدها .. وغبار من حولي مرفق برائحة دم اعتدت عليه حتى اصبح جزءا من يومياتي ..,,
اراقب ما يحدث حولي .. وقد المني منظر .. جعلني افكر كثيرا واعتب على امة نائمة ما عاد ينفع معها العتب ..,,
شاهدت اليوم يا احبائي ام واب .. لهم ثلاثة ابناء .. يحبونهم .. ويفدوهم بارواحهم .. كيف لا وهم فلذات اكبادهم .. لا ياكلون ولا يفرحون او يحزنون الا مجتمعين .. روح واحدة تسري في خمسة اجساد ..
خرج الابناء بعد ان ودعوا الوالدين بقبلات على جبينهم .. والبسمة ترتسم على افواههم .. فحياتهم ملؤها الاطمئنان .. جميعهم بخير .. يخافون على بعضهم البعض .. ويحبون بعضهم حبا جما .. فما ان حان موعد العودة الى البيت بعد عناء يوم طويل حتى رجع اثنان وفقد الثالث ..!!
بدات الام بالصراخ .. والبكاء الذي ما انقطع من مقلتيها الحزينتين .. تتمنى ان تصاب باصعب داء ولا توخز ابنها شوكة .. تدعوا الله وتتوسل ان يرد ابنها سالما لها .. اما الاب المكلوم فقد خرج مهرولا حافي القدمين يبحث مع ابنائه على ابنه المفقود .. وفي راسه الف هاجس وهاجس ..!
قد يكون مريض .. او قد يكون جائع .. هل يشعر بالبرد ام انه في مكان آمن ودافئ ..؟؟
ما ان وجد ابنه حتى خضبت مقلتيه الدموع الخائفة التي انحبست قبل دقائق معدودة وابت ان تخرج الا بعد اطمئنان .. عاد الابن الى اهله .. وكان سعيدا .. فقد احس بحبهم له .. ياله من شعور رائع .. هنالك من يخاف عليه ويسال عنه .. ويحسب لغيابه وحزنه الف حساب وحساب . .
بت انظر اليه .. وبكيت .. نعم بكيت يا ابنائي .. فلا احد يحبني او يخاف علي فحالي كحال الابن الضائع .. لكن الى الان لم يتفقدني احد ولم يبحث عني احد ..!!
انا اولى القبلتين .. وثالث الحرمين الشريفين .. اخوتي بخير لكني اقطع كل يوم اربا اربا .. ولا احد يسال عني .. او يذرف دمعة لاجلي ..
وكاني صرت ماضيا منسيا .. او تاريخا قديما عفى عنه الزمن .. او لوحة جميلة تزين الجدار ضعت منذ ستين عام والى الان لم يحرك احد ساكنا ليمسح دمعتي ويطهر اركاني من رجس يهود ..!!
هل من دمعة حنونة لاجلي ؟؟ هل من كف ترفع لتدعوا لي بالثبات .. ام هل من احد رفع صوته وقال لا .. لا تتركوا الاقصى حزينا .. الست انتسب اليكم يا امة المليار ؟؟ انا من امة الاسلام .. وقد احتضنت يوما رسولنا الكريم .. صلى الله عليه وسلم .. الم يامركم بان تشد الرحال لي ..؟ فمالي ارى ظهوركم اتجهت الي .. ادبرتم عني في وقت انا في امس الحاجة اليكم به .. اعياني التعب .. وهدت قواي جرافاتهم .. وانتم تنظرون الي بلا رحمة .. هل انتم مسلمون ؟؟ اهكذا المسلم يكون ؟؟ احس بان نهايتي باتت تقترب بسرعة ولولا انني مربوط بجذور اصرارية اتحدى بها رياح الاعداء والاشواك واصمد امام اعاصير القهر وفيضانات الحقد و طعنات الحفر ..,, لكانت جثتي قد همدت منذ ستين عام ..
الا تشفقون علي الا ترحمون دمعتي ؟؟.. تخيلوا ان ابنكم يذبح اما اعينكم لقد ذاب الجرح الصغير في الجرح الكبير بعد ان رايت دماء ابنائي .. يا هؤلاء .. ابنائي يقطعون ويجلدون امام عيني .. اجسادهم تمزقت .. وتقيح جراحهم الجديدة على جراحهم القديمة .. تمشي الدبابات من فوق رؤوسهم .. تكسر عظامهم .. وتقطع رؤوسهم وتشرب دمائهم .. امام عيني .. فلترحموا قلبي
ابنائكم في اليوم كم من وجبة ياكلون ؟؟!! وكم كأس ماء يشربون ؟؟
الا تعلمون بان ابنائي محاصرون .. كم من عائلة تاكل التراب صباح مساء وهي تتلوى بين سندانة الفقر ومطرقة الحصار .. كم من مريض حشرج صدره وتوقف نبضه وبرد الدم في وريده .. وانتم تنظرون وحسب ..!!
اليست لكم في ابنائي اسوة ؟ وباعمالهم قدوة فهم يتصدون للعتاة المغتصبين بايمان راسخ وتحد واضح .. فهل صمتكم مكافاة لهم ودعما لصمودهم وجبرا لكسرهم ؟؟!!
ان كانت جراحاتي لا تحزنكم .. ورائحة الدم الى الان لم تصلكم .. فابشروا بنار تشوي وجوهكم .. وتذكروا .. ان عرض الدنيا يزول ,, وعار الخيانة سيكون شريكا لكم في نيران قبوركم
اني والله محتار .. لا أدري كم من جدار ينبغي له ان يسقط من جسدي .. حتى تعوا حجم الدمار .؟
او حتى تقولوا للحظة يا ويحنا الاقصى بات على ابواب الانهيار ..!! ..
لكني على ثقة بانه
ما يعرف الجرح سوى جلد تفسَّخ مالتحم
منقول لكم لبث روح التضامن مع اهلنا فى غزة